ماذا يعني للسعودية طرح أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام؟
٢٦ أكتوبر ٢٠١٩
من المتوقع أن تعطي السعودية الضوء الأخضر قريبا لطرح جزء صغير من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام. ماذا يعني ذلك للمملكة واقتصادها؟ وهل سيتم تقدير قيمة الشركة بالمبلغ الذي يتمناه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؟
إعلان
ما هي أرامكو؟
أرامكو، والمعروفة سابقاً بشركة النفط العربية السعودية، هي شركة سعودية عملاقة للنفط والغاز الطبيعي، وتدير حقول النفط والغاز في أنحاء المملكة وخارجها. تساهم الشركة مع فروعها حول العالم بتقديم الخبرة الفنية في إدارة سلسلة التوريد والتنقيب والتكرير والمواد الكيميائية.
تشرف الشركة على ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم، وخلال السنوات السابقة قامت بضخ حوالي 10 ملايين برميل يومياً، مما جعلها أحد أكبر الشركات في العالم، وتم تقدير إيراداتها عام 2018 بـ 388 مليار دولار (352 مليار يورو)، بمتوسط مليار دولار يومياً. صافي دخل الشركة المقدر بـ 111 مليار دولار أعلى من أرباح منافساتها: إيكسون موبايل وشيل وبي بي وتوتال وشيفرون مجتمعة، وتوظف 70 ألف شخص حول العالم.
من يملك أرامكوا؟
حتى هذه اللحظة، تعود ملكية الشركة بشكل كامل إلى الحكومة السعودية، ويقوم بالإشراف عليها وزير الطاقة السعودي، وهو الأمير عبد العزيز بن سلمان. خلال السنوات الصارمة، سيطرت الشركة بمدخولها المرتفع على المجتمع والاقتصاد، ولكن حديثاً بدأ حكام السعودية يرون ضرورة تنويع مصادر اقتصاد المملكة من أجل القدرة على مواجهة تحديات المستقبل.
وبهذا تعددت الأفكار ما بين الانفتاح على السياحة واستثمارات كبيرة في مجال البنية التحتية، لجعل المملكة أكثر جذباً للمستثمرين والشركات الأجنبية، خاصة التي لا تعمل في مجالي النفط والغاز. وكل هذا يندرج ضمن ما يسمى بـ "رؤية 2030"، وهي خطة تم وضعها في عام 2016 من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وذلك لتقليل اعتماد المملكة على النفط. وقد أكد بن سلمان على أنه سيتم بيع جزء من حصص شركة أرامكو لتمويل هذه الخطة.
متى سيتم طرح أسهم أرامكوا للاكتتاب العام؟
إنها مسألة وقت، فقد حاولت الشركة سابقاً طرح أسهمها للاكتتاب العام، ولكن تم وقف هذه المحاولة عام 2018 بدون تحديد موعد جديد، بدعوى أنها تنتظر ظروفا أفضل، لكن كثيرين يشككون في إمكانية حصول هذا على الإطلاق.
في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وبعد أن عينت الشركة رئيسا جديدا، تعرض مقرها بشكل غير متوقع وفي نفس الشهر لهجمات بطائرات بدون طيار. الهجوم سلط الضوء على نقاط الضعف الكامنة لدى الشركة، وتسبب بخسارة أكثر من نصف انتاج البلاد من النفط، وانخفضت بذلك أسعار النفط على نحو غير المتوقع.
التوقعات بحدوث تباطؤ محتمل في النمو العالمي وما يقابله من انخفاض في الطلب على النفط، تدفع الشركة للضغط باتجاه طرح الأسهم للاكتتاب العام. ,تقول التقارير الحالية إن الشركة ستوافق رسميا على خطة طرح أسهمها العامة، وستنشر كتيبا بحلول نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر، وسيقوم هذا الدليل على اختبار اهتمام المستثمر ويساعد الشركة على تحديد قيمتها.
حالياً، يقدر الخبراء إجمالي قيمة الشركة بـ 1,5 تريليون دولار، لكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يريد تريليوني دولار! وقد كان هذا الفارق الضخم نقطة شائكة في الماضي. وبغض النظر عن التقييم أو متى يحدث الاكتتاب العام، فمن المتوقع ألا يتوفر سوى مبلغ ضئيل من أسهم الشركة.
تخطط الشركة حتى الآن لطرح ما يصل إلى 3 بالمئة من أسهمها في بورصة الرياض نهاية العام، وقد ييشكل هذا الاكتتاب داخل البلاد رهاناً قانونياً آمناً، وسيحمي الشركة من التدقيق والسيطرة القضائية الأجنبية. ومع ذلك، من المتوقع أن يتم طرح أسهم الشركة لاحقا خارج البلاد أيضا، الأمر الذي سيدعو إلى مزيد من الشفافية. وبشكل عام، تم تحديد 5 بالمائة من الأسهم لطرحها في البورصات.
