تلوح المزيد من البوادر عن تراجع لاعب الوسط الألماني المخضرم توني كروس، عن قرار اعتزاله اللعب الدولي والعودة للعب في صفوف "الماكينات". لكن ما موقف المدرب يوليان ناغلسمان؟
إعلان
عقب خروج ألمانيا من دور الـ16 أمام إنكلترا في بطولة أوروبا 2021، أعلن توني كروس اعتزاله اللعب مع المنتخب الألماني لكرة القدم: وقال "لعبت في صفوف المنتخب 106 مباراة دولية. لن يكون هناك مرة قادمة".
ولكن القصة لم تنته تماماً؛ إذ أثار كروس تكهنات بأنه قد يرتدي القميص الوطني مرة أخرى في بطولة أوروبا التي ستستضيفها في ألمانيا هذا الصيف من 14 حزيران/يونيو إلى 14 تموز/يوليو. وقال اللاعب البالغ من العمر 34 عاماً في المؤتمر الصحفي الثلاثاء (13 شباط/فبراير 2024) قبل مباراة الذهاب من دور من 16 من بطولة أبطال أوروبا التي خاضها مع ريال مدريد ضد لايبزيغ: "بصراحة، لا أعرف. ما زلت أفكر في الأمر. لم أتخذ القرار بعد".
وفاز الريال على لايبزيغ في أرضه 1-0.
انتصارات وانكسارات
وتوني كروس هو اللاعب الألماني الوحيد الذي فاز بدوري أبطال أوروبا خمس مرات: مرة واحدة مع بايرن ميونخ (2013)، أربع مرات مع ريال مدريد (2016، 2017، 2018، 2022).
ولكروس الفضل الأكبر في فوز ألمانيا بكأس العالم للمرة الرابعة في التاريخ عام 2014 في البرازيل. لكن المباريات الدولية الـ106 التي لعبها بقميص المنتخب الألماني لم تكن كلها مسرات، بل تخللتها خيبات أمل وخاصة في كأس العالم 2018 في روسيا.
ناغلسمان مدربا للمنتخب الألماني لكرة القدم
01:50
في المجموعة الثانية من مونديال روسيا، قاد كروس في الوقت بدل الضائع المنتخب الألماني لفوز بشق الأنفس على السويد بركلة حرة مباشرة. وأعادت تعابير وجهه المفعمة بالحيوية الآمال في احتفاظ ألمانيا باللقب، لكن الريح لم تسر بما يشتهي المنتخب الألماني؛ إذ أقصي الألمان من البطولة بعد خسارة محرجة 0-2 أمام كوريا الجنوبية. وهي أول مرة يخرج حامل لكأس العالم من دوري المجموعات.
ميشائيل بالاك وتوني كروس
كانت التسديدة في مرمى السويد في كأس العالم 2018، والتي بذل فيها كروس كل طاقته، مشهداً غير عادي بالنسبة له. ذكرته تلك التسديدة القوية بسلفه في خط وسط ألمانيا، ميشائيل بالاك، الذي سجل هدف الفوز في المباراة الحاسمة ضد النمسا في بطولة أمم أوروبا 2008 من ركلة حرة قوية، لتحصد ألمانيا في النهاية المركز الثاني في البطولة.
أحب ميشائيل بالاك دوره ككابتن للمنتخب الألماني، غير أن توني كروس يميل إلى تجنب المراكز القيادية والأضواء ويفضل دوره كلاعب وسط. وفي حين رأى بالاك نفسه ذات مرة على أنه القائد بلا منازع، فإن كروس يفضل النظر إليه كاستراتيجي هادئ يتقن التمرير الدقيق لدرجة أنه أطلق عليه لقب "ماكينة التمرير".
بعد توديع بطولة أمم أوروبا 2020 والتي أقيمت عام 2021، اعترف صانع ألعاب ريال مدريد في مقابلة أنه كان "يفكر بشكل شديد بالاعتزال" بعد كأس العالم 2018. وقال كروس: "منذ ذلك الحين، أصبح من الواضح "أن بطولة أوروبا (2020) ستكون بطولتي الأخيرة". ومنذ ذلك الحين، لم يشكك للحظة في "القرار الواعي بالاستقالة"، كما أكد ذلك في عام 2022. لكن يبدو الآن أن كروس يسعى من جديد للفوز باللقب الذي لم يحرزه من قبل مع المنتخب الألماني.
الحل السحري؟
في كانون الأول/ديسمبر 2023، كشف اللاعب الألماني أنطونيو روديغر في مقابلة صحفية عن رغبته في إقناع كروس بالعودة إلى فريق "الماكينات". وقال زميله في ريال مدريد: "أسأله كل يوم".
وقبل وقت قصير من عيد الميلاد، وصف مدرب المنتخب الوطني يوليان ناغيلسمان عودة كروس بأنها "فكرة مثيرة للاهتمام"، معقباً انه ربما سيتصل به مرة أخرى.
ومن الممكن أن يحل توني كروس مشكلة الظهير الأيمن إذا تولى مركز خط الوسط الدفاعي، بما يمكن ناغلسمان من تحريك يوشوا كيميتش إلى اليمين وإيلكاي غوندوغان إلى الأمام. قد لا يحب كيميتش اللعب في مركز الظهير الأيمن، لكنه يستطيع القيام بذلك، كما يستطيع غوندوغان لعب دوراً أكبر في الأمام. وتوني كروز معروف كنجم عالمي في خط الوسط الدفاعي.
