لم يكن نجم دورتموند رويس يتصور يوما أن عودته إلى الملاعب وبعد معاناة طويلة بسبب الإصابة، ستشهد نجاحا خرافيا كما حدث في ليلة الثلاثاء على ملعب سيغنال ايدونا بارك، ما جعل الصحافة المحلية تتنبأ بـ"ولادة جديدة" للاعب متميز.
إعلان
"من فراش المرض إلى كتب التاريخ"، أو "عودة الصاروخ" أو حتى "عودة مثل ولادة جديدة"، عبارات أطلقتها الصحافة الألمانية بحق النجم ماركو رويس غداة عرض خرافي قدمه فريقه بروسيا دورتموند يوم أمس الثلاثاء (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) على ملعب سيغنال ايدونا بارك ضمن منافسات الجولة الخامسة (قبل الأخيرة) لدور المجموعات بمسابقة دوري أبطال أوروبا.
فبعد غياب دام ستة أشهر بسبب الإصابة، يعود الدولي الألماني إلى الملاعب ليشارك مباشرة في إعصار تهديفي للفريق الأسود والأصفر بلغ ثمانية أهداف بالتمام والكمال في شباك ليغا وارسو، مقابل أربعة أهداف دخلت شباكه.
ثلاثة أهداف كانت من نصيب رويس ورابع صنعه، المدرب توماس توخل الذي وقف يتابع تساقط الأهداف بذهول، وصف المباراة بـ"السريالية"، وكان أول المحتفين برويس أمام عدسة قناة سكاي الخاصة.
أما ماركو رويس نفسه، فقد لجأ إلى تواضعه المعهود مشيرا إلى أن التمريرات التي حصل عليها من زملائه كانت "أكثر من رائعة"، وأن مهمته تمثلت فقط بالدفع بالكرة إلى ما وراء خط المرمى ليس أكثر.
قد يكون الأمر صحيحا، لكن يجب القول أيضا أن رويس الذي لم يحالفه الحظ بسبب الإصابة في المشاركة في مونديال 2014 ولا في يورو فرنسا 2016، لم يكن يتصور أن تتزامن عودته مع نجاح تاريخي يسجله الفريق ليس على مستوى سجل النادي فحسب وإنما على مستوى تاريخ المسابقة الأوروبية برمتها التي لم تسجل من قبل 12 هدفا في مباراة واحدة. وهذا يفسر لماذا أخذ رويس عقب المباراة إحدى كرات اللقاء وطاف على زملائه لأخذ توقيعاتهم، حتى تصبح هذه الكرة تذكارا شخصيا سيوضع "في مكان شرفي" يقول لاعب خط وسط دورتموند لقناة سكاي.
أهمية هذه المباراة الخرافية أنها قد تضع نهاية لفترة عصيبة مرّ منها رويس. ولا يوجد لاعب آخر في البوندسليغا سُكب الكثير من الحبر حول تاريخ عودته إلى الملاعب، كما حدث مع هذا اللاعب. فدورتموند وعند كل مرة حدد فيها موعدا لعودة رويس كان يسارع بعدها لنفي ما صرح به على الفور، حدث ذلك على الأقل سبع مرات آخرها قبيل مباراة القمة التي جمعت دورتموند ببايرن يوم السبت الماضي ضمن منافسات الدوري المحلي.
ومنذ سنوات ورويس يقع ضحية للإصابات، لم يعرف أداؤه استقرارا الا قبل عامين ونصف. بعد ذلك اضطر للبقاء في ألمانيا، بينما سافر زملاؤه إلى البرازيل في صيف 2014 لخوض غمار نهائيات كأس العالم، وتوجوا هناك أبطالا للعالم بدونه. بعد ذلك، تحول النجم الألماني إلى مادة دسمة تناقلتها الصحف الصفراء بسبب قيادته السيارة بدون رخصة، كما أن أداءه في السنتين الأخيرتين وفي الفترات التي لم يكن فيها مصابا تراجع بشكل كبير عن سنوات القمة.
ومن هذا المنطلق هناك إجماع من قبل المتابعين على أن مباراة الثلاثاء "السريالية" حسب وصف توخل، هي أفضل حافز نفسي يحصل عليه رويس، ولهذا تتجه التعليقات إلى وصفها بالولادة الجديدة للاعب المتميز.
وفي حال تحقق ذلك سيكون الفريق أول المستفيدين. دورتموند كان يراهن على رويس أن يصبح "المركز"بالنسبة للوافدين الشباب، حسب تعبير توخل، بعد غياب الثلاثة الكبار إيلكاي غوندوغان وماتس هوملز وهنريك مختاريان، لكنه ومنذ إصابته في نهائي كأس ألمانيا الأخير أمام بايرن، تولى المهمة مارسيل شميلتسر.
ولخص زميل رويس غونزالو كاسترو ما يمثله اللاعب للفريق بالقول: "ماركو صمام أمان، حضر فسجل ثلاثة أهداف، ثم أخذ الكرة وذهب إلى منزله".
أوفه زيلر - أيقونة الكرة الألمانية يحتفل بعيده الثمانين
يعتبر أوفه من بين أهم اللاعبين في تاريخ كرة القدم الألمانية بفضل إنجازاته في صفوف ناديه هامبورغ والمنتخب الألماني على مدى عقدين من الزمان. يحتفل زيلر بعيد ميلاده الثمانين هذا العام.
صورة من: picture alliance/dpa/M.Brandt
ربما لم يعرف نادي هامبورغ لاعباً كأوفه زيلر على الإطلاق. في هذه الصورة من عام 1972 احتفى مشجعو النادي بزيلر في مباراته الأخيرة، والتي انتهت بهزيمة 3-7 أمام فريق أوروبي ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية. لكن هدفين من أهداف هامبورغ الثلاثة سجلها أوفه زيلر.
صورة من: picture-alliance/dpa
على مدار مسيرته الكروية، سجل زيلر 404 أهداف من أصل 476 مباراة، بينها 139 هدفاً في 239 مباراة ضمن الدوري الألماني الممتاز (بوندسليغا). وفي مساره مع فريقه في الدوري المحلي لشمال ألمانيا، توّج زيلر بلقب هداف الدوري في ستة مواسم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Heidtmann
في دوري الدرجة الأولى، حصل أوفه زيلر على لقب لاعب العام ثلاث مرات في أعوام 1960 و1964 و1970. لكن هذه النجاحات الشخصية لم تنعكس على ناديه هامبورغ، الذي فاز فقط بلقبين أثناء لعب أوفه زيلر في صفوفه، وهما بطولة الدوري الألماني عام 1960 وكأس ألمانيا عام 1963.
صورة من: picture-alliance/dpa
في عام 1965 أصيب أوفه زيلر في مباراة ضد فريق آينتراخت فرانكفورت بتمزق الوتر العقبي، وهي إصابة تعني نهاية مسيرة أي لاعب آخر، إلا أوفه زيلر. لم يسبق لأي لاعب أن عاد إلى اللعب بعد مثل هذه الإصابة. غير أن زيلر تمكن من التغلب على إصابته والعودة للعب من جديد، والفضل في ذلك يعود جزئياً إلى حذاء خاص طورته له شركة "أديداس" الرياضية.
صورة من: picture-alliance/dpa
لم يغادر زيلر فريق هامبورغ طوال مسيرته الرياضية، على الرغم من العروض المغرية حتى من خارج ألمانيا. كما رفض عرضاً خيالياً بالملايين عام 1961 من فريق إنتر ميلانو الإيطالي. لذلك، وتقديراً لولائه وتضحيته، شيّد تمثال حجري لقدمه اليمنى ووضع أمام استاد نادي هامبورغ.
صورة من: imago/McPhoto
بعد فوز المنتخب الألماني بكأس العالم عام 1954، استدعى المدرب يوزف هيبرغر زيلر، الذي كان يبلغ وقتها 17 عاماً، إلى صفوف المنتخب الألماني. ومنذ ذلك اليوم، شارك أوفه زيلر في 71 مباراة دولية، سجل خلالها 39 هدفاً. كما لعب في أربع بطولات لكأس العالم، سجل خلالها تسعة أهداف.
صورة من: imago/United Archives
بعد اعتزاله اللعب، عمل زيلر ممثلاً لشركة "أديداس" ولشركة أخرى لصناعة الملابس الرياضية. كما امتلك لفترة قصيرة محطة للوقود. ولكنه عاد مرة أخرى إلى المجال الرياضي، ليترأس نادي هامبورغ بين عامي 1995 و1998.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Rick
يعتبر أوفه زيلر من الشخصيات البارزة في هامبورغ. فهو مواطن فخري في المدينة، بالإضافة إلى أنه يحمل مفاتيح مدينة هامبورغ وحاز على لقب مفوض فخري لشرطتها. كما مُنح صليب الاستحقاق الاتحادي. لكنه رفض منصب الرئيس الفخري لنادي هامبورغ عام 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gambarini
بالرغم من نجوميته ونجاحاته الكبيرة، إلا أن زيلر لم يتورط بفضائح أو علاقات غرامية، بل حافظ على حياة زوجية مستقرة مع زوجته إلكا منذ عام 1959. وقد أفصح عن الوصفة السحرية للزواج الناجح بقوله: "أنا أقرر في المسائل الكبيرة، وزوجتي تتخذ القرارات فيما يتعلق بالمسائل الصغيرة. وبالطبع زوجتي هي من تحدد ما هي المسائل الصغيرة والكبيرة".
أندرياس شتين زيمونس / ريم ضوا.