ماكرون يحذر من "موت أوروبا".. وشولتس يدعم مقترحاته الإصلاحية
٢٥ أبريل ٢٠٢٤
أعرب المستشار الألماني شولتس عن تأييده من حيث المبدأ للتدابير التي اقترحها الرئيس الفرنسي لجعل قارة أوروبا قوية اقتصاديا وآمنة. ماكرون ألقى خطاب مبادئ دعا فيه الأوربيين إلى اليقظة قبل فوات الآوان.
إعلان
كتب المستشار الألماني أولاف شولتس على منصة إكس، معلقا على خطاب مبادئ ألقاه الرئيس الفرنسي، قائلا إن الهدف المشترك لفرنسا وألمانيا هو أن "تبقى أوروبا قوية".
وأضاف شولتس مخاطبا ماكرون: "خطابك يحوي محفزات جيدة تتعلق بالكيفية التي يمكن لنا بها أن ننجح في هذا".
وكان ماكرون حذر، في كلمته التي ألقاها في جامعة السوربون في باريس، من أن أوروبا تواجه خطرا كبيرا "لإضعافها أو حتى التقليل من مرتبتها" خلال العقود المقبلة.
وطالب ماكرون بوضع استراتيجية دفاعية أوروبية تعتمد على صناعة أسلحة مشتركة وتسريع إعادة التسلح بتمويل من أموال الاتحاد الأوروبي من أجل التعامل مع التهديد الروسي.
كما رأى ماكرون أنه يجب إعادة النظر في السياسة التجارية في ضوء الإعانات الضخمة التي تقدمها الصين والولايات المتحدة لصناعاتهما، وطالب بمنح مزايا تفضيلية للمنتجات الأوروبية في مجال التكنولوجيات الرئيسية في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف شولتس المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي: "معا ندفع الاتحاد الأوروبي إلى الأمام: سياسيا واقتصاديا".
يشار إلى أن العلاقة بين شولتس وماكرون كانت تميل إلى الفتور منذ بداية فترة ولاية شولتس كمستشار، غير أن شولتس حاول التصدي لهذا الانطباع في آذار/مارس عندما قال: "إيمانويل ماكرون وأنا لدينا علاقة شخصية جيدة للغاية - وأود أن أصفها بأنها ودية للغاية".
ماكرون يقرع ناقوس الخطر: "أوروبا مهددة بالموت"
ورسم الرئيس الفرنسي، الخميس (25 أبريل/نيسان 2024)، صورة مثيرة للقلق لأوروبا، مؤكدا أنها "مهددة بالموت" و"مطوّقة" وتواجه خطر "التراجع" في مواجهة منافسة القوى الكبرى الأخرى، داعيا إلى قوة دفع جديدة للمشروع الأوروبي بحلول عام 2030.
وقال ماكرون في خطاب بشأن مستقبل أوروبا "يجب أن نكون واضحين اليوم بشأن حقيقة أن أوروبا مهددة بالموت، ويمكن أن تموت". وأضاف أمام 500 ضيف من بينهم سفراء الدول الـ26 الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وطلاب وباحثون وأعضاء حكومته، "الأمر يعتمد فقط على خياراتنا، لكن هذه الاختيارات يجب أن نتخذها الآن" لأنه "في أفق العقد المقبل (...) هناك خطر كبير يتمثل في إمكان أن نضعف أو حتى نتراجع".
زعماء الاتحاد الأوروبي منقسمون بشأن حجم الدعم لأوكرانيا
02:18
وتحدث الرئيس الفرنسي عن أوروبا "المطوّقة" في مواجهة قوى إقليمية كبرى، واعتبر أن قيم "الديموقراطية الليبرالية" الأوروبية "تتعرض لانتقادات وتحديات متزايدة". وحذّر من أن "الخطر هو أن تشهد أوروبا تراجعا، وقد بدأنا بالفعل في رؤية ذلك على الرغم من كل جهودنا"، داعيا إلى "أوروبا قوية" قادرة على "فرض احترامها" و"ضمان أمنها" واستعادة "استقلالها الاستراتيجي".
وفي سياق جيوسياسي تطغى عليه الحرب في أوكرانيا، دعا إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز دفاعاته داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مشيرا بشكل عابر إلى إمكانية تجهيز التكتل بدرع مضادة للصواريخ. ووصف سلوك روسيا بعد غزوها لأوكرانيا بأنه "جامح" وقال إنه لم يعد من الواضح أين تكمن "حدود" موسكو. وأضاف أن "الشرط الذي لا غنى عنه" للأمن الأوروبي هو "ألا تنتصر روسيا في الحرب العدوانية في أوكرانيا". وقال "لقد تغيرت قواعد اللعبة" بسبب قوى مثل روسيا وإيران، معربا عن أسفه لـ"الصحوة التي لا تزال ضعيفة للغاية في مواجهة إعادة التسلح الواسعة في العالم".
وأعلن الرئيس الفرنسي في هذا الصدد أنه سيدعو الأوروبيين إلى بناء "مفهوم استراتيجي" لـ"دفاع أوروبي". كذلك، دعا أوروبا إلى تعزيز صناعتها الدفاعية والحصول على "قرض أوروبي" للاستثمار في التسلح. ودافع إيمانويل ماكرون أيضا عن "إعطاء الأولوية للموردين الأوروبيين في شراء المعدات العسكرية".
التنافس التجاري
وعلى الصعيد التجاري، دعا ماكرون إلى "مراجعة" السياسة التجارية الأوروبية "من خلال الدفاع عن مصالحنا" في مواجهة الممارسات التجارية الصينية والأمريكية وقال: "لا يمكن أن ينجح الأمر إذا كنا الوحيدين في العالم الذين يحترمون قواعد التجارة كما كتبت قبل 15 عاما، إذا لم يعد الصينيون والأمريكيون يحترمونها من خلال دعم القطاعات الحيوية".
ويُنظر إلى هذا الخطاب على نطاق واسع على أنه بداية للحملة الانتخابية في ظل تراجع معسكر الرئيس في استطلاعات الرأي قبل ستة أسابيع من الانتخابات الأوروبية المقررة في التاسع من حزيران/يونيو والتي يتصدر حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) توقعاتها إلى حد كبير.
ووفق استطلاع رأي أجرته مؤسسة "أوبينين واي"، فإن قائمة الغالبية الرئاسية حصلت على 19% من نوايا التصويت، أي أنها متخلفة كثيرا عن قائمة حزب التجمع الوطني (29%)، لكنها حافظت على تقدم واضح على قائمة الاشتراكيين ( 12%).
من جانبه، نفى قصر الإليزيه أن يكون للخطاب أي نوايا انتخابية، مؤكدا أن ماكرون يريد "التأثير" على جدول أعمال المفوضية الأوروبية المقبلة بعد انتخابات حزيران/يونيو.
ف.ي/ص.ش (د ب ا، رويترز، ا ف ب)
في صور.. هكذا يبدو التفاوت الكبير في الثروة بأوروبا!
يسود الاعتقاد بأن جميع دول الاتحاد الأوروبي تتمتع بالثراء نفسه أن مواطنيها مرفهون بالدرجة نفسها، لكن هذا التصور خاطئ كما تثبت لغة الأرقام. فكيف تتوزع الثروة في الأسرة الأوروبية؟. تابع هذه الصور.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Kalker
بلغاريا: رواتب منخفضة وأجور متدنية
تعد بلغاريا من أفقر دول الاتحاد الأوروبي، والأولى في معدلات الفساد في أوروبا. وبحسب مؤسسة التجارة والاستثمارات التابعة للحكومة الألمانية (GTAI) بلغ إجمالي الدخل الشهري للفرد في 2018 بالكاد 580 يورو. منذ أن انضمت بلغاريا للاتحاد الأوروبي تركت أعداد كبيرة من الشباب البلد، ومن بينهم العديد من المتعلمين.
صورة من: BGNES
رومانيا: المركز ما قبل الأخير في التصنيف الاقتصادي
قد تعطي هذه الصورة الجميلة انطباعاً خاطئاً، فالعديد من المدن القديمة في زيبنبورغن، ومنها هذه المدينة في براسوف، مرممة بشكل يخطف الأنظار. لكن معدل الناتج المحلي الإجمالي للفرد بلغ في 2019 نحو 11.440يورو، وهو ما يضعها في المرتبة قبل الأخيرة التي احتلتها بلغاريا بمعدل بلغ 8680 يورو للشخص الواحد في 2019. أما في ألمانيا فبلغت 41.340 يورو.
صورة من: Imago Images/Design Pics/R. Maschmeyer
اليونان: أزمات مالية متكررة
لم تكد اليونان تلتقط أنفاسها من أزمة الديون التي أثقلتها لسنوات حتى جاءت أزمة كورونا لتعصف بالقليل من الاستقرار الذي حظيت به. فبسبب كورونا وقعت اليونان مرة أخرى تحت ضغط مالي شديد، وأصبحت في حاجة لمساعدة الاتحاد الأوروبي. وبالرغم من الظرف الحالي، إلا أن الأمر نسبي: فمقارنة بألمانيا يمكن اعتبار اليونان دولة فقيرة بمعدل 17.500 يورو كدخل للفرد. إلا أن هذه القيمة تعد ضعف مثيلتها في بلغاريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/VisualEyze
فرنسا: بلد أصحاب العقارات
قد تكون هذه المعلومة غير متوقعة، لكن فرنسا تتفوق بشكل كبير على ألمانيا فيما يتعلق بمتوسط أملاك الفرد. فبحسب بيانات شركة أليانز (Allianz) للتأمين لعام 2019 فإن متوسط الأصول الصافية للفرد بلغ في فرنسا 26.500 يورو،وهو ما يمثل زيادة 10 آلاف يورو عن متوسط الأصول الصافية للفرد في ألمانيا. يرجع السبب في ذلك إلى تملك الكثير من الفرنسيين لبيوتهم، بل يملك الكثير منهم بيتاً ثانياً في المناطق الريفية.
صورة من: picture alliance/prisma/K. Katja
إيطاليا: إصلاحات نادرة وديون مرتفعة
تعد إيطاليا من أكثر الدول الأوروبية تضرراً من جائحة كورونا وتبعاتها، فمدينة برغامو الإيطالية كانت مركز وباء الوباء في بدايته. وبعد فترة ركود اقتصادي استمرت لعقدين كانت إيطاليا على رأس قائمة حزمة مساعدات كورونا التي أقرها الاتحاد الأوروبي. فمتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيطاليا يصل إلى 29.6110 لعام 2018، وهي بذلك تقع بذلك تحت المتوسط الأوروبي بفارق بسيط.
صورة من: AFP/P. Cruciatti
إسبانيا والخوف من موجة ثانية من كورونا
بعد ارتفاع كبير في معدلات العدوى بفيروس كورونا، قررت السلطات في كاتالونيا إعادة فرض حظر التجول. لكن إسبانيا بلد سياحي من الدرجة الأولى، فالسياحة تمثل نحو 15 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. وبحسب الإحصائيات فإن معدل الناتج المحلي الإجمالي للفرد بلغ 26.440 يورو في 2018، وهو ما يضعها تحت المعدل الأوروبي الذي بلغ نحو 31 ألف يورو.
صورة من: Reuters/N. Doce
السويد: حياة مرفهة مع ضرائب مرتفعة وبدون حظر تجول
حاولت السويد النجاة من جائحة كورونا بدون فرض حظر تجول، وهو ما تسبب في معدلات وفاة مرتفعة نسبياً. تأتي السويد في المرتبة الخامسة بعد لوكسمبورغ، ايرلندا، الدنمارك وهولندا فيما يتعلق بنصيب الفرد من الناتج المحلي والذي بلغت قيمته 46.180 يورو. وبالرغم من الضرائب المرتفعة التي تفرضها السويد، إلا أن سكانها تفوقوا على الفرنسيين في متوسط الأصول الصافية للفرد لعام 2018.
صورة من: imago images/TT/J. Nilsson
هولندا: أداء اقتصادي متقدم وثروة كبيرة
تنتمي هولندا لما بت يعرف بالدول "الأربع المقتصدة". وسميت المجموعة المكونة من هولندا، السويد، الدنمارك والنمسا بهذا الاسم لمعارضتها الشديدة لإقرار حزمة مساعدات مالية لمواجهة أعباء كورونا. وتعد هولندا من الدول الأكثر رفاهية في الاتحاد الأوروبي حسب معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الذي بلغ 46.800 يورو في 2019، ومتوسط أصول صافية للفرد بقيمة 60 ألف يورو في 2018.
صورة من: picture-alliance/robertharding/F. Hall
ألمانيا: دولة غنية سكانها ليسوا بالضرورة أغنياء
نجحت ألمانيا في التعامل مع جائحة كورونا، لكن التبعات الاقتصادية كبيرة: فقد قلت الصادرات، فيما تكافح شركات عديدة لتفلت من الإفلاس. تعد ألمانيا أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، ووصل معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي إلى 41.340 يورو في 2019. بيد أن الأصول الصافية للفرد في ألمانيا بلغت 16.800 يورو فقط، اي نصف ما هو موجود في إيطاليا. توماس كولمان/ س.ح