من لا يزال يهتم بالوقود الأحفوري؟
سمحت المملكة العربية السعودية للمستثمرين المؤسسيين الأجانب بالدخول إلى سوقها المحلية عام 2015، ويعد طرح أسهم أرامكو بالنسبة للحكومة خطوة أخرى نحو اقتصاد أكثر انفتاحا على رأس المال الغربي. بالنسبة للكثيرين من السعوديين، تعد أرامكو أكثر من مجرد شركة، باعتبارها جزء من الهوية السعودية وشريان حياة. ولهذا يحاول مسؤولو الشركة إقناع المواطنين أيضاً بشراء أسهم الشركة كدليل على ولائهم للبلاد والعائلة الحاكمة. وهذا الجذب "العاطفي"، سيدفع بعض بنوك البلاد، كما هو متوقع، لتقديم قروض كبيرة لمساعدة المستثمرين المحليين على شراء الأسهم بسهولة أكبر.
وإن لم يكن هذا كافيا، فالشركة تتوقع أن تقوم بعض الحكومات الأخرى بالاستحواذ على أسهم من خلال صناديق الثروة السيادية، ولكن مع انسحاب العديد من المستثمرين المؤسسيين الكبار في جميع أنحاء العالم من الوقود الأحفوري، هل سيكون هذا كافيا؟ وماذا عن شركة تملك الحكومة 95 بالمئة من أسهمها؟ هل يمكن أن تكون مستقلة حقا؟
تيموثي روكس/ م.س
المنتجات النفطية تغزو حياة الإنسان اليومية
المنتجات النفطية دخلت حياة البشرية وتسربت إلى داخل المنازل، فمن الصعب حاليا تصور حياتنا اليومية دون منتجات تعتمد على النفط. من خلال الجولة المصورة التالية نتعرف على بعض هذه المنتجات.
صورة من: picture-alliance/dpa
مستحضرات التنظيف
تُصنع عبوات المنظفات عادة من البلاستيك الذي يكون النفط مكونه الرئيسي. فهذه العبوات البلاستيكية متينة وخفيفة الوزن ورخيصة في الإنتاج. وغالبا ما تحتوي المنتجات الموجودة داخل هذه العبوات أيضاً على مواد نفطية. هذه المواد الكيميائية التي تقوم بإزالة الشحوم والبقع، تضر بالبيئة وتسبب الحساسية أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحمضيات كبديل عن مستحضرات التنظيف
استخدم الليمون لفترة طويلة كمادة تنظيف قبل أن تحدق ثورة في مجال المنظفات الكيميائية المصنعة. مكون الليمون الرئيسي - حامض الستريك - يملك نفس القدرة على التنظيف مثل الخل وبيكربونات الصوديوم، دون الإضرار بالبيئة وبصحة الإنسان. الليمون يمكن أن ينظف الشوايات ويكافح الميكروبات التي تبقى على الأسطح. وهذه البدائل الطبيعية أكثر فعالية وأقل ثمنا وتأتي دون عبوات.
صورة من: INAPI
أطنان من البلاستيك
حوالي 380 مليون طن من البلاستيك يُنتج سنويا في العالم، لكن فقط 9 بالمائة من تلك الكمية يتم إعادة تدويرها، وذلك بحسب دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا. أما البقية فيتم إحراقها أو إلقاؤها في النفايات. ويقدر الباحثون أنه بحول عام 2050 سيكون قد تم إنتاج 34 مليار طن من البلاستيك
صورة من: picture alliance/Blickwinkel
شفاطات من الورق
هذا السيل من المواد البلاستيكية لن يتوقف إذا لم يغير البشر طريقة حياتهم! هذا ما توصلت إليه المفوضية الأوروبية التي تريد حظر مبيعات أدوات المائدة المصنوعة للاستخدام الواحد. وهذه المواد التي يتم إنتاجها واستخدامها وإلقاؤها في النفايات تثقل كوكب الأرض لقرون. من جهتها، أعلنت شركة تيترا باك، إحدى شركات التغليف الرئيسية، أنها ستقوم بصنع الشفاطات من الورق عوضا عن البلاستيك.
صورة من: picture-alliance/empics/J. Hayward
تأمين مالي للأكواب
تعتبر ألمانيا أكبر منتج للنفايات البلاستيكية في القارة العجوزوفقا لوكالة البيئة الفيدرالية. العائلات الصغيرة تشتري الأطعمة المغلفة بكميات صغيرة وكثيرون يشترون بضائع عبر الانترنت يتم تغليفها، إضافة إلى محلات الوجبات السريعة التي تعتمد على الأدوات البلاستيكية. بعض المطاعم في مدينة هانوفر الألمانية اتخذت مثالا يحتذى به من خلال تأمين مالي في 2 يورو للأكواب التي يمكن إعادة استخدامها.
صورة من: picture-alliance/dpa/H.-C. Dittrich
معركة يائسة ضد البلاستيك
الهند لديها مشكلة كبيرة مع النفايات البلاستيكية. وقد حظرت العاصمة الهندية، نيودلهي المنتجات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة فقط، إلا أن هذه التدابير مجرد قطرة في دلو. هناك قرابة 1.5 مليون هندي يكسبون لقمة العيش من وراء جمع البلاستيك. لكن غالبا مايتم في الهند حرق القمامة وهذا يتسبب بانبعاث غازات سامة.
