يواصل خبراء الصحة تحذيرهم من تبعات مشروبات الطاقة على صحة الإنسان، وبالتحديد فئة الشباب التي تقبل بشكل متزايد عليها. فما هو تأثير مشروبات الطاقة على الجسم ولماذا ينصح بتركها؟
إعلان
كادت سامنثا شارب (33 عامًا) أن تفقد حياتها بسبب إدمانها على مشروبات الطاقة. تضطر سامنثا حاليا للعيش مع جهاز تنظيم ضربات القلب. إذ اعتادت هذه الشابة البريطانية على شرب ما يصل إلى ست علب من مشروبات الطاقة يوميا. بدأت الأعراض بالظهور عليها من خلال فقدانها للوعي في المنزل بالإضافة لشعور بالتعب الشديد وعدم القدرة على النوم. ونقلت صحيفة "بيلد" الألمانية عن شارب قولها في لقاء مع صحيفة ليستر ماركوري The Leicester Mercury البريطانية: "لدي ثلاثة أطفال. كما أعمل في المساء. هذا الأمر دفعني إلى استهلاك مشروبات الطاقة". وكانت سامنثا تعمل في التنظيف قبل عملها الحالي في أحدى الحانات. وتصف أثار مشروبات الطاقة عليها: "جعلت المشروبات قلبي ينبض بشكل أسرع كما تسببت لي بالصداع. و كنت أشعر بالغضب وبحاجتي لشرب علبة اخرى لأبقى قادرة على الاستمرار".
نسبة عالية من السكر والكافيين
يشير المكتب الفيدرالي لتقييم المخاطر في ألمانيا BfR إلى أن كوبا واحدا من القهوة يحتوي على 90 ملغ من الكافيين. أما علبة من مشروبات الطاقة فتحتوي على 80 ملغ من الكافيين. ورغم تقارب النسب إلا أن مشروبات الطاقة تشكل خطرا أكبر بكثير من المشروبات الساخنة، وذلك لأن الأخيرة تستهلك ببطء. أما مشروبات الطاقة فتشرب عادة بسرعة، مما يرفع من خطر الجرعة الزائدة. أما الحد الأقصى الموصى به للبالغين هو 200 ملغ من الكافيين يومياً. كما يجب عدم الخلط بين مشروبات الطاقة ومشروبات الرياضة الغنية بالكاربوهيدرات، والتي تهدف إلى تعويض فقدان الطاقة والماء الناتج عن النشاط البدني.
ماذا يحدث في الجسم؟
وقد أطلق المكتب الفيدرالي لتقييم المخاطر BfR تحذيرا من احتواء مشروبات الطاقة على مستويات عالية من الكافيين، عادة إلى جانب المواد الأخرى توراين وإينوسيتول وجلوكورونولاكتون، التي تحفز القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي. وفي حالة وجود مستويات عالية من الكافيين، يمكن أن تحدث تأثيرات غير مرغوب فيها مثل زيادة الإثارة ونبض القلب والسرعة وعدم انتظام ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم. يقول البروفسور الدكتور أندرياس هينسل، رئيس المكتب الفيدرالي لتقييم المخاطر: "إن الإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة خلال فترة قصيرة، وشرب كميات كبيرة من الكحول في نفس الوقت، بالإضافة لممارسة التمرين البدنية بشكل مكثف والمعاناة من النوم القليل، قد يجعل المرء يعاني من مشاكل صحية حادة".
8 مواد غذائية بديلة عن القهوة تمنح النشاط والسعادة
غالبا ما يبادر الناس إلى شرب القهوة عند الشعور بالخمول والرغبة بالنوم، إلا هناك ثمانية مواد غذائية بديلة عن المشروبات الغنية بالكافيين تمنح الجسم الكثير من النشاط والطاقة والسعادة. تعرف عليها في ألبوم الصور التالي:
صورة من: Andres Victorero/Zoonar/picture alliance
اللوز والبندق والجوز هي مكسرات تحتوي على المغنسيوم وفيتامين بي والحمض الدهني أوميغا – 3. هذه المكونات الثلاث لها تأثير منشط على الجسم، فهي تبعد التعب والتوتر والإرهاق. "مخلوطة مكسرات" مع حبات من الزبيب تمنح أيضا الجسد طاقة كبيرة، حسبما نقل موقع بريغيتا.
