ماسك يتدخل مجددا في شؤون ألمانيا الداخلية.. وهكذا ردت برلين!
٢٠ ديسمبر ٢٠٢٤
أثار الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مجددا جدلاً بدعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي. يأتي ذلك في وقت تستعد ألمانيا لانتخابات عامة مبكرة في فبراير المقبل. فيكف ردت الحكومة الألمانية على تصريحات ماسك؟
كان ماسك قد أشاد بسياسات حزب "البديل من أجل ألمانيا"، قائلاً إنها "لا تبدو متطرفة كما يُوصف".صورة من: Bonnie Cash/Newscom/picture alliance
إعلان
في تغريدة نشرها على منصة "إكس"، كتب الملياردير الأمريكي إيلون ماسك: "فقط حزب البديل من أجل ألمانياهو القادر على إنقاذ ألمانيا". جاء هذا التصريح في توقيت حساس، حيث يحتل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي والمصنف متطرفا في بعض الولايات المركز الثاني في استطلاعات الرأي بنسبة 19%، خلف التحالف المسيحي الذي حصل على أكثر من 30%.
من جانبها كتبت رئيسة الحزب ومرشحته للمنافسة على منصب المستشار، أليس فايدل، ردا على منشور ماسك: "نعم! أنت على حق تماما يا إيلون ماسك!".
رد فعل الحكومة الألمانية
وفي أول رد فعل رسمي، أكدت الحكومة الألمانية أنها لن تعلق على تصريحات ماسك. وقالت نائبة المتحدثة باسم الحكومة، كريستيان هوفمان، خلال مؤتمر صحفي في برلين: "بالطبع لاحظنا ذلك، ومن المؤكد أن حرية الرأي تنطبق أيضاً على منصة 'إكس'. ولكن الحكومة لن تقيم هذه التصريحات أو تعلق عليها". كما أوضحت أن الحكومة لا تعتزم إغلاق حساباتها الرسمية على المنصة.
وقالت هوفمان إن هذه ليست المرة الأولى التي يعلق فيها ماسك على السياسة الألمانية. وأشارت هوفمان إلى أن الحكومة الفيدرالية "أعربت بالفعل عن قلقها" في الماضي بشأن "كيفية تطور X في السنوات الأخيرة وخاصة منذ تولي إيلون ماسك السلطة".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألملنية: "إن المعلومات المضللة التي تسيطر عليها جهات أجنبية تمثل مشكلة كبيرة". "في الوقت نفسه، في معركتنا ضد المعلومات المضللة وفي تفويض المعلومات الذي لدينا، لا يمكننا ببساطة أن نترك المنصات ذات الصلة للجهات الفاعلة التي تعمل هناك بشكل مختلف."
ماسك، الذي يملك مصنعاً لشركة "تسلا" بالقرب من برلين ويعد من كبار أرباب العمل في ولاية براندنبورغ، ليس جديداً على التدخل في السياسة الأوروبية. في يونيو/حزيران الماضي، أثنى على حزب "البديل من أجل ألمانيا" عقب انتخابات البرلمان الأوروبي، قائلاً إن سياساته "لا تبدو متطرفة كما يُوصف"*. كما دعم ماسك في الأشهر الماضية حزب الإصلاح البريطاني الشعبوي اليميني في المملكة المتحدة، وناقش إمكانية تقديم تبرعات مع الناشط السياسي نايجل فاراج.
يثير دعم ماسك لحزب "البديل من أجل ألمانيا" مخاوف المراقبين من تأثيره على الانتخابات المقبلة، خاصة أن الحزب يُعرف بمواقفه المثيرة للجدل في ملفات الهجرة والسياسات البيئية.
ويواجه ماسك انتقادات بأنه قد يستخدم نفوذه الاقتصادي والسياسي لدعم قوى سياسية بعينها.
ع.أ.ج/ ع ج م (د ب ا)
الانتخابات المبكرة في ألمانيا ـ مرشحو الأحزاب لمنصب المستشار
استعدادًا لخوض الانتخابات البرلمانية المبكرة التي ستجرى في 23 فبراير/ شباط المقبل، اختارت الأحزاب الألمانية الرئيسية مرشحيها الرئيسيين لخوض هذه الانتخابات للمنافسة على منصب المستشار. نبذة عن كل مرشح.
صورة من: Carsten Koall/dpa/picture alliance
البراغماتي: أولاف شولتس، الحزب الاشتراكي الديمقراطي
لم يفتقر الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس (67 عاما) أبدًا إلى الثقة بالنفس: فهو يصف نفسه بأنه شخص براغماتي كفء وواسع المعرفة والخبرة. أدار شولتس مكتب محاماة خاص به، ويتمتع بخبرة سياسية وحكومية تمتد لعقود من الزمن، حيث شغل منصب عمدة هامبورغ وعلى المستوى الاتحادي كوزير للعمل ووزير للمالية ومستشار اتحادي. لكن رغم ذلك فإنه حسب استطلاعات الرأي، لا يتمتع بشعبية كبيرة.
صورة من: Carsten Koall/dpa/picture alliance
المحافظ: فريدريش ميرتس، حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي
فريدريش ميرتس (70 عاما) هو الأكبر سنا بين المنافسين على منصب المستشار، وعضو في الحزب منذ أكثر من 50 عاما. لم يتقلد هذا الكاثوليكي المحافظ من منطقة زاورلاند في غرب ألمانيا، أي منصب حكومي. وبدلاً من ذلك، يمكن لميرتس أن يشير إلى مسيرة مهنية طويلة كمحامي، وفي القطاع المالي أيضا من خلال عمله مع واحدة من أكبر شركات إدارة الأصول في العالم، بلاك روك الأمريكية.
صورة من: Ruffer/Caro/picture alliance
الأديب والناقد روبرت هابيك، تحالف 90/ الخضر
يبدو روبرت هابيك (56 عاما) بشعره الأشعث وغير الحليق في بعض الأحيان ودودًا للغاية. فالسياسي البراغماتي لا يجد مشكلة في الاعتراف بأخطائه. كان هابيك هو من وجد كلمات واضحة لشرح قرارات الحكومة السياسية للجمهور والتعويض عن الغطرسة المزعومة لشركائه في الائتلاف الحكومي. وقبل عمله السياسي، كان مؤلفا ومترجما وناقدا أدبيا.
صورة من: appeler/dpa/picture alliance
الباردة أليس فايدل من حزب البديل من أجل ألمانيا
الرئيسة المشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني هي خبيرة اقتصادية وتحمل شهادة دكتواره في الاقتصاد، عملت ودرست في الصين. تتبنى أليس فايدل (46 عاما)، التي غالبًا ما تبدو باردة الأعصاب، وجهة نظر متشككة تجاه الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وهي معروفة باستفزازاتها وخطابها القاسي المعادي للمهاجرين. وهي تعيش في سويسرا في علاقة شراكة مع امرأة من سريلانكا ولديها طفلان بالتبني.
صورة من: Bernd Elmenthaler/Geisler-Fotopress/picture alliance
الخطيب المفوه كريستيان ليندنر.. الحزب الليبرالي الديمقراطي
درس وزير المالية السابق كريستيان ليندنر (46 عاما) العلوم السياسية وأسس شركة إعلانات صغيرة، وهو ضابط احتياط في القوات الجوية الألمانية. أصبح رئيسًا للحزب الليبرالي الديمقراطي في سن الرابعة والثلاثين ولا يزال مرشحه الرئيسي بلا منازع حتى اليوم. يُعرف ليندنر بتعلقه بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. وهو معروف أيضًا بخطابه المصقول وحبه للسيارات الرياضية.
صورة من: Hannes P Albert/dpa/picture alliance
نجمة البرامج الحوارية سارة فاغنكنشت
كانت سارة فاغنكنشت (56 عاما) سياسية بارزة في حزب اليسار، ترتكت الحزب عام 2023 وأسست حزبا باسمها "تحالف سارة فاغنكنشت". تعتبر سيدة الخطاب الشعبوي، حيث تسخر من الساسة الآخرين وتصفهم بالغباء والنفاق. تتبنى سياسات اقتصادية واجتماعية يسارية محافظة، لكنها مناهضة للهجرة. وهي ناقدة لحلف الناتو ودعم الغرب لأوكرانيا، ويُنظر إليها على أنها صديقة لروسيا. كما أنها كثيرة الحضور في البرامج الحوارية التلفزيونية.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
المسالم يان فان أكين مرشح حزب اليسار (مواليد 1961)
يان فان أكين (64 عاما) حاصل على درجة الدكتوراه في علم الأحياء، وعمل مفتشًا للأسلحة البيولوجية لدى الأمم المتحدة من 2004 إلى 2006. وفي الفترة من 2009 إلى 2017 كان نائبا عن حزب اليسار في البرلمان الاتحادي (بوندستاغ). ويشغل منصب الرئيس المشارك لحزب اليسار منذ أكتوبر 2024، ويناضل من أجل بقاء حزبه في البوندستاغ. فان أكين ملتزم بشكل خاص بسياسة السلام وقضايا نزع السلاح.