ماس يشدد من بيروت على ضرورة الإصلاحات كشرط لمساعدة لبنان
١٢ أغسطس ٢٠٢٠
في مستهل زيارته للبنان سلم هايكو ماس الصليب الأحمر اللبناني شيكا بقيمة مليون يورو، وهذه الأموال هي الجزء الأول من المساعدات الألمانية الفورية التي تعهدت بها برلين بقيمة 20 مليون يورو. ماس شدد على ضرورة الإصلاحات.
إعلان
دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس خلال زيارته لموقع انفجار مرفأ بيروت اليوم الأربعاء (12 أغسطس/آب 2020) للقيام بإصلاحات في لبنان.
وأعلن ماس أن القيام بتغييرات واسعة النطاق يعد شرطا لتقديم مساعدات طويلة المدى، وأكد أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم المساعدة مستقبلا، ولكنه أشار إلى أنه سيكون من المتوقع أن يعقب "الأقوال حاليا أفعال أيضا" فيما يتعلق مثلا بالإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد.
وتابع قائلا: "ظهر في شوارع بيروت أيضا أن أمورا كثيرة في هذه البلاد لا يمكن أن تظل كما هي"، مضيفا: "كثيرون في أوروبا لديهم اهتمام كبير بهذا البلد. يريدون أن يعرفوا أن هناك إصلاحات اقتصادية وحكم جيد. من يتولى المسؤولية في لبنان لديه الكثير ليفعله".
وسلم وزير الخارجية الألماني بعد وصوله بيروت اليوم، الصليب الأحمر اللبناني شيكا بقيمة مليون يورو، وهذه الأموال هي الجزء الأول من المساعدات الألمانية الفورية التي تعهدت بها ألمانيا بقيمة 20 مليون يورو.
وتدفقت المساعدات الإنسانية الدولية على لبنان، لكن الدول الأجنبية أوضحت أنها لن تحرر شيكات على بياض لدولة تديرها حكومة يعتبرها شعبها فاسدة للغاية.
ويسعى المانحون إلى سن إصلاحات طال انتظارها مقابل منح لبنان مساعدات مالية لانتشالها من الانهيار الاقتصادي.
واندلعت اضطرابات في الشارع اللبناني مع مطالبة المواطنين بإزالة الطبقة الحاكمة التي يعتبرونها مسؤولة عن الويلات التي تمر بها البلاد، حيث دمرت الأزمة المالية العملة المحلية وشلت البنوك ودفعت الأسعار إلى الارتفاع بشكل هائل.
وبحسب أحدث البيانات، لقى 171 شخصا على الأقل حتفهم إثر الانفجار المروع الذي شهدته بيروت يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، وأُصيب أكثر من ستة آلاف آخرين بجراح ودمرت مئات المباني والمنازل.
ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ، رويترز)
سحابة موت وأطلال وضحايا بالآلاف.. صور مروعة من انفجار بيروت
إنها كارثة لم تشهدها بيروت في تاريخها من قبل: انفجار يذكر بقنابل هيروشيما وناغازاكي النووية، "دمر أو تضررت منه نصف منازل بيروت". وتعيش المدينة "المنكوبة" صدمة لا توصف ويهب الجميع للمساعدة، حتى "الأعداء".
صورة من: Getty Images/AFP/STR
أفلام نهاية العالم تتحول لواقع في بيروت
كان يوم الثلاثاء (الرابع من آب/ أغسطس 2020) يوماً صيفياً عادياً في تاريخ بيروت حتى دقائق قليلة بعد الساعة السادسة مساء بتوقيت العاصمة اللبنانية، عندما وقعت كارثة تشبه مشاهد أفلام نهاية العالم: انفجار مروع في "العنبر رقم 12" بمرفأ بيروت "كان يتم فيه تخزين نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة" حسب رئيس الوزراء حسان دياب.
صورة من: Reuters/A. Taher
سحابة عيش الغراب المرعبة
رغم أن الانفجارات في بيروت ليست شيئاً غريباً إلا أن ما شاهده السكان في انفجار مرفأ بيروت أمر لم يروه من قبل. فبعدما شاهدوا سحابة دخان كثيف وقع الانفجار الذي هزّ كل لبنان وصولاً إلى جزيرة قبرص على بعد 200 كيلو متر، وظهرت في مكان الانفجار سحابة عيش الغراب، التي ترتبط في الأذهان بالانفجارات النووية، مثل السحابة التي علت سماء ناغازاكي بعد إلقاء قنبلة نووية عليها في أغسطس/ آب 1945.
صورة من: Reuters/K. Sokhn
تحذيرات منذ 2014
إنه "كابوس" ليلة صيف، تم التحذير من وقوعه قبل سنوات، فقد كشف القاضي مروان عبود، محافظ بيروت، أن تقريراً أمنياً يعود لـ 2014، حذر من إمكانية حدوث انفجار بسبب تخزين مواد شديدة الانفجار بطريقة لا تراعي السلامة العامة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
عدد لا يحصى من الضحايا
بعد الانفجار الذي حول منطقة المرفأ إلى أطلال، عمل رجال الإنقاذ بدعم من عناصر الأمن طوال الليل بحثاً عن ناجين أو ضحايا عالقين تحت الأنقاض. وفي ظهر اليوم التالي يفيد الصليب الأحمر اللبناني أن هناك أكثر من مئة قتيل وأربعة آلاف جريح، وأن فرقه ما تزال تقوم بعمليات بحث وإنقاذ في المناطق المحيطة بالموقع. لكن مهما قيل عن أعداد الضحايا ستبقى معلومات أولية، فالأعداد الحقيقية بحاجة لوقت طويل لحصرها.
صورة من: Reuters/M. Azakir
دمار شامل وخسائر مادية مهولة
إنه وضع كارثي لم تشهده بيروت في تاريخها، بحسب عبود. فبجانب الخسائر البشرية التي لا تعوض، هنالك خسائر مادية فادحة فقد "تدمر أو تضرر نحو نصف بيروت"، وصرح محافظ المدينة المنكوبة أن "هناك بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، لأن منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن"، مشيراً إلى أنه يقدر كلفة الأضرار بما بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، في انتظار التقارير النهائية للمهندسين والخبراء.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
مستشفيات بيروت لم تعد قادرة
يعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة وأوصلت جائحة كورونا المستشفيات إلى أقصى طاقاتها الاستيعابية، وجال مصابون في الانفجار خلال الليل على مستشفيات عدة لم تكن قادرة على استقبالهم. وقال طبيب بمستشفى أوتيل ديو بالأشرفية في شرق بيروت إن عدد الجرحى في المستشفى وصل إلى 500، طالباً عدم إحضار مزيد من المصابين إليها. وأمام مستشفى كليمنصو في غرب بيروت، كان عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Amro
العالم يعزي ويعرض المساعدة.. لكن كيف؟
بعد الانفجار بدأت دول العالم تعزي لبنان وتهب لتقديم المساعدة، لدرجة أن إسرائيل التي مازالت رسميا في حالة حرب مع لبنان، كانت من أوائل من عرضوا المساعدة. وأرسلت دول بالفعل مساعدات مثل الكويت وهولندا وهناك مساعدات في طريقها لبيروت من دول مثل قطر والأردن وألمانيا وتونس مصر وغيرها، ويتعلق الأمر خصوصا بالمعدات الطبية والمستشفيات الميدانية وفرق انقاذ وانتشال الضحايا، مثل الفريق الذي قررت ألمانيا إرساله.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
"السوشيال ميديا" تظهر جانبها الإيجابي
وبالتوازي مع الجهات الرسمية سرعان ما انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" حملات لمساعدة لبنان في محنته. وهنالك منشورات تبادل نشرها مدونون ومغردون داخل وخارج لبنان تتضمن هواتف لأشخاص يعرضون استضافة من فقدوا مساكنهم، وأخرى تدعو للتبرع بالدم والبحث عن المفقودين. إعداد: صلاح شرارة