صورة من: Colourbox
الموز هي غلال لذيذة وصحية وخفيفة. يحتوى الموز على منبهات صحية، وذلك يعود لنسبة السكريات التي تمنح الجسم طاقة. بالإضافة إلى حمض الفوليك والمغنيسيوم، المسؤوليّن عن بناء الخلايا الحمراء في الدم وعن تغذية الجسم. يقلل الموز من التعب، ويمنح مزاجا جيدا، لأنه يحتوي على الحمض الأميني "التربتوفان"، وهو حمض يحوله الدماغ إلى "سيروتونين"، المعروف أيضا بهرمون السعادة.
صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
الطرخشقون هي نبتة برية تقتات منها الأرانب. لكنها أيضا مفيدة لجسم الإنسان. يحتوي الطرخشقون على البوتاسيوم، وهو يساهم في تنشيط الجسم ويزيد من اليقظة. ينصح بإضافة الماء الساخن إلى أوراق وزهرة الطرخشقون اليابسة وتناوله كشاي . نبتة الحريقة أو القراص لها أيضا فوائد مشابهة.
صورة من: picture alliance/ZB/M. Bein
وينقل موقع بريغيتا أن الطعم الحار لجذور الزنجبيل تنشط عملية "الأيض" أي تحول الغذاء إلى طاقة. هذا ما يسهل عملية حرق الدهون في الجسم، ويبطئ من التعب. من يريد أن يستفيق بسرعة، عليه شرب الدرنة الحارة للزنجبيل في شكل شاي أو عن طريق إضافة الماء إلى عصير الليمون مع الزنجبيل وقليل من السكر وخلطهم جميعا.
صورة من: Fotolia/kostrez
للفليفلة الحمراء الحارة تأثير مشابه للزنجبيل، فهي تنشط عملية "الأيض" والدورة الدموية على الفور. جسم الإنسان يشعر في دقائق بالتوازن والنشاط. كما تحتوي الفليفلة الحمراء الحارة على المركب النشط "كابسيسين"، المسؤول عن الطعم الحارق، وهو يساهم في تدفئة الجسم، بالإضافة إلى حرق الدهون.
صورة من: picture-alliance/McPHOTOs
الحمضيات لها تأثير مشابه للمواد الغذائية الحارة. يساهم الفيتامين سي في تنشيط الجسم ويمنح الجسم طاقة كبيرة. وينصح بتناول قطعة من المندلينا أو الكيوي، أو تفاحة أو فاكهة الزنباع، وخاصة بعد استراحة الغداء. إذ أن الجسم دوما ما يشعر بالخمول في وقت الظهيرة.
صورة من: Shaun Dunphy / CC BY-SA 2.0
تعتبر الشوكلاته مادة منبهة للجسم، فـكل مائة غرام من الشوكلاته الداكنة يحتوي مثلا على 50 ميليغراما من مادة "الكافيين" المنشطة. في حين تحتوي 100 غرام من الشوكلاته البيضاء على 20 ميليغراما فقط من "الكافيين". لا تمنح الشوكلاته الداكنة الجسم النشاط فقط بل السعادة أيضا. وذلك يعود لمادة "الكاكاو"، وللمركب الكيميائي "ثيوبرومين" وهرمون السعادة "سيروتونين".
صورة من: Fotolia/PhotoSG
عصير براعم القمح هو مشروب متكون من أعشاب نبات القمح في بداية نموه. العصير غني بالفيتامينات أ و إي و بي 12 وهو يحتوي على مضاد للأكسدة وعلى مادة "الكلوريفيل" المنشطة للجسم. ينصح بخلط أعشاب نبات القمح مع عصير فواكه وذلك للتمتع بفوائده. لمن لا يحبذ طعم البراعم الخضراء ينصح بتناول جرعات صغيرة مع العصير. كما ينصح بعدم الإكثار منه لأنه قد يسبب الغثيان. س.ع/ ع.خ (DW)