ماس يحذر من رحيل اليهود من ألمانيا بسبب معاداة السامية
٢٦ يناير ٢٠٢٠
قبيل ذكرى تحرير "أوشفيتس" حذر وزير خارجية ألمانيا من إمكانية مغادرة كثير من اليهود لبلاده. وطالب بخطوات ملحة ضد معاداة السامية. فيما أكد رئيس المجلس المركزي لليهود بألمانيا تلقيه رسائل معادية للسامية أكثر من الماضي.
إعلان
صرح يوزف شوستر، رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا أن المجلس يتلقى رسائل معادية للسامية أكثر مما مضى وأن مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بدور كبير في ذلك أيضا.
وقال شوستر لصحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية بعدد الأحد (26 يناير/ كانون الثاني 2020): "بشكل مختلف عن الماضي، يكتب الناس حاليا بشكل متزايد بأسماء حقيقية". لكن شوستر أشار إلى جانب آخر، وهو تلقي مجلسه عددا كبيرا للغاية من خطابات التضامن في أعقاب الهجوم على المعبد اليهودي بمدينة هاله، وقال: "لم نعايش مثل هذا الحجم (من التضامن) أبدا من قبل".
وأوضح رئيس المجلس المركزي لليهود أنه جرى تحويل رسائل الكراهية التي يتلقاها المجلس إلى الشرطة، لكنه أشار إلى أن كثيرا من الشتائم لا يعاقب عليها القانون.
وتابع شوستر أن لديه بشكل أساسي شعور بأنه يتم "النظر لموضوع معاداة السامية داخل دوائر قضائية على أنه أمر مزعج بعض الشيء"، لافتا إلى أنه يرى أن هناك قضايا معادية لليهود بشكل واضح لا يمكن للسلطة القضائية الاعتراف فيها بمعاداة السامية.
ماس: كابوس وعار!
ومن جهته يرى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن هناك خطرا أن يغادر اليهود ألمانيا في ظل معاداة السامية، التي يتم معايشتها في مسار الحياة اليومية في ألمانيا.
وكتب ماس في مقال لمجلة "شبيغل" الألمانية نشر اليوم الأحد: "يتعين علينا التصدي لذلك كي لا تتحول هذه الأفكار إلى واقع أكثر مرارة، وكي لا يصل الأمر إلى رحيل يهوديات ويهود بشكل كبير من ألمانيا".
وتابع الوزير الاتحادي: "وجود أشخاص يعتنقون الديانة اليهودية لدينا ولم يعد لديهم شعور بالأمان في بلدهم، فإن ذلك كابوس- وعار بعد مرور 75 عاما على تحرير معسكر (الاعتقال النازي) أوشفيتس". وأضاف ماس أن اليهود يتعرضون للهجوم يوميا بشكل علني في الشوارع، ويتم تهديدهم أو سبهم عبر الإنترنت، لافتا إلى أنه كان هناك أكثر من 400 اعتداء من مثل هذه النوعية في برلين فقط خلال ستة أشهر.
وشدد الوزير الألماني على أنه يتعين على الحكومة تحديد المواقع الإلكترونية التي تتخذ فيها الكراهية وأوجه التحريض أشكالا صارخة، وقال: "سوف نكثف مكافحة جرائم الكراهية وحملات التضليل على الإنترنت أثناء رئاستنا لمجلس الاتحاد الأوروبي. كما يجب أيضا أن يشعر من يقومون بالتحريض على الإنترنت بالصرامة التامة للقانون في كل مكان بأوروبا". وأضاف ماس أن الحكومة الاتحادية ستعمل أيضا على أن "تنفذ جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي التزامها بوضع إنكار الهولوكوست (المحرقة النازية) تحت طائلة العقاب".
وتابع ماس أن الأوساط السياسية لا يمكنها أن تحل محل التضامن في مسار الحياة اليومية وأوضح أن التضامن لا ينشأ إلا إذا تصدى كل شخص لمعاداة السامية في الشارع وفي أفنية المدارس وعلى الإنترنت.
وتحل غدا الاثنين الذكرى الـ 75 لتحرير معسكر الاعتقالات والإبادة النازي "أوشفيتس" يوم 27 كانون الثاني/ يناير عام 1945 على يد قوات الاتحاد السوفيتي السابق.
ص.ش/و.ب (د ب أ)
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.