1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما شعورك حين تحصل على جائزة نوبل؟

١١ أكتوبر ٢٠١٦

ليس بوسع كل مبدع الحصول على جائزة نوبل، من هنا فإنّ الحصول على وصف مشاعر من نال هذه الجائزة يهمُّ الجميع، وقد نال عالم الكيمياء الهولندي بين فيرنغا الجائزة مشاركة مع ثلاثة علماء آخرين . DW حاورته للتعرف على مشاعره.

Niederlande Chemie Nobelpreis Ben Feringa
صورة من: picture alliance/University of Groningen/J. Van Kooten

DW: إبتداء، نبارك لك حصولك على جائزة نوبل للكيمياء لعملك في تطوير المعدات الجزيئية.

بين فيرنغا: شكرا جزيلا ، شرفتني كلماتكم.

يحتمل أنك واجهت هذا السؤال آلاف المرات منذ فوزك بالجائزة. ما شعورك حين اتصلت بك لجنة جائزة نوبل بك؟

لم أنبس ببنت شفه، تملكني الصمت لهنيهة، ثم قلت لرئيس لجنة جائزة نوبل إني مصدوم بعض الشيء، وإنّ عواطفي تتدفق بسبب المفاجأة. الإنسان حين يكون عالما  يحلم أحيانا بهذه الجائزة السامية، لكن المرء لا يتخيل أنّ هذا سيحدث فعلا، حتى الآن أكاد لا أصدق ما جرى.

يوم حصولك على الجائزة، قلتَ إنك سبق أن حلمت بها، ولكن ما لاشك فيه أنّ ذاك كان حلما بعيد المنال، أليس كذلك؟

كل عالم يحلم بمثل هذا، لكن العلماء يحلمون بأشياء كثيرة، اختراعات، اكتشافات.. وما شابه، لكن حقيقة العلم أنه جهد دؤوب صعب تتخلله أفكار كثيرة، تسقط كثير منها. حياة العلماء مليئة بالنجاح والفشل، ولكن ما إن يحقق العالم اختراعا، فهذا إنجاز مدهش، فإذا حدث وحصلت على جائزة بهذا الحجم مقابل جهدك الذي تواصل لمدة 30 عاما ولما حققته، فأنا لا أملك كلمات تصف هذا الشعور.

الآن وقد حصلت على جائزة نوبل، هل تنتابك هواجس ومخاوف؟

أكثر ما يخيفني في هذه المرحلة هو "كيف سأقول لا للأشياء؟" عليّ أن أختار طبعا، ولكننا ما زلنا نتطلع إلى المستقبل، معي فريق عمل كبير وطموح جدا، وأمامنا مشاريع كبرى يجب إنجازها في مجال ماكنات واللآت التجزيئية.

بن فيرنغا يتلقى التهاني من زملائه بعد فوزه بجائزة نوبل للكيماياء عام 2016صورة من: Getty Images/AFP/S. Veenstra

لم تعد مجرد داعية سبّاق في الكيمياء بل أمسيت رائدا في هذا المجال، هل كنت دائما تحبَ الكيمياء؟

حين كنت طالبا في الإعدادية كنت مدمنا على العلوم، عشقت الرياضيات، والفيزياء والكيمياء، ولم أحب اللغات. ما جعلني مهتما بالكيمياء على وجه الخصوص هو أنها علم يمكّنك من أن تصنع أشياء عدة. أنا اليوم عالم كيمياء صناعية، نحن نصنع اشياء ومواد جديدة تضيف الى المواد الأولية للصناعة. نحن نهيئ لتقنيات النانو في المستقبل. الحقيقة هي أننا نصنع أشياء لم يكن لها وجود في السابق، بات باستطعاتنا أن نصنع مكونات المباني العملاقة الجميلة من أمّنا الطبيعة، من خلال تدوير وإعادة تصنيع المواد لإنتاج أشياء ومواد جديدة، شعوري هو شعور أي فنان يتأمل انجازه النهائي بعد أن خلقه من العدم.

قارن كثير من الناس عملك بقطع الليغو (لعبة البناء الشهيرة الصغيرة). ويقولون بهذا الخصوص إنك تبني بأصغر قطع الليغو، كيف ترى أنت عملك؟

أنا لا ألعب بقطع الليغو، بل إن المكونات التجزيئية هي قطع الليغو التي تشكل تلك المواد الرائعة، وهي تمثل مواد المستقبل. هذه حقيقة مشاعري، يخال لي دائما أنني طفل صغير العب بقطع الليغو، ولكن على مستوى النانو.

كيف يمكن أن نلمس الناتج العملي لبحوثك، وبأي شكل سيستفيد المجتمع منها؟

طالما كان هذا سؤالا صعبا، لاسيما أنّ الحديث يدور حول بحوث أساسية من النوع الذي أعمل عليه. لكننا نحن معشر علماء الكيمياء بارعون في صناعة كل أنواع المواد التي نستخدمها في حياتنا اليومية، ابتداء من وقود سياراتنا، مرورا بالمواد التي نستخدمها في منازلنا، وصولا إلى العقاقير التي نستخدمها في المستشفيات. لكن الحقيقة الأكيدة هي أنّ بوسعنا اليوم أن نحصل على وظائف ديناميكية، وبوسعنا الحصول على موتورات، وبوسعنا تحقيق إضافة قوية إلى الأشياء، وكل ذلك يفتح في الكيمياء عصر إنتاج جديد، بوسعنا اليوم إنتاج معدات خاصة تستخدم في المجال الطبي. فكر في روبوتات يمكن زرقها في أوردة الإنسان، فتبحث عن الخلايا السرطانية، أو أنها تقوم بإصلاح الأجزاء الممزقة، وقد تقوم بمداخلات جراحية متناهية الصغر والدقة.

صورة من: Getty Images/AFP/S. Veenstra

وضعتك جائزة نوبل في دائرة الضوء، هل تظن أن ذلك سوف يدعم بحوثك؟

آمل أنّ الفوز بالجائزة سيشكل حافزا لكثير من الشباب لمزيد من الحلم، أكثر مما أفعله أنا الآن، وآمل أنهم سيتمكنون من ترجمة هذا النوع من التقنية البنيوية والاكشتفات لإنتاج مخترعات جديدة، وللوصول الى مكتشفات جديدة للوصول الى الإتجاه الذي ذكرته في البداية وللإجابة عن الأسئلة التالية: كيف سنخزن الطاقة في المستقبل؟ كيف نتمكن من إنتاج مواد تصلح نفسها ( إذا تلفت أو تمزقت أو احترقت)؟

ماذا يعني حصولك على هذه الجائزة على المستوى الشخصي؟

الأمر يشبه الحصول على ميدالية ذهبية في الأولمبياد، إنه أمرمدهش فعلا. يشبه الأمر ركوب المرء في عربة رولر كوستر، وأنا الآن أغادر عربة رولر كوستر وأعود لأمشي على الأرض، لكن شعوري  عظيم فعلا. هذا تتويج لجهدي على مدى 30 عاما مررت خلالها بظروف صعبة.

*بين فيرنغا متخصص بتقنيات جزيئيات النانو وأستاذ محاضر في جامعة غروننغن. حاز جائزة نوبل للكيمياء عام 2016 شراكة مع السر فريزر شتودارت، وجان بيير ساوفاج لانجازهم" تصميم وتركيب آلات التجزيئية".

م.م / DW

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW