تقرير جديد للاستخبارات الألمانية عن "البديل"ـ هل من مفاجآت؟
١٤ أكتوبر ٢٠٢٤
بعد تحقيق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي انتصارات يحسب لها حساب في الانتخابات المحلية في 3 ولايات في شرق البلاد، سيصدر المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) تقريراً جديدا بشأن الحزب.
إعلان
يعتزم المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات الداخلية) تقديم تقرير جديد حول حزب "البديل من أجل ألمانيا" في غضون فترة الشهرين ونصف الشهر المقبلة. وخلال جلسة عامة للجنة البرلمان الألماني المشرفة على عمل أجهزة الاستخبارات، قال رئيس المكتب توماس هالدنفانغ: "من المتوقع اتخاذ قرار قبل نهاية هذا العام".
كانت المحكمة الإدارية العليا في مونستر أقرت في أيار/مايو الماضي بصحة تصنيف حماية الدستور لحزب "البديل" كحالة اشتباه في أنه منظمة يمينية متطرفة، وهو ما يسمح باستخدام وسائل استخباراتية لمراقبته. ولا يزال النزاع القانوني مستمراً.
ومن الناحية النظرية، هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة: إما أن الاشتباهات التي أبدتها هيئة حماية الدستور لم تتأكد، وفي هذه الحالة، سيقوم جهاز الأمن الداخلي بإنهاء مراقبة الحزب كحالة اشتباه. وقال هالدنفانغ: "أرى أن هذه الفرضية غير مرجحة للغاية".
أما السيناريو الثاني فهو أن تتأكد الاشتباهات، وفي هذه الحالة، سيكون لذلك تأثير على تصنيف الحزب بأكمله على أن له تطلعات متطرفة على نحو مؤكد، ومن الممكن أيضاً أن تستمر المراقبة كحالة اشتباه مع تقديم مبرر مناسب، على سبيل المثال، إذا لم يكن من الممكن تحديد الاتجاه الذي يتجه إليه حزب "البديل" بسبب وجود أحداث داخلية لم تختتم بعد داخل الحزب.
وقال هالدنفانغ إنه سيتم إعداد التقرير الجديد "مع أخذ أحدث التطورات داخل الحزب في الاعتبار". كما سيكون هناك دور أيضاً لـ "الأحداث المرئية المحيطة بانتخابات البرلمان الإقليمي في شرقألمانيا".
وخلال الجلسة، تحدث هالدنفانغ أيضاً عن موقف اليساريين واليمينيين المتطرفين الألمان من روسيا ومن الحرب الروسية على أوكرانيا، بالإضافة إلى التحقيقات المتعلقة بشبكة "فويس أوف يوروب" (صوت أوروبا) الموالية لروسيا.
وكانت بوابة "فويس أوف يوروب" أذاعت مقابلات مع السياسيّين في حزب "البديل" ماكسميليان كراه وبيتر بيسترون اللذين يتصدران قائمة مرشحي الحزب اليميني الشعبوي في انتخابات البرلمان الأوروبي.
كانت صحيفة "دنيك إن" التشيكية ذكرت أوائل نيسان/أبريل استناداً إلى مصادر استخباراتية أن هناك اشتباها في أن بيسترون كان على اتصال مع شبكة "فويس أوف يوروب" (صوت أوروبا) الموالية لروسيا، ونوهت الصحيفة إلى احتمال تلقى البرلماني الألماني أموالاً. كما ينفي كراه أيضاً تلقي أي أموال من دائرة "صوت أوروبا".
خ.س/أ.ح (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)