معروف عن مهاجم دورتموند ماركو رويس تذبذبه بين القمة والقاع. وشهدت المرحلة 11 عشرة من الدوري الألماني لكرة القدم حالة انفجار، تنذر بصحوة سيكون دورتموند أول المستفيدين منها في رحلة مطاردة البافاري.
إعلان
لن يجادل اثنان أن الدولي ماركو رويس من أقوى مهاجمي الدوري الألماني-البوندسليغا، فهو يتمتع بإمكانيات هائلة بدءا من التقنية العالية والتمريرات الشديدة الدقة في المساحات الضيقة والتصويبات الخطيرة باتجاه مرمى الخصم، وصولا إلى المراوغات المستحيلة والمستوى العالي من الذكاء الفني. رغم كل هذا، يواجه رويس انتقادات جمة من قبل الصحافة المحلية وحتى من قبل بعض مشجعي فريقه، بروسيا دورتموند؛ وهناك من يصفه بـ"الحَمَل" في إشارة إلى أنه يفقد فاعليته وخطورة في المباريات الحاسمة.
وفي حقيقة الأمر، معروف عن رويس تذبذب أدائه بين القمة والقاع، وذلك في حركية متواصلة. الآن، هو في ذروة عطائه على الأقل مقارنة بما قدمه في الأسابيع الأخيرة من الموسم الحالي. هدفان بمرمى فيردر بريمن، ليقود بروسيا دورتموند للفوز (3-1) في منافسات المرحلة الحادية عشرة، ليتقلص بذلك الفارق بينه وبين بايرن المتصدر إلى خمس نقاط. هدفان أيضا سجلهما اللاعب في المرحلة العاشرة في مرمى أوغسبورغ المنهزم (5-1)، وقبل ذلك دك شباك ماينز بهدف آخر في مباراة فاز فيها دورتموند (3-1). وبلغ رصيد رويس من الأهداف في مباريات البوندسليغا الثلاث الأخيرة، خمسة من أصل سبعة.
والأهداف الخمسة هذه تذكر بقوة بأخرى أحرزها رويس عند انطلاق الموسم مع المدرب الجديد توماس توخل في مرمى غلادباخ (1) وإنغولشتات (1) وأود النرويجي(3) (أوروبا ليغ). بين تلك المرحلة قبل أقل من شهرين واليوم، قضى رويس فترة الأفول بدا فيها "حمَلا" على رأي منتقديه، وما زاد الطين بلة إصابته بكسر في أحد أصابع القدم، غاب على إثرها عن الملاعب ولم يستطع لعشرين يوماً متواصلة المشاركة في تدريبات الفريق، ما جعله يفقد القوة والثبات.
توخل المحفز الأساسي
لاعبون من دول عربية في صفوف فرق البوندسليغا
يلعب في الدوري الألماني بدرجاته الثلاث 28 لاعبا أصولهم من الدول العربية. بعضهم ولد في ألمانيا وآخرون انتقلوا خصيصا للعب في ألمانيا. في صور، أبرز هؤلاء اللاعبين الذين يلعبون في فرق دوري الدرجة الأولى الألماني "بوندسليغا".
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
ولد اللاعب المهدي بن عطية في فرنسا في سنة 1987 وهو من أصول مغربية وجزائرية. وكانت بدايات المهدي الكروية مع فريق مرسيليا الفرنسي. في عام 2014 انتقل إلى بطل الدوري الألماني بايرن ميونيخ بعقد مدته خمس سنوات في صفقة قدرتها وسائل الإعلام بنحو 28 مليون يورو، وهو بذلك أغلى لاعب دفاع في تاريخ الدوري الألماني.
صورة من: AFP/Getty Images/C. Stache
كريم بلعربي من مواليد برلين 1990؛ أبوه مغربي وأمه ألمانية. وقد انطلق مشواره الاحترافي مع عدة فرق ألمانية كبريمن وباير ليفركوزن وبراونشفايغ. يلعب الآن مع فريق ليفركوزن. ونجح يواخيم لوف في ضم بلعربي إلى صفوف المنتخب الألماني في سنة 2014، بعدما طالب منتخب المغرب بضمه لأسود الأطلس.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. von Erichsen
أنيس بن حتيرة وُلد عام 1988 في برلين. وكانت بداياته مع فريق هيرتا برلين. وفي سنة 2006 انتقل إلى فريق هامبورغ، ومن ثم انتقل مجددا إلى هيرتا برلين في سنة 2011. مثل أنيس المنتخب الألماني للفئات العمرية. بيد أنه قرر في سنة 2012 تمثيل منتخب بلده الأصلي تونس.