أعده للعربية: خالد سلامة
تحليل: الفشل الألماني في صور
لأول مرة منذ ثمانين عاماً في تاريخ بطولة كأس العالم، تخرج ألمانيا من الدور الأول للبطولة. خلال ثلاث مقابلات لم يتمكن الفريق الألماني من البرهنة على قدراته الرياضية. الفشل التاريخي في صور.
صورة من: Reuters/M. Dalder
الحيرة
كانت لديهم جميع الفرص، وكان بإمكانهم حتى آخر لحظة تغيير مسار المباراة. الانتصار بهدف لصفر أمام كوريا الجنوبية كان كافياً للعبور. عمت الحيرة بعد إعلان انتهاء المباراة، فطوال 98 دقيقة لم تجد التشكيلة الألمانية الوسائل الفنية للانتصار على الرقم 57 في قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
صورة من: Reuters/M. Dalder
الضربة القاضية
هوينغ مين يسجل الهدف الثاني في شباك الفريق الألماني ويقصي ألمانيا نهائياً من المسابقة. إنها اللحظة النهائية والإقصاء النهائي ـ والحاسم في ذلك كان تقصيراً سابقاً على عدة مستويات.
صورة من: Reuters/D. Martinez
تفاؤل
هنا لم يكونوا يعرفون ما سيؤول إليه مصيرهم: في الثاني عشر من يونيو/ حزيران وصل منتخب الاتحاد الألماني لكرة القدم إلى موسكو. ضغوط الدفاع عن اللقب يشعر بها الفريق منذ البداية. وفي متاعهم يحملون مباريات اختبار باهتة ضد النمسا والسعودية، إلا أن ألمانيا واثقة من نفسها: تحت ظروف المسابقة ستظهر فعالية الفريق.
صورة من: picture-alliance/GES/M. Gilliar
المتابرة في فاتوتينكي
الاستعداد للمباراة الأولى كان مشؤوماً. معسكر إقامة المنتخب في فاتوتينكي يعكس جمال "مدرسة رياضة سوفييتية"، كما قال يوآخيم لوف. كما أن الزوبعة الإعلامية التي أثارتها صور مسعود أوزيل (يسار) وإلكاي غوندوغان مع الرئيس التركي اردوغان ألقت بظلالها على الفريق، إذ أثرت سلباً على اللاعبين، كما اعترف بذلك قائد الفريق مانويل نوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية مصحوبة بهلع
الانطلاقة ضد المكسيك: الفريق يرتكب أخطاء فردية فادحة، وهو غير مستعد لمواجهة المكسيكيين. الفريق الخصم يلعب في غالب الأحيان بخرق مجال الوسط، وينفذ هجمات مضادة قوية بفضل التراخي الألماني. وليس اللاعب كيميش وحده من لا يتفهم هذا الأمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/sampics/S. Matzke
أوجاع داخل الفريق
رغم كل المزاعم، فإن الفريق يبدو غير منسجم مائة في المائة. ماتس هوميلس ينتقد في ختام المباراة الدولية الأسوأ في حقبة لوف رفاقه اللاعبين الذين يتركونه في الغالب لوحده هو وزميله في خط الدفاع جيروم بواتينغ ضد الهجوم المكسيكي. وتبقى روح الفريق من جنس آخر
صورة من: picture-alliance/dpa/sampics/S. Matzke
ضغوط هائلة
أمام السويد واجه الفريق ضغوطاً شديدة نادراً ما حصلت في الدور الأول لبطولة كأس العالم: لو انهزم الفريق وقتها لخرج من المسابقة بعد مقابلتين. الفريق حقق بداية جيدة، إلا أنه تراجع مجدداً في الأداء، ليتقدم السويديون بهدف، إلا أن الفريق الألماني رد في النصف الثاني من المباراة.
صورة من: Reuters/H. McKay
بصيص الأمل
في الدقيقة الـ 95 ينفذ توني كروس ضربة حرة جانبية دخلت بها الكرة شباك حارس السويد. هذا الهدف خلص الفريق وشعباً بأكمله. نتيجة 2 مقابل 1 تعطي الأمل في الكفاح من أجل بلوغ مجموعة الثماني في البطولة. فانتصار على كوريا الجنوبية يكفي الآن. هذه المهمة سهلة المنال، أليس كذلك؟
صورة من: picture-alliance/AP/F. Augstein
الخطوة الأخيرة المفقودة
ثم جاءت كوريا الجنوبية، الفريق الأضعف المفترض في المجموعة. لوف يشرك لاعبين قدامى مثل سامي خضيرة (خلف يمين) مجدداً في الفريق على ما يبدو بفضل نتائج جيدة أثناء التدريب. لكن لا خضيرة ولا المبتدئ ليون غوريتسكا أو آخرون يأتون بالإلهام الضروري في طريقة اللعب الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
الارتباك
طوال 90 دقيقة لم تظهر ألمانيا في أي لحظة الثقة بالنفس والبديهية المعهودة لدى بطل العالم. كوريا الجنوبية تحصل ـ مثل السويد والمكسيك ـ على فرص بسبب أخطاء اللاعبين الألمان. كما أن الألمان بفرصهم القليلة فقدوا ثبات أعصابهم.
صورة من: Reuters/D. Martinez
إقصاء مستحق
توني كروس، الذي أحيى قبلها الآمال ضد السويد، لم يبرهن ضد كوريا الجنوبية على شيء من الإبداع. لقد تحول إلى رمز فشل منتخب ألماني كان عليه أن يكون متفوقاً في الأداء على المكسيكيين والسويديين والكوريين الجنوبيين. غير أن هذا لم يحصل في ثلاث مقابلات. وجاء الإقصاء من البطولة العالمية مستحقاً.