عاشت مدينة غارميش الواقعة في ولاية بافاريا الألمانية ليلة الخميس/ الجمعة، أجواء من البهجة والفرح منقطعة النظير، بعدما فازت البطلة الأولمبية ماريا ريش، القادمة من تلك المدينة، أول أمس بذهبيتها الثانية في سباق التزلج المتعرج للسيدات ضمن منافسات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقامة حاليا في فانكوفر.

وكانت الألمانية ريش قد فازت الأسبوع الماضي بميداليتها الأولى في رياضة الكومبينيه السوبر. وبثنائيتها الذهبية في دورة فانكوفر حققت ريش، حلم "كل رياضي" كما ذكرت لوسائل الإعلام وهي تمسح دموع الفرح من محياها.

قدرة على تجاوز الهزيمة

استطاعت ريش، بطلة العالم في سباق التزلج المتعرج، تعزيز سجل ألقابها، حين فازت إلى جانب مواطنتها ماغدالينا نونير بميداليتين ذهبيتين. وفي سباقها الأخير، دحضت ريش كل التوقعات، حول احتمال تراجع أداءها بعد الخيبة التي منيت بها في سباق الانحدار، والذي أنهته من المركز الثامن. لتثبت مرة أخرى أنها صاحبة الكلمة الفصل في الوقت الذي يتوقع فيه منافسوها أفولها.

وفي هذا الإطار قال مدربها ماتياس بيرتهولد، إن "لريش قدرة هائلة في استعادة قوتها بسرعة عقب كل هزيمة". ولم تكن النجاحات التي حصدتها ريش في دورة فانكوفر، إلا جزءا من مسيرة متقلبة. إذ كانت الألمانية البالغة من العمر 25 عاما، قاب قوسين من الاعتزال عام 2005 بسبب إصابة في الرباط الصليبي.

مسيرة طويلة

تعرفت ريش لأول مرة على حلبة التزلج وهي في الثالثة من العمر. وواصلت مسيرتها، التي شهدت في فترة الشباب العديد من الألقاب الألمانية في سباقات اليافعين. وفي 2003/ 2004 سطع نجمها على المستوى الدولي عندما فازت في غضون شهر واحد، بثلاثة سباقات، وهي سباق التعرج- السوبر الطويل، وسباق الانحدار، ثم سابق التعرج، الذي فازت بلقبه العالمي في بطولة عام 2009.

وتجمع ريش صداقة حميمة بالمتسابقة الأمريكية ليندساي فون، والتي فازت ببرونزية التعرج -السوبر الطويل، وذهبية الانحدار على حساب ريش، ما دفع بعض الصحف الرياضية إلى الحديث عن شجار وقع بين البطلتين الأولمبيتين. إلا أن ريش سارعت إلى نفي ذلك، معتبرة "أنه هراء".

وقالت إن "الطاقم الفني نصحها بعدم قراءة ما أوردته الصحف"، وأنها "اعتبرت تلك الإشاعات دفعة إضافية لتحقيق المزيد في دورة فانكوفر". وبفضل ريش أزاحت ألمانيا مؤقتاً الولايات المتحدة من صدارة قائمة ترتيب الميداليات، بمجموع 27 ميدالية، تسع ذهبيات و11 فضية وأربع برونزيات.

الكاتب: شتيفان نيستلار/ وفاق بنكيران

مراجعة: عبده جميل المخلافي