صورة من: Jasvinder Sehgal
مواد صديقة للبيئة
بالإمكان صناعة العبوات من مواد صديقة للبيئة. فقبل عصر البلاستيك، كانت منتجات الألبان تقدم في الأوعية الزجاجية. فهناك إمكانية لصناعة عبوات المشروبات من مواد متجددة وصديقة للبيئة، مثل الخشب. الاختيارات التي يقوم بها المستهلك يمكن أن تصبح أساسية لتقليل الاعتماد على المواد النفطية.
صورة من: Fotolia/peppi18
الأقراص المدمجة (النفطية)
يحتوي كل قرص سي دي أو دي في دي على حوالي 30 غرامًا من النفط الخام. سنويا، يتم إنتاج قرابة 40 مليار قرص في العالم وكل قرص يتكون من البولي كربونات والألمنيوم وطلاء. الكثير من هذه الأقراص يتم التخلص منها وينتهي المطاف بها في النفايات. وبحسب وكالة البيئة الفيدرالية، يبلغ معدل إعادة تدوير الأقراص في ألمانيا حوالي 5 في المائة.
صورة من: Bilderbox
كعب عال من ألياف النباتات!
يعتقد البعض أن المستخدمين لا يبحثون عن المنتجات الصديقة للبيئة. لكن بعض زبائن شركة "غوتشي" الشهيرة يفضلون شراء أحذية بكعب عال مصنوع من مواد مصنوعة من البلاستيك العضوي، الصديق للبيئة. استخدم خبراء سابقون في معهد فراونهوفر الألماني مركب ليغنين من بقايا الورق وألياف النباتات والشمع، وجعلوا من هذا الخليط سائلا، ثم استخدموا آلات الحقن لصب الخليط في أشكال مختلفة لاستخدامات ومنتجات كثيرة.
صورة من: Fraunhofer Institut
قمصان المشجعين صديقة للبيئة
صُنع قميص كرة القدم هذا، من النفايات البلاستيكية المعاد تدويرها، حيث تطلب الأمر 28 عبوة بلاستيكية لإنتاجه. كما يمكن صنعه كذلك من الألياف الطبيعية مثل القطن والصوف والكتان والحرير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
السر في الفرشاة الجيدة
ليس هناك وقت مبكر لتعلم نظافة الأسنان، لكن طريقة غسل الأسنان ليست هي وحدها السر في الحفاظ على صحة الفم والأسنان، بل نوع الفرشاة أيضاً. الفرش المتاحة في الأسواق عادة تكون مصنوعة من البولي أميد، وهي زيوت معدنية، كما أن هناك مكونات أخرى كيميائية تدخل في تصنيعها.
صورة من: Fotolia/detailblick
مكونات طبيعية للحفاظ على نظافة الفم
لكن من الممكن صناعة فرشاة الأسنان من مواد طبيعية، مثل خشب الزان وشعيرات الخنازير، كما يمكن أن يتكون معجون الأسنان من مواد طبيعية مثل كربونات الصوديوم والنعناع وزيت جوز الهند والقرنفل والزنجبيل، وبفعالية لاتقل عن فعالية معجون الأسنان التقليدي. كما أن بعض معاجين الأسنان التقليدية تحتوي على حبيبات بلاستيكية صغيرة.
صورة من: DW/K. Jäger
نوم صديق للبيئة!
عند البحث عن مرتبة جديدة، يفكر المشتري في الراحة والتأثير على الظهر والمواد المسببة للحساسية، لكن قلما يفكر في كونها صديقة للبيئة! تصنع معظم المراتب من مواد نفطية. في حين أن هناك مراتب مصنعة من مواد حيوية، تحتوي على البلاستيك الحيوي المصنوع من زيت عباد الشمس وزيت الخروع.
صورة من: Colourbox/Maxx-Studio
مراحيض طبيعية
يقول مصممو الديكور إن "الحمام هو غرفة المعيشة الجديدة"، فالكثيرون يبحثون عن تصميمات مميزة، مثل مقعد ينظف نفسه، أو نظام موسيقى مزود في الحمام. لكن معظم مكونات الحمام تتكون من البلاستيك، والآن هناك حمامات "صديقة للبيئة"، حيث كل المكونات مصنوعة من الخشب.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas/
سيارات خالية من منتجات النفط.. مجرد خيال؟
يبحث صانعو السيارات عن بدائل للنفط في منتجاتهم، إلا أننا مازلنا بعيدين عن التخلي الكامل عن الذهب الأسود في هذا المجال. حتى بطاريات السيارات تحتاج إلى منتجات النفط في إنتاجها. وهناك مستقبل واعد للسيارات الهيدروجينية ولكن حتى هذه السيارات تحتوي على الكثير من منتجات النفط الخام.