1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةفرنسا

ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟

١ أبريل ٢٠٢٥

دفعت أسباب كثيرة الرئيس الفرنسي ماكرون ونظيره الجزائري تبون إلى التواصل بعد أشهر من الأزمة بين البلدين. أحد هذه الأسباب هو ضرورة التعاون الأمني. ولكن هناك أسباب أخرى غيرها.

الرئيس الفرنسي ماكرون ونظيره الجزائري تبون في مطار الجزائر - 27 أغسطس 2022
أسباب كثيرة دفعت الرئيس الفرنسي ماكرون ونظيره الجزائري تبون إلى التواصل بعد أشهر من الأزمة بين البلدين. صورة من: Ludovic Marin/AFP/Getty Images

بعد ثمانية أشهر من بدء أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، أكد الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون خلال اتصال هاتفي الإثنين (31 مارس/ آذار 2025) الحاجة إلى تجديد الحوار بسبب "متانة الروابط" التي تجمع فرنسا والجزائر ومصالحهما الاستراتيجية والأمنية، وكذلك "التحديات والأزمات التي تواجه كل من أوروبا والحوض المتوسطو - إفريقي".

 وتقيم في فرنسا، الدولة المستعمِرة السابقة للجزائر، جالية جزائرية كبيرة بلغ تعدادها حوالي 650 ألف شخص، حسب إحصائيات عام 2024، بزيادة قدرها 0,5% عن 2023، وفق وزارة الداخلية. ويضاف الى هؤلاء 1,2 مليون شخص متحدرون من مهاجرين جزائريين، وفقا للمعهد الوطني للدراسات الديموغرافية.

أزمة التأشيرات

 ويمكن للقيود على التأشيرات قصيرة الأمد للزيارات العائلية أن تؤثر مباشرة على الجزائريين، علما بأن رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا بايرو ووزير الخارجية جان نويل بارو شددا على رفض تحميل الجالية الجزائرية عبء هذه الأزمة الدبلوماسية. ويقول حسني عبيدي المتخصص في الشأن الجزائري إنّ "فرنسا تعتبر الجزائر شريكا مميّزا في مكافحة الإرهاب نظرا لخبرتها وقدراتها في هذا المجال".

 كذلك، فإنّ لفرنسا مصلحة في استقرار الجزائر، أكبر بلد في إفريقيا، والتي تتشارك حدودا مع دول تعمّها الفوضى مثل مالي والنيجر وليبيا. ومن هذا المنطلق، ستستأنف الدولتان تعاونهما في مجال مكافحة الحركات الجهادية في منطقة الساحل، حيث سيكون تبادل المعلومات الاستخبارية أساسيا. أما الهدف من ذلك فهو احتواء تنامي المجموعات المسلّحة وتلك النشطة في الاتجار بالمخدرات والأسلحة والمهاجرين.

استئناف الحوار بين الجزائر وفرنسا

03:12

This browser does not support the video element.

معالجة قضية عودة مئات الجهاديين الجزائريين

إضافة إلى ما تقدّم، سيتعاون البلدان في معالجة قضية عودة مئات الجهاديين الجزائريين أو الفرنسيين من أصل جزائري من سوريا. وتعدّ الجزائر قوة مهمّة في مجال الطاقة، وفرنسا هي أحد زبائنها في مجال الغاز. ويقول دبلوماسي إن ذلك "مهم بالنسبة إلينا ولكنه ليس حاسما"، مشيرا إلى أنّ الغاز الجزائري يمثل ما بين 6 و7 في المئة من الإمدادات في فرنسا.

وألقت الأزمة بظلالها على مصالح باريس في الجزائر حيث تعمل حوالى ستة آلاف شركة فرنسية.  وتراجعت التبادلات التجارية بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المئة في بعض القطاعات العام الماضي، خصوصا في ظل توقف واردات القمح الفرنسي. وفي حين تعدّ الشركات الصغيرة الأكثر تضررا، إلا أنّ الشركات الكبيرة ليست بمنأى عن ذلك. مثلا، تمّ تعليق إعادة تشغيل مصنع تابع لشركة رينو لانتاج السيارات.

إعادة جزائريين ملزمين بمغادرة الأراضي الفرنسية

أدّت القضية المتمثّلة في إعادة جزائريين ملزمين بمغادرة الأراضي الفرنسية إلى بلدهم، إلى تصاعد التوتر في العلاقات بين البلدين. وقد أثار وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو هذه المسألة مرارا. وبلغت الأزمة ذروتها بعد الهجوم الذي وقع في ميلوز (شرق) في 22 شباط/فبراير وأسفر عن مقتل شخص. وارتكبه جزائري كانت فرنسا طالبت مرّات عدّة بإعادته إلى بلده، غير أنّ الجزائر رفضت ذلك.

 ويشير التقرير الأخير الصادر عن المديرية العامة المديرية للأجانب في فرنسا، إلى أنّه في العام 2024 "ستكون نسبة الإعادة القسرية أعلى من المتوسط بالنسبة إلى المبعدين الجزائريين". ومن بين 34 ألف جزائري أوقفوا بسبب أوضاعهم غير النظامية، تمّ ترحيل ثلاثة آلاف العام الماضي.

توتر سياسي بين فرنسا والجزائر

02:33

This browser does not support the video element.

 بعد هجوم ميلوز، هدد بعض الوزراء الفرنسيينبتقييد تأشيرات العمل أو بإنهاء "التأشيرات الدبلوماسية". ولكن، عندما يتعلّق الأمر بتأشيرات الدخول لكبار الشخصيات مثل الوزراء والدبلوماسيين السابقين والضباط الكبار، يمكن للجزائر التحايل بسهولة على هذه القيود عبر اتفاقية للتعامل بالمثل أُبرمت مؤخرا مع سلوفينيا.

 كما يمكن لدول أخرى في الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا وألمانيا وإسبانيا التي تستورد غازا من الجزائر بمليارات من اليورو، أن تمنح مسؤوليها تأشيرات "شنغن". وتحتاج الجزائر إلى فرنسا التي تتمتع بنفوذ كبير في بروكسل، لمراجعة اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي الذي يعدّ أكبر شريك تجاري للجزائر.

التفاوض على مراجعة اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي

 وتنص الاتفاقية التي دخلت حيّز التنفيذ عام 2005، على وجه الخصوص على الإلغاء المتبادل والتدريجي للرسوم الجمركية على السلع المستوردة. وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلن الرئيس الجزائري أنّه يريد التفاوض على مراجعة هذه الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، بينما يقدّر خبراء جزائريون أنها حرمت الجزائر تحقيق أرباح تفوق 30 مليار دولار.

 إضافة إلى ذلك، تواجه الشركات الجزائرية العامة والخاصة صعوبات كبيرة في منافسة نظيرتها الفرنسية، لأن الاقتصاد الجزائري بقي لفترة طويلة مغلقا أمام المنافسة، بينما اعتمد تقليديا على تصدير المشتقات النفطية. والإثنين، أبلغ ماكرون تبون "دعم فرنسا لمراجعة" هذه الاتفاقية.

ع.ش/ ف.ي (أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW