1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ماذا يدور في رأس عمالقة الذكاء الاصطناعي؟

٢٠ نوفمبر ٢٠٢٣

يعمل عمالقة التكنولوجيا مثل رؤساء شركات "إكس" و"أوبن إيه آي" و"مينا" على إدارة النقاش حول سبل وطرق تنظيم الذكاء الاصطناعي، لكن هذه الهيمنة المتزايدة تثير قلق الباحثين والناشطين.

شخصيات تتربع على عرش الذكاء الاصطناعي
شخصيات تتربع على عرش الذكاء الاصطناعيصورة من: Mario Jose Sanchez/picture alliance/Kimberly White/Getty/Imago/Justin Sullivan/Getty

يوما بعد يوم تزداد مجالات استخدام  الذكاء الاصطناعي  في حياتنا ما أثار الحاجة إلى إيجاد طريقة لتشكيل عمل هذا المجال بالتزامن مع بذل الساسة جهودا للخروج بطرق التنظيم.

وخلال هذا النقاش، برز دور رؤساء عمالقة التكنولوجيا في العالم حيث قدموا وجهات نظرهم حول الفوائد والمخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، لكن هذا التأثير المتزايد لهذه الشركات أثار مخاوف وقلق الباحثين والنشطاء.

وأشار الباحثون إلى أن ثمة هيمنة أمريكية على مجال الذكاء الاصطناعي مما يثير تساؤلات حول نقص تمثيل دول العالم الأخرى خاصة بلدان الجنوب العالمي وسط تحذيرات من أن النفوذ المتزايد لرؤساء هذه الشركات يمكن أن يطغى على القضايا الحرجة مثل انتهاك الخصوصية وحماية حقوق الموظفين.

وفي مقابلة مع DW، قالت جينا نيف، المديرة التنفيذية لمركز مينديرو للتكنولوجيا والديمقراطية في جامعة كامبريدج، "لقد رصدنا براعة هذه الشركات في وضع شروط القضايا التي يجب أن تُناقش".

التقرير التالي يسلط الضوء على أبرز الشخصيات المؤثرة في مجال الذكاء الاصطناعي وأهم مقترحاتهم.

إيلون ماسك: مُبشر الفناء

يعد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرجل الذي يرأس العديد من شركات التكنولوجيا خاصة "إكس" – تويتر سابقا – و"تسلا" و"سبيس إكس"، أكثر الشخصيات حديثا بشكل معلن وصريح عن مخاطر وجودية محتملة جراء الذكاء الاصطناعي.

حذر إيلون ماسك من أن الذكاء الاصطناعي يشكل "خطرا أكبر من السلاح النووي"صورة من: Alain Jocard/AFP

وكان الشهر الماضي قد شهد كشف ماسك النقاب عن أول نموذج ذكاء اصطناعي توليدي  لشركته الناشئة الجديدة "اكس إيه آي" يحمل اسم "غروك".

وعلى مدار سنوات، يدق ماسك ناقوس الخطر إزاء التأثير الكارثي المحتمل للذكاء الاصطناعي على الحضارة والبشر وذلك منذ وقت طويل إذ في عام 2018، قال إن الذكاء الاصطناعي يشكل "خطرا أكبر من السلاح النووي".

وخلال لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك هذا الشهر، وصف الملياردير الذكاء الاصطناعي بأنه "القوة الأكثر تعطيلا في التاريخ".

لكنه في الوقت نفسه، حذر من "الرقابة المفرطة" حيث أبلغ سوناك أنه يتعين على الحكومات تجنب وضع اللوائح "التي تعوق الجانب الإيجابي للذكاء الاصطناعي".

بدوره يرى دانييل لوفر، أحد كبار محللي السياسات في جمعية "أكسس ناو" المعنية بالدفاع عن حق الوصول إلى الإنترنت، أن ماسك يرغب من وراء التركيز على المخاطر الوجودية للذكاء الاصطناعي، صرف الانتباه بعيدا عن المخاوف الملحة مثل كيفية حماية بيانات المستخدم أو ضمان عدالة أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وفي مقابلة مع DW، أضاف أن ماسك "يمضي قدما في مساعي صرف الانتباه عن التكنولوجيا التي نتعامل معها في الوقت الحالي إلى أشياء ليست سوى تنبؤات وتخمينات وغالبا ما تكون من وحي الخيال العلمي".

سام التمان: رجل المرحلة

أصدرت شركة "أوبن إيه آي OpenAI”" ومقرها سان فرانسيسكو، قبل عام  تطبيق الذكاء الاصطناعي  الذي ذاع صيته وأحدث هزة في عالم التكنولوجيا "تشات جي بي تي" لتصبح الشركة الأولى في العالم التي توفر نظام ذكاء اصطناعي توليدي واسع النطاق متاحا للجمهور عبر الإنترنت.

أجرى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي OpenAI”"، محادثات مع سياسيين ومشرعين حول العالم حيال كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعيصورة من: JACK GUEZ/AFP/Getty Images

ومنذ ذلك الحين، طاف الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان، الذي أُقيل منذ OpenAI أيام من رئاسة شركة طاف العالم من واشنطن العاصمة إلى بروكسل لإجراء محادثات مع سياسيين ومشرعين حول كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي.

وخلال مباحثاته، أطلق ألتمان تحذيرا من أن بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي تعد عالية المخاطر بحيث يمكن أن تتسبب "في ضرر كبير للعالم"، مشددا أن تنظيم المجال سيكون "أمرا بالغ الأهمية"، لكنه في الوقت نفسه عرض خبرة شركته لتوجيه صناع القرار حيال أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة.

وفي تعليقها على نهج ألتمان، قالت جينا نيف، الأستاذة في جامعة كامبريدج، إن رئيس شركة "أوبن إيه آي OpenAI”" يرغب في وراء "هذه الاتصالات الرائعة  في بعث رسالة أساسية مفادها (لا تثقوا بمنافسينا ولا تثقوا بأنفسكم..ثقوا بنا فقط)".

وحذرت من هذا النهج ربما سوف يصب في صالح الشركة، إلا أنه لا يتسم بالشمولية، مضيفة "نحن ندعو إلى المزيد من المساءلة الديمقراطية والمشاركة في صنع هذه القرارات، وهذا ليس ما نسمعه من ألتمان".

مارك زوكربيرج: العملاق الصامت

ولا يمكن الحديث عن الذكاء الاصطناعي  دون التطرق إلى شركة "ميتا" الرائدة في تطوير هذا المجال، بيد أنه من اللافت أن الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ يلتزم الصمت حيال المناقشات بشأن الذكاء الاصطناعي.

مازال مارك زوكربيرغ يلتزم الصمت حيال المناقشات الحالية بشأن كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعيصورة من: JOSH EDELSON/AFP/Getty Images

ففي كلمة ألقاها في سبتمبر/أيلول الماضي أمام عدد من المشرعين الأمريكيين، دعا زوكربيرغ إلى التعاون بين صناع السياسات والأكاديميين والمجتمع المدني والشركات "للحد من المخاطر المحتملة لهذه التكنولوجيا الجديدة وأيضا من أجل تعظيم الفوائد المحتملة".

وبصرف النظر عن اطروحاته، يبدو أن زوكربيرغ قد فوض إلى حد كبير مسألة النقاش حول سبل تنظيم مجال الذكاء الاصطناعي إلى نوابه لا سيما نيك كليغ، السياسي البريطاني السابق الذي يتولى حيال منصب رئيس الشؤون العالمية لدى "ميتا".

فعلى هامش قمة الذكاء الاصطناعي الأخيرة في المملكة المتحدة، قلل كليج من المخاوف المتعلقة بالمخاطر الوجودية للذكاء الاصطناعي وشدد بدلا من ذلك على التهديدات الأكثر إلحاحا المتمثلة في استخدام الذكاء الاصطناعي للتدخل في الانتخابات المقبلة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة العام المقبل.

ودعا إلى إيجاد حلول قصيرة المدى لتحديد المحتوى الإلكتروني الناجم عن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

داريو أمودي: الطفل المدلل

ويدخل في سباق الذكاء الاصطناعي شركة "أنثروبيك" ومقرها في سان فرانسيسكو التي تأسست عام 2021 على أيدي شخصيات كانت تعمل في السابق لدى شركة أوبن إيه آي OpenAI”".

وحققت الشركة نموا كبيرا فيما أعلنت  أمازون مؤخرا أنها سوف تستثمر 4 مليارات دولار في "أنثروبيك" ما يعكس في رأي المراقبين التنافس الشرس بين أمازون ومايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي.

ورغم أن "أنثروبيك" مازالت شركة ناشئة، إلا أن رئيسها التنفيذي داريو أمودي قد نجح في اقتحام المناقشات الحالية حول تنظيم الذكاء الاصطناعي.

حذر داريو أمودي من أن الذكاء الاصطناعي ربما يصبح خطرا في المستقبلصورة من: Kimberly White/Getty Images for TechCrunch

خلال كلمته أمام "قمة الذكاء الاصطناعي" في بريطانيا، حذر أمودي من أنه رغم أن المخاطر التي تشكلها أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية قد تكون محدودة نسبيا في الوقت الراهن، إلا أنها "من المرجح أن تصبح خطيرة للغاية في مرحلة ما في المستقبل القريب".

وفي محاولة لمواجهة هذه التهديدات، عرض أمودي على المشرعين المشاركين في القمة للاستفادة من النهج الذي طورته شركته القائم على تصنيف  أنظمة الذكاء الاصطناعي  على أساس المخاطر المحتملة.

 

يانوش ديلكر / م. ع

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW