Presseschau
٢٧ أكتوبر ٢٠٠٩اهتمت عدد من الصحف الألمانية الصادرة هذا اليوم (27 اكتوبر، تشرين الأول) ببدء محاكمة قاتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني. وأجمعت على الطابع الاستثنائي لهذه المحاكمة، إلا أنها حذرت من توظيفها سياسيا.
صحيفة "دريسدنه نويسته ناخريشتن" Dresdner Neuste Nachrichten كتبت في تعليقه على هذه المحاكمة: "إن قضية مروة لا يمكن أن تكون قضية عادية، فظروف اغتيال المرأة المصرية الحامل، كانت ظروفا مفجعة وصادمة. والفاعل ألماني ينحدر من الأقلية الألمانية التي تعيش في روسيا، أقدم على فعله، على ما يبدو، بدافع كراهية الأجانب".
وتساءلت الصحيفة حول طبيعة ردود الفعل في العالم الإسلامي وأكدت أن الطابع غير العادي لهذه المحاكمة يكمن في كون جزء من العالم الإسلامي يعتبرها "مناسبة لتصفية حساب ما يسمى اضطهاد المسلمين في الغرب الكافر. إن هدف من يحاج ويجادل بهذا الشكل، ليس هو دفع العدالة لتقول كلمتها بمنطق دولة القانون، وإنم يسعى لمحاكمة استعراضية لخدمة مصلحته الخاصة، بعد أن أصدر حكمه المسبق النابع من السخط والغضب".
أما صحيفة نويه اوسنابريكه تسايتونغ Neue Osnabrücker Zeitung فذهبت في نفس الاتجاه وكتبت: "يوظف جزء من العالم العربي والإسلامي هذه الجريمة كدليل لإثبات العنصرية والعداء ضد الإسلام في ألمانيا. لقد أحسنت القاضية التي ترأس المحاكمة حين أكدت منذ البداية على طابع النزاهة والموضوعية معتبرة أن الأمر لا يتعلق بمحاكمة سياسية".
أما صحيفة "تاجستسايتونغ" Tageszeitung، فلفتت الانتباه إلى مشاعر الخوف والريبة اتجاه الإسلام منذ الاعتداءات الارهابية على نييورك وواشنطن وتابعت بهذا الشأن قائلة:
"لقد شتم قاتل مروة الشربيني ضحيته ووصفها ب"الإسلامية" وب"الإرهابية"، وهو بتصوره هذا، اتجاه المسلمين وقضية الحجاب، لا يقف وحيدا، فمنذ أحداث الحادي عشرة من سبتمبر، أيلول 2001 زادت مشاعر النفور من الإسلام في ألمانيا"
وعرضت الصحيفة لجوانب الحيف الذي تعاني منه النساء المحجبات في المجتمع الألماني، معتبرة أن "اغتيال مروة الشربيني جعل منها رمزا لإقصاء المسلمات في أعين المسلمين على الأقل. إن نقاشا مفتوحا حول هذا الموضوع بات ضروريا، رغم وجود جماعات إسلامية تحاول توظيفه لخدمة مصالحها الخاصة".
إعداد: حسن زنيند
مراجعة: طارق أنكاي