صورة من: picture-Alliance/Tagesspiegel/K. U. Heinrich
وُلد طارق اليونسي في المغرب وانتقل وهو صغير مع عائلته إلى النرويج. انضم اليونسي في سنة 2013 لفريق هوفينهايم الألماني الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى مقابل ثلاثة ملايين يورو. يلعب لمنتخب النرويج منذ سنة 2008 وخاض معه 39 مباراة سجل فيها 9 أهداف.
صورة من: picture-alliance/dpa
سامي العلاقي من مواليد دوسلدورف سنة 1986 ومن أصول تونسية. لعب في بداية مسيرته الرياضية مع فريق دوسلدورف للفئات العمرية ثم مع فريق آندرلخت البلجيكي. وفي سنة 2007 عاد ليلعب في ألمانيا. ويلعب سامي منذ سنة 2015 لصالح هيرتا برلين في البونديسليغا. ويلعب سامي أيضا للمنتخب التونسي منذ سنة 2008.
صورة من: Getty Images/L. Baron/Bongarts
وُلد محمد جويدة في مدينة صفاقس التونسية وانتقل وهو صغير للعيش مع عائلته في فرنسا. وكانت بداياته مع فريق ستراسبورغ. انتقل جويدة في 2011 إلى فريق فرايبورغ الألماني للشباب. ومن ثم انضم لفريق هامبورغ الثاني وسيلعب الموسم الحالي مع فريق هامبورغ الأساسي.
صورة من: Getty Images/Bongarts/Oliver Hardt
أما لاعب بروسيا دورتموند جيريمي دودتسياك فقد وُلد في مدينة دويسبورغ الألمانية وهو من أصول تونسية. كانت بدايات اللاعب مع فرق دورتموند للفئات العمرية وقررت إدارة النادي إتاحة الفرصة له للعب هذا الموسم مع الفريق الأول في دوري الكبار.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Thissen
محمود داوود هو لاعب ألماني سوري من أصل كردي. ولد في عامودا سنة 1996. لعب داوود لصالح فريق دوسلدورف للشباب ومن ثم انتقل للعب لفريق مونشنغلادباغ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Naupold
راني خضيرة هو الأخ الأصغر للنجم الكروي سامي خضيرة. ويلعب راني حاليا في صفوف فريق لايبزيغ من دوري الدرجة الثانية. انتقل راني إلى لايبزيغ من صفوف فريق شتوتغارت العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas
زيلوان حمد لاعب سويدي من أصل كردي عراقي. ولد في سنة 1990 ولعب لفريق مالمو قبل أن ينتقل إلى صفوف فريق هوفنهايم الألماني في البونديسلغا. يلعب زيلوان ايضا للمنتخب السويدي منذ سنة 2011.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
10 صورة1 | 10
ليس هذا الموسم هو الأول الذي يقضيه رويس مع الفريق، بين الصعود والأفول، فكذلك كانت مسيرته مع المدرب السابق يورغن كلوب. مشكله اللاعب الأساسية الضغط القوي الذي يشعر به، لأن الجميع وبسبب موهبته الفذة، ينتظر منه الأهداف ويكفي أن تمر مباراتان لا يسجل فيهما رويس حتى تبدأ التخمينات حول فرضية انتكاسة جديدة تعصف باللاعب.
وإلى غاية اللحظة أبدى توخل براعة في التعامل مع رويس، وأدخله تدريجيا بعد الإصابة باستثناء المباراة أمام بايرن والتي تابعها رويس من على مقاعد البدلاء. وحينها علق توخل بالقول: "(رويس) مجتهد جدا، لكن هناك أشياء ليست على ما يرام، كغياب الخطورة والشعور بمجرى المباراة لديه". بيد أن ذات المدرب أكد أيضا بأن اللاعب في "قلب اهتمامه"، لأنه "لا خطط ولا سيناريوهات من دونه". ليشدد توخل مرة أخرى على أهمية ماركو رويس بالنسبة لدورتموند.
ويعد توخل أكثر المسؤولين بالنادي إيمانا بقدرات اللاعب، ولطالما ردد أن الأخير "سينفجر"، ولأن جميع "المعطيات تدل على أنه قادر على ذلك سريعا، بدليل المجهودات القوية التي يقوم بها"، ويتابع توخل "لدي شعور قوي أنه سيعود إلى مستواه المعهود قريبا جدا".
وهذا ما حصل بالفعل، الأمر الذي سيستفيد منه دورتموند بقوة، فإذا استمرت صحوة رويس بالتوازي مع حالة النشوة والتألق التي يمر بها زميله بيير إيميريك أوباماينغ، ستشتد القوة الضاربة لدورتموند، وتزداد فرصه في مطاردة المتصدر بايرن ميوينخ.