ماس يحذر من التسرع في رفع قيود السفر ومظاهرة ببرلين ضد الحجر
٢٦ أبريل ٢٠٢٠
حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من الإسراع بإعادة فتح المقاصد السياحية قبل الأوان، تزامناً مع اعتقال عشرات المتظاهرين ضد إجراءات الحجر الصحي ببرلين. فيما تستعد دول أوروبية عديدة للتخفيف من قيود العزل الصحي.
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس (مؤتمر صحافي في مقر الخارجية الألمانية ببرلين في 17 مارس / آذار 2020)صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
إعلان
أشار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في تصريح لصحيفة بيلد أم زونتاغ في عددها الصادر اليوم الأحد (26 أبريل/ نيسان 2020) إلى ارتفاع عدد حالات العدوى في منتجع إيشغل النمساوي للتزلج التي يُعتقد أن الكثير من السياح الألمان التقطوا العدوى. وقال الوزير الألماني موضحاً: "لقد شهدنا بالفعل ما يمكن أن تفعله العدوى الجماعية في منتجع عطلات مزدحم في الدول التي أتى منها السياح. لا يجب أن يتكرر ذلك".
ورفعت السلطات النمساوية الأسبوع الماضي إجراءات الحجر الصحي المفروضة على ثلاثة من أشهر منتجعات البلاد من بينها إيشغل قبل أيام من انتهاء فترة القيود. وقال ماس إن "السباق الأوروبي على من يسمح بحركة السياحة أولاً سيؤدي لمخاطر غير مقبولة".
وأكد أن أوروبا بحاجة للاتفاق على معايير مشتركة لعودة حرية التنقل والسفر "في أسرع وقت ممكن لكن بكل المسؤولية التي تقتضيها الضرورة". وأضاف كبير الدبلوماسية الألمانية بالقول: "لا يجب علينا أن نترك النجاحات التي حققناها بعد عناء في الأسابيع القليلة الماضية تذهب هباء"، مشيراً إلى أن التعجل قد يؤدي لفرض قيود على السفر لفترات أطول بكثير.
وأظهرتبيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية اليوم الأحد أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا ارتفع بواقع 1737 إصابة إلى 154175. وكان عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في البلاد قد ارتفع أمس بواقع 2055. وأضاف المعهد اليوم الأحد أن عدد الوفيات زاد بواقع 140 إلى 5640.
في سياق متصل، اعتقل عشرات المتظاهرين ضد إجراءات الإغلاق في برلين أمس السبت بتُهمة انتهاك إجراءات الإغلاق المتّخذة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجدّ. وشارك نحو ألف شخص في التظاهرة التي تحوّلت حدثًا أسبوعيًّا في العاصمة الألمانيّة للتظاهر ضدّ إجراءات الإغلاق. واجتذبت تظاهرة السبت ناشطي اليسار المتطرّف خصوصاً، لكنّ أنصاراً لليمين وأعضاء في جماعات أخرى شاركوا فيها أيضاً.
اعتقلت الشرطة عشرات المتظاهرين في برلين بتُهمة انتهاك إجراءات الإغلاق المتّخذة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجدّ.صورة من: picture-alliance/dpa/J. Carstensen
ووضعت الشرطة حواجز حول ساحة روزا لوكسمبورغ حيث كان المتظاهرون يتّجهون، وسمحت لهم بالتجمّع في طرق محيطة. وقالت الشرطة على تويتر لاحقاً إنّ التظاهرة "لا تتماشى مع القواعد" المعمول بها لمنع انتشار فيروس كورونا"، طالبةً من المشاركين التفرّق. وارتدى بعض المتظاهرين قمصانًا عليها عبارات تتّهم المستشارة أنغيلا ميركل بـ "حظر الحياة"، بينما طالب آخرون بـ"الحرّية". ورفع البعض لافتات تحمل شعارات مثل "أوقفوا لوبي الأدوية".
ولم تمنح السلطات ترخيصًا للتظاهرة، بسبب قواعد الطوارئ في برلين التي تحظّر تجمّع أكثر من 20 شخصًا. ودعا الموقع الإلكتروني لمنظّمي الاحتجاج إلى "إنهاء حال الطوارئ"، مقلّلًا من شأن التهديد الذي يُشكّله الفيروس.
وعلى غرار ما يحصل في بلدان أخرى، بدأ الاستياء العام من إجراءات العزل يتزايد في ألمانيا تدريجياً، رغم أنّ شعبيّة ميركل لا تزال مرتفعة. ولاقت إدارة ميركل لأزمة الفيروس استحسانًا، خصوصًا أنّ عدد الوفيّات الذي بلغ خمسة آلاف في ألمانيا وفق تعداد وكالة فرانس برس، ظلّ أقلّ بكثير من أعداد الوفيات المسجّلة في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا.
ويقود اليمين المتطرّف، وهو قوّة المعارضة الرئيسيّة في البرلمان الألماني، حركة الاعتراض على إجراءات الإغلاق. ويتّهم حزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني الحكومة بالمبالغة في الخطر الذي يُشكّله الفيروس، مطالبًا بإعادة فتح فوريّة للشركات كافّة.
ح.ز/ ع.غ (رويترز/ أ.ف.ب)
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية... ظلال ثقيلة وبداية جديدة
كبدت أزمة كورونا شركات السيارات الأوروبية خسائر جسيمة، إذ تراجعت مبيعات وأرباح بعضها بشكل حاد مثل رينو الإيطالية ودايملر الألمانية، لكن يبدو أن الأمر سيبدأ في التحسن تدريجياً. تفاصيل أوفى في هذه الجولة المصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gollnow
تدهور في الأرباح
أعلنت شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات تراجعاً بنسبة 78 بالمئة في الأرباح خلال الربع الأول من العام الجاري ليقتصر ربحها على 617 مليون يورو فقط. وصرح المدير المالي للشركة هارالد فيلهلم أن دايملر تعطي الأولوية الآن لتوفير السيولة النقدية. كما قامت دايملر بشطب جميع توقعاتها للعام الجاري، حيث أنه صار من الصعب التكهن بالطلب العالمي بسبب أزمة كورونا.تدهور في الأرباح
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gollnow
انخفاض في المبيعات
شهدت مبيعات دايملر للشاحنات على وجه الخصوص تراجعاً في نسبة المبيعات بلغ في الربع الأول من هذا العام 20 بالمئة. خلال المدة الزمنية نفسها تراجعت مبيعات شركة مرسيدس بنز التابعة لمجموعة دايملر في كافة أنحاء العالم بنسبة 15 بالمئة. هذا ولم تغلق مصانع ومعارض السيارات بشكل كامل إلا في شهر مارس/آذار
صورة من: Imago Images/A. Hettrich
توقف ثم عمل جزئي
منذ أيام قليلة وبعد توقف دام أربعة أسابيع، استأنفت دايملر العمل في أجزاء كبيرة من مصانعها. ومنذ 6 أبريل/نيسان قلصت دايملر ساعات العمل، والذي من المقرر أن تنتهي بنهاية شهر نيسان/أبريل الجاري. يمس هذا القرار حوالي 80 بالمئة من 170 ألف عامل لدى الشركة في ألمانيا، ولكن بدرجات متفاوتة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
البشائر الأولى
بدأت الأوضاع تتحسن تدريجياً في سوق السيارات بالصين (في الصورة عمال بمصنع سيارات دونجفنج هوندا أثناء الاستراحة). وكانت المبيعات هناك شهدت تراجعاً بنسبة 48 بالمئة في شهر مارس/آذار بعد أن كانت وصلت إلى أكثر من 80 بالمئة في شهر فبراير/شباط. تعمل حالياً جميع معامل دايملر في الصين بشكل كامل.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
الإقلاع من جديد
يعود العمل أيضاً تدريجياً في مصانع فولكسفاغن، وعلى ما يبدو كانت البداية بمدينة تسفيكاو بولاية ساكسونيا. فبعد توقف دام أكثر من خمسة أسابيع بسبب أزمة كورونا بدأت خطوط الإنتاج بالعمل من جديد. وتم البدء في هذا المصنع بتصنيع السيارة الكهربائية نموذج ID3 في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهي السيارة التي تعول عليها فولكسفاغن كثيرا في المستقبل. كما بدأ العمل في مصنع المحركات في مدينة كيمنتس بنفس الولاية.
صورة من: Oliver Killig
معايير نظافة صارمة
تتخذ شركة فولكسفاغن من مدينة فولفسبورغ بولاية ساكسونيا السفلى مقراً رئيسياً لها، ويبدأ العمل هناك مرة أخرى في 27 أبريل/نيسان. وينطبق ذلك أيضاً على مصانع فولكسفاغن في مدينتي إيمدن وهانوفر بنفس الولاية. وسوف تقوم فولكسفاغن بتطبيق معايير نظافة صارمة وفواصل زمنية أقصر بين عمليات التنظيف. كما سيتعين على العاملين ارتداء الكمامات الواقية في الأقسام التي سيصعب فيها الحفاظ على مسافة متر ونصف بين العمال.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Stratenschulte
تبخر السيولة
لم تسلم رينو الفرنسية هي الأخرى من تبعات أزمة كورونا، حيث سجلت تراجعاً في المبيعات بلغ أكثر من الربع خلال الثلاث الشهور الأولى من العام الجاري، في حين انخفضت العائدات بنسبة 20 بالمئة تقريباً. وأعلنت الشركة الفرنسية أن احتياطي النقد السائل لديها انخفض بنسبة 30 بالمئة ليصل إلى 10،3 مليار يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Ena
مفاوضات مع النقابات
لم يختلف الأمر لدى شركة PSA الفرنسية المنافسة والمنتجة لسيارات بيجو وسيتروين. فقد انخفضت مبيعات الشركة بنسبة 29 بالمئة عن العام الماضي لتصل إلى 627 ألف مركبة. وستبدأ PSA هي الأخرى استئناف العمل بمصانعها الأوروبية بعد أن تتوصل لاتفاق على جدول مواعيد وإجراءات الحماية الصحية مع ممثلي العاملين لديها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Brinon
في عين العاصفة
أما في إيطاليا، وهي مركز الوباء في أوروبا، سيسمح للمصانع باستئناف العمل بدءاً من 4 مايو/أيار. وينطبق ذلك على مصانع فيات كرايسلر أيضاً، والتي أصيبت بأضرار جسيمة جراء أزمة كورونا بعد تراجع مبيعاتها بنسبة 76 بالمئة في شهر مارس/آذار. وتظهر فداحة تلك الخسارة عند مقارنة ذلك الرقم بنسبة تراجع جميع مبيعات السيارات في الاتحاد الأوروبي بنفس الشهر والتي بلغت 55 بالمئة. ترجمة سلمى حامد