أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن الاتحاد الأوروبي لن يرضخ لضغط الولايات المتحدة في الخلاف حول الاتفاق النووي مع إيران، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن لا أحد يريد أن تمتلك إيران قنبلة نووية.
إعلان
قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والذي من المنتظر أن يشارك فيه أيضا وزير الخارجية الأمريكي " نحن متفقون في أوروبا على ضرورة هذا الاتفاق (النووي) لأمننا". وذكر ماس أنه لا يوجد هناك من يريد أن تمتلك إيران قنبلة نووية، موضحا أنه سيُجرى لذلك الدفاع على نحو موحد عن تطبيق الاتفاق. وتدور مساعي إنقاذ الاتفاق النووي بالتحديد حول الحفاظ على العلاقات التجارية مع إيران، برغم تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات، وإذا باءت هذه المساعي بالفشل، قد تستأنف إيران برنامجها النووي، الموقوف بموجب الاتفاق، لتصنيع قنبلة نووية.
وبسبب التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات، تتراجع شركات أجنبية عن إتمام صفقات مع إيران. وتهدد إيران منذ الأسبوع الماضي بالبدء في الخروج من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 عقب انتهاء مهلة 60 يوما.
وغيّر وزير الخارجية الأمريكي من جدول زياراته الخارجية واستبدل زيارته إلى موسكو، كما كان مقررا، بأخرى إلى بروكسل لمناقشة إيران والقضايا الأخرى مع المسؤولين الأوروبيين. وأوردت وكالة أنباء بلومبرغ الأمريكية أن بومبيو سيصل اليوم (الإثنين 13 مايو/ أيار 2019) إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لبحث الملف الإيراني والتطورات في المنطقة إلى جانب قضايا أخرى، وفقا لمسؤول بالخارجية الأمريكية رفض الكشف عن هويته. وأضاف المسؤول أن بومبيو، الذي غادر من قاعدة أندروز المشتركة القريبة من واشنطن في طريقه إلى بروكسل، سيعقد محادثات مع مسؤولين أوروبيين اليوم الاثنين قبل أن يتوجه إلى روسيا.
موغيريني: لا خطط محددة للمحادثات
ومن جانبها صرحت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بأنه "لا توجد خطط محددة" بشأن المحادثات التي سيتم إجراؤها خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي المفاجئة لبروكسل، حيث من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لبحث التطورات المرتبطة بالملف النووي الإيراني.
وقالت موغيريني للصحفيين: "لقد تم إبلاغنا خلال الليل بأنه بصدد تغيير خطط سفره وأن يتوقف هنا في بروكسل". وأضافت :"سنظل هنا طوال اليوم وهناك جدول أعمال مزدحم. وسننظر خلال اليوم كيف وما إذا كنا نستطيع الترتيب للقاء".
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس صرح بأنه سيبحث تطورات الشأن الإيراني مع نظيريه الفرنسي والبريطاني، مشيرا إلى أنه سيكون هناك الكثير الذي تجدر مناقشته مع بومبيو، إلا أنه أضاف أنه لم يتضح بعد من الأساس ما إذا كان سيتم عقد مثل هذا الاجتماع.
وقالت دول أوروبية الأسبوع الماضي إنها تريد الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران ورفضت "إنذارات" من طهران بعد أن تحللت من قيود مفروضة على برنامجها النووي وهددت بتحركات قد تشكل انتهاكا للاتفاق.
ملفات شائكة في لقاء بوتين
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو سيلغي زيارة موسكو خلال رحلته إلى روسيا، لكنه سيلتقي مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود، كما هو مقرر يوم الثلاثاء.
وتأتي محادثات بومبيو في أوروبا وسط تصاعد التوترات في الخليج؛ حيث نشرت الولايات المتحدة حاملة طائرات وطائرات قاذفة وصواريخ دفاعية في المنطقة في الوقت الذي هددت فيه إيران بإغلاق مضيق هرمز إذا منعت من تصدير نفطها عبر المضيق.
وكان مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية قد قال الأسبوع الماضي إن من المتوقع أن يناقش بومبيو مع بوتين ولافروف في أول زيارة له إلى روسيا وهو في المنصب "الأعمال العدائية والمزعزعة للاستقرار" التي تقوم بها موسكو في أنحاء العالم.
وأضاف المسؤول للصحفيين في إفادة بشأن زيارة بومبيو أن الوزير سيؤكد مجددا على بواعث القلق الأمريكية بشأن دور روسيا في فنزويلا وسوريا وانتهاكها لمعاهدة القوى النووية متوسطة المدى ومحاولاتها التدخل في الانتخابات الأمريكية.
ص.ش/ح.ز (رويترز، د ب أ)
محطات في تاريخ النووي الإيراني وكيف خرج من يد واشنطن
مدى رفض الغرب لبرنامج إيران النووي معروف للجميع، لكن تاريخ نشوء هذا البرنامج النووي قد يفاجئ الكثيرين، سيما إذا ما عرفنا أنه بدأ غربيا وأمريكيا بالذات. تعرف في هذه الجولة المصورة على أبرز محطات هذا البرنامج المثير للجدل.
صورة من: ISNA
نتانياهو: "إيران خدعت العالم".
قبل أيام من اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقرار متوقع بشأن الاتفاق النووي مع إيران، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن حيازته لوثائق تثبت أن "إيران خدعت العالم بإنكار أنها كانت تسعى لإنتاج أسلحة نووية".
صورة من: Reuters/A. Cohen
الاتحاد الأوروبي حريص على الاتفاق
ردود الفعل الغربية على تصريحات نتنياهو جاءت متضاربة، فقد تحفظ الأوروبيون إلى حد كبير في مواقفهم مؤكدين على أهمية الاتفاق مع طهران، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوثائق التي كُشف عنها "حقيقية".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Vidal
البداية أمريكية مع آيزنهاور
بدأت قصة البرنامج النووي الإيراني في خمسينات القرن الماضي في إطار برنامج الرئيس الأمريكي آيزنهاور "الذرة من أجل السلام". وفي عام 1967 تم التوقيع على اتفاقية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة وإيران لتوريد اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم. وفي العام نفسه تأسس مركز طهران للبحوث النووية بدعم أمريكي.
صورة من: gemeinfrei
التوقيع على المعاهدة
في الأول من يونيو/ حزيران عام 1968 وقعت إيران على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
صورة من: UN Photo/Eric Kanalstein
بداية الطموحات النووية
في السبعينات أعلن شاه إيران محمد رضا بهلوي عن خططه لبناء 23 مفاعلاً نووياً حتى نهاية التسعينات، معللاً ذلك بالتهيؤ لفترة ما بعد النفط، ومؤكداً أن بلاده لا تسعى لبناء أسلحة نووية، ولكنه أضاف "في حال بدأت دول صغيرة في المنطقة ببناء ترسانة نووية، فستعيد إيران النظر في سياستها."
صورة من: AP
الدور الألماني في البرنامج الإيراني
في عام 1975 كرافت فيرك أونيون التابعة لشركة سيمنز الألمانية العملاقة توقع اتفاقية مع إيران لبناء مفاعل بوشهر النووي. وفي 1977 وافقت الحكومة الألمانية لكرافت فيرك أونيون على بناء 4 مفاعلات إضافية في إيران.
صورة من: dpa
الثورة الإيرانية وتحول سياسة الغرب
1979 اندلعت الثورة الإسلامية في إيران والتي أزاحت نظام الشاه الحليف الغربي والمدعوم تحديدا من الولايات المتحدة، ما شكل منعطفاً في التعاطي الغربي مع الطموح النووي الإيراني. الولايات المتحدة أوقفت إمداداتها من اليورانيوم المخصب لإيران. أما كرافت فيرك أونيون الألمانية فعلقت أعمال بناء مفاعلي بوشهر قبل إتمامها.
صورة من: bachehayeghalam.ir
دخول روسيا على الخط
بعد انقطاع الدعم الغربي للبرنامج النووي الإيراني، بدأ في مطلع التسعينات تعاون إيراني روسي توج بتأسيس منظمة بحثية مشتركة مع إيران باسم "برسيبوليس" وأمدت روسيا إيران على زمن الرئيس بوريس يلتسن بخبراء الطاقة النووية الروسية، والمعلومات التقنية. وفي منتصف التسعينات تم توقيع اتفاق روسي إيراني لاستكمال العمل في مفاعل بوشهر غير المنتهي.
صورة من: AP
مفاعل آراك النووي أثار مخاوف الغرب
بدأت المخاوف الدولية إزاء البرنامج النووي الإيراني في مطلع الألفية الثالثة عند حصول الولايات المتحدة الأمريكية على معلومات من مصادر من المعارضة الإيرانية مفادها قيام إيران ببناء مفاعل لإنتاج الماء الثقيل في مدينة آراك، وهو نوع من المفاعلات يمكنه إنتاج مادة البلوتونيوم اللازمة لإنتاج السلاح النووي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
بداية سياسة العصا والجزة الغربية
مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية والسياسية خافيير سولانا قام بزيارة إلى طهران وأعلن أن إيران ستسمع "أخبارا سيئة" إذا لم توقع على البروتوكول الإضافي الخاص بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والسماح الفوري بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية "دون قيد أو شرط".
صورة من: AP
الأخبار السيئة كانت..
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصدر قراراً في سبتمبر 2003 يلزم إيران بـ"الوقف الفوري الكامل" لكافة نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، وبتوقيع البروتوكول الإضافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Schlager
الإيرانيون لم يستجيبوا للضغوط
لكن إيران لم تستجب للضغوط واستأنفت تخصيب اليورانيوم معلنة في أبريل/نيسان 2006 النجاح في عمليات التخصيب بنسبة 3.5% الصالحة لأغراض سلمية، والبعيدة عن الأغراض العسكرية التي تتطلب نسبة تخصيب تزيد على 90%.
صورة من: AP
بداية العقوبات على إيران
رد فعل مجلس الأمن الدولي جاء سريعاً حيث أصدر في ديسمبر 2006 قراره رقم 1737 الذي يمنع أي دولة من تسليم إيران أو بيعها أي معدات أو تجهيزات أو تكنولوجيا يمكن أن تساعدها في نشاطات نووية وبالستية، بالإضافة إلى تجميد أصول عشر شركات و12 شخصا لهم علاقة بالبرامج.
صورة من: AP
التوصل للاتفاقية بعد سنوات من الأزمة
بعد سنوات طويلة من المفاوضات الماراثونية ومبادرات عدة، توصلت طهران في 2 أبريل 2015 مع الدول الست الكبرى في مدينة لوزان السويسرية إلى "اتفاق إطار" يقود إلى حل نهائي لملف البرنامج النووي الإيراني. الإتفاق نص على تخلي إيران عن أجزاء من خطتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. ودخل حيز التنفيذ في 15 يناير 2016. إعداد: ميسون ملحم