كيف تعيش "ماما ميركل" حياتها الخاصة بعد هجر السياسة؟
١٨ يوليو ٢٠٢٤
نظر الكثيرون لها يوما باعتبارها أقوى امرأة في العالم. والآن مع بلوغها سن السبعين تعيش أنغيلا ميركل بعيدة كليا عن السياسة بكل صخبها. فكيف ابتعدت المستشارة الألمانية السابقة عن الأضواء؟ وكيف تعيش حياتها الآن؟
إعلان
بمناسبة بلوغها السبعين من العمر، اختارت المستشارة السابقة لألمانيا أنغيلا ميركل الاحتفال بعيد ميلادها "على انفراد"، حسبما صرح متحدث باسم مكتبها لوكالة الأنباء الألمانية.
فبعد نحو عقد من الزمن ظلت خلاله ”أقوى امرأة على وجه الأرض"، وفقا لتصنيف مجلة فوربس، قررت ميركل منذ فترة طويلة قطع علاقتها بعالم السياسة. وهكذا أختارت المستشارة السابقة أن يكون الاحتفال ”العام" بعيد ميلادها في أجواء أكاديمية وفنية.
فمن من المقرر أن تحضر ميركل بشهر سبتمر/أيلول القادم محاضرة على شرفها لمؤرخ الفن هورست بريديكامب عن ”الضوء والظل في عصر التنوير" بأكاديمية برلين-براندنبورغ للعلوم، وفقا لموقع جريدة فرانكفورتر ألغماينه، بدون أي خطب سياسية أو خطاب مدح لمسيراتها الطويلة.
ميركلتقتربمنالفنوالأدبوتبتعدعنالسياسة
وبعد نحو 16 عاما ظلت خلالهم على رأس السلطة التنفيذية في بلادها، فضلت المستشارة السابقة لألمانيا عالم الفنون عن عالم السياسة والاقتصاد.
وكانت ميركل قد كشفت، في مقابلة مع الروائي والكاتب ألكسندر أوسانغ، أنها أمضت الأشهر الأولى من تقاعدها منغمسة في رواية ”ماكبث" لوليام شكسبير و”دون كارلوس" لفريدريك شيلر. كما أنها تجنبت إلى حد كبير التعليق علي الأحداث السياسة ولم تحضر مؤتمر حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي عقد مؤخرا، وفقا لموقع صحيفة الغارديان.
وتعلق مجلة دير شبيغل الألمانية على الأمر بأن المساحة التي يبدو أن ميركل تشعر الآن خلالها بالراحة هي "تلك التي بالكاد يكون للسياسة فيها دور".
مسلسلتليفزيونيوكتابعنميركل
لا يُعرف الكثير عن حياة ميركل الشخصية، فمنذ توليها منصب المستشارية في عام 2005، تمكنت عالمة الكيمