على مدار عدة أشهر حاورت مدونة الفيديو، التابعة لـ DW، الشباب في روسيا، وذلك في إطار مشروع "جيل عام 2012"، وهكذا أتيحت للمشاركين فرصة للتعبير عن وجهة نظرهم حول الأحداث في روسيا خصوصا وأوروبا عموما.
ويبدو الشباب الروس منقسمين عقب انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد، ولكن الكثيرين يعتقدون أن مستقبل البلاد للسنوات الست المقبلة سيشهد ركودا في التنمية السياسية والاجتماعية. فيما عبر آخرون عن رضاهم لعدم حدوث أي تغيير في السلطة في روسيا. ويجدون أنه أمر جيد عندما لم تتطور احتجاجات المعارضة ضد التزوير في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، إلى ثورة.

ماذا تبقى من هذه الاحتجاجات؟

الآراء تختلف حول هذا الموضوع. "الناس اللذين شاركوا في المظاهرات ودعموا المعارضة عادوا إلى حياتهم اليومية"، كما تؤكد جوليا روبزوفا من نوفوسيبيرسك. والآن سينتظر الجميع ما سيحدث بعد ذلك، كما تقول ذات الـ 24 ربيعا، والتي تعمل في مجال التسويق الالكتروني. ولكنها تعتقد بأن "لا أحد سيواصل النظال".

أما ميخائيل شوكوف (34 عاما) من ياروسلافل فيتصور بأن سلطة الدولة من خلال سلوكها يمكن أن تثير المزيد من الاحتجاجات وأنشطة المجتمع المدني. "ربما"، هكذا يأمل بأن تقوم الحكومة أيضا بحوار بناء حول تطوير البلاد والمجتمع. الأمر الحاسم الذي يحدد ما تبقى من الاحتجاجات، برأيه، هو إذا ما تشكلت مجموعات اجتماعية جديدة تعمل لصالح المواطنين. ولكن مدير أحد المراكز الشبابية لا يتوقع حدوث تغييرات سريعة في حياة الشعب.

أمل بفرص أخرى للمعارضة

وكذلك الشابة الروسية جوليا شيفر (25 عاما)، لا تتوقع حدوث تغييرات جذرية في عهد بوتين. وتعتقد الشابة، التي تدرس الإدارة العامة في برلين، بأن الكرة الآن في ملعب ممثلي أطياف المعارضة المختلفة، وترى بأن عليهم أن يجتمعوا معا على برنامج سياسي بديل. "الكثير من الناخبين لا يرون بديلا سياسيا حقيقيا لنظام بوتين. وأنا أتمنى أن تجد المعارضة وجمهور الناخبين مرة أخرى مكانا لها في المستقبل للمشاركة في الانتخابات، لأنه في السنوات الأخيرة بات من الواضح من يفوز دائما".

ويعتقد الكسندر غوسيف (24 عاما)، من راشيف (وسط روسيا)، بأن المعارضة ستتلقى دفعة جديدة، وأن "المعارضة ستتوسع، وسينضم إليها العديد من الأشخاص الأذكياء والناجحون. وستكون موسكو وسان بطرسبرغ، كما كانت على الدوام في التاريخ الروسي، مراكز للتقدم الاجتماعي والسياسي"، هكذا يرى طالب العلوم السياسية.

وكذلك فإن بافل ميلينكوف (22 عاما) مقتنع بأن الأمور لن تهدأ في روسيا. وأن تبعات التطورات التي حدثت في الأشهر الستة الماضية لا يمكن وقفها، حتى من قبل بوتين. "بوتين لن يصمد لست سنوات في منصبه، إما أنه سيستقيل من منصبه في وقت مبكر، وإما سيجد نفسه مطاردا"، كما يقول الشاب الذي يدرس اللغتين الإنكليزية والألمانية في سمولينسك.
ويشاركه في وجهة النظر أرتيوم لوسكوتوف، الذي يعتقد بأن الاحتجاجات المعارضة كانت أول فرصة للتأثير على الوضع السياسي. الرجل الذي يعمل مصورا في نوفوسيبيرسك بدا واثقا من أن الروس " لن ينتظروا لست سنوات أخرى حتى تعود لهم الفرصة".

التوقعات من السلطة الحالية
ولكن ليس جميع الشباب يعتمدون على الاحتجاجات. فالشابة أناستازيا تورنيكوفا (22 عاما) عبرت عن سعادتها لأن الاحتجاجات لم تتطور إلى ثورة. "أعتقد أنه بعد الانتخابات لن تبقى الأمور كما كانت بأي حال من الأحوال"، وقال الشابة التي تدرس تخصص الدراسات الأوروبية في فلينسبورغ: "كل شيء سوف يتغير ببطء و في الاتجاه الصحيح".

وكذلك بدا ميخائيل ماكاروف (31 عاما) متفائلا. ويعتقد أنه من الجيد عدم حدوث أي تغيير في مراكز السلطة. "ربما يكون أمرا جيدا بأن الاتجاه السياسي سوف يستمر، والذي كان قد بدأ بالفعل قبل أكثر من عشر سنوات"، ويرى بأن "هذا لا يعني أن تتبع الآن فترة من الركود."

رأي مختلف يعبر عنه أوليغ نويميفاكين (26 عاما) من نوفوسيبيرسك أيضا. "لن يكون هناك أي تطور إيجابي. ولا أتوقع حدوث معجزات اقتصادية واجتماعية من السلطة الحالية".ويأسف لأنه لم تصل إلى السلطة وجوه جديدة. "لقد رأينا كل هذا من قبل في السنوات الـ12 الماضية"، هذا ما يقوله الشاب المتخصص بتكنولوجيا المعلومات. وهو مقتنع تماما بأنه لا رئيس الجمهورية ولا مجلس الدوما تم انتخابهما من قبل الشعب: "إن عمليات التزوير كانت واضحة جدا وساخرة أيضا، ولا يمكننا أن نتحدث عن أي شرعية."
توقعات الشباب من الرئيس القديم الجديد بوتين تختلف فيما بينها اختلافا كبيرا. لكن معظم المشاركين من مدونة الفيديو المقدمة من DWتتوافق على أن المجتمع الروسي يواجه تحديات كبرى.

ماركيان أوستابتشوك/ فلاح آل ياس
مراجعة: طارق أنكاي