ماس: مع كل قارب لجوء تبدأ مساومة مشينة حول حياة الأفراد
١٣ يوليو ٢٠١٩
في إطار الخلاف على توزيع اللاجئين داخل الاتحاد الأوروبي أبدى وزير الخارجية الألمانية استعداد بلاده للإسهام على نحو جوهري في هذا الأمر، وحث دول أخرى راغبة في استقبال لاجئين إلى القيام بدور ريادي، متوقعا خطوة حاسمة قريباً.
إعلان
حث وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس على تشكيل "تحالف مستعدي الإغاثة من أجل آلية توزيع ملزمة للاجئين". وقال في تصريحات لصحف شبكة "دويتشلاند" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم السبت (13 يوليو/تموز) "يتعين علينا الآن التواصل مع الدول الأعضاء (في الاتحاد الأوروبي) التي لديها استعداد لاستقبال لاجئين. وستظل باقي الدول مدعوة للانضمام".
وأكد ماس استعداد بلاده للإسهام على نحو جوهري في هذا الأمر، وضمان استقبال حصة ثابتة من اللاجئين الذين تم إنقاذهم من الغرق في البحر المتوسط، وقال: "لا ينبغي السماح بالإخفاق في التوصل إلى اتفاق بشأن الإنقاذ في البحر المتوسط بسبب الخلاف حول توزيع من يتم إنقاذهم. يتعين وضع حد لهذه العرقلة... مع كل قارب لجوء تبدأ مساومة مشينة حول حياة الأفراد. لا يمكن أن يكون ذلك هو الحل".
وأعرب ماس عن توقعه أن يحرز الشركاء في الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل خطوة حاسمة في التعامل مع اللاجئين الذين تم إنقاذهم من الغرق في البحر. ومن المقرر أن يناقش وزراء العدل والداخلية للدول الأعضاء في الاتحاد هذه القضية خلال اجتماعهم يوم الخميس المقبل في هلسنكي.
ويدور منذ شهور خلاف داخل الاتحاد الأوروبي حول توزيع اللاجئين. ومنذ مطلع هذا العام، مات 682 مهاجرا، على الأقل، غرقا في البحر المتوسط، كما لقى 426 مهاجرا آخرين حتفهم في طريقهم من ليبيا إلى أوروبا، بحسب بيانات منظمة الهجرة الدولية.
وغرق قارب لاجئين أبحر من ليبيا وعلى متنه أكثر من 80 مهاجرا قبالة السواحل التونسية الأسبوع الماضي. وارتفع عدد الضحايا إلى 72 فردا، حسبما أعلن الهلال الأحمر التونسي أمس الجمعة. وبحسب البيانات، انتشل خفر السواحل التونسي عشرات الجثث، بينما جرفت الأمواج جثتين إلى الشاطئ.
ع.ج./ع.خ (د ب أ)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو