قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن بلاده ستنضم إلى فرنسا من أجل بذل جهود دولية جديدة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في سوريا. وأضاف:" سنعمل معا من أجل الخروج بصيغة دولية يمكنها أن تعطي زخما جديدا للعملية السياسية".
إعلان
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن أمله في عودة أطراف الصراع في سورية إلى استئناف العملية السياسية وذلك بعد الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى مواقع سورية فجر أمس السبت.
وكانت الدول الثلاث قد وجهت ضربات صاروخية لمنشآت تقول إنها خاصة بأسلحة كيمياوية في سورية وذلك ردا على ما قالت إنه هجوم بسلاح كيمياوي في دوما في الغوطة الشرقية لدمشق يوم السبت قبل الماضي.
وفي مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني قال السياسي الاشتراكي مساء اليوم الأحد (15 أبريل 2018) إنه يأمل أن تكون الضربات العسكرية قد أوضحت " للجميع على الأقل أن استئناف العملية السياسية ليس مجرد إمكانية بل ضرورة".
وأضاف ماس أنه يجري البحث عن إمكانية للوصول إلى الأطراف المعنية في المنطقة " بصيغة مختلفة" من الدول، من أجل وصف طريق جديد، وأشار ماس إلى أن ممثلين رفيعي المستوى تابعين للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا سيجرون مشاورات اليوم في لندن عن القضية السورية.
وذكر ماس أن حقيقة أنه لم يحدث تصعيد في الأيام الأخيرة، بل إن الجميع عادوا يتحدثون مرة أخرى عن حلول دبلوماسية وسياسية، هي إشارة على أن شيئا لابد أن يتغير، وطالب بالبدء في ذلك الآن.
وأوضح ماس أنه ينتظر إسهامات بناءة من روسيا التي رأى أنها يجب أن تشارك في حل للصراع " وليس ببساطة أن يظل الروس يحمون الرئيس السوري بشار الأسد".
م.أ.م( د ب أ، رويترز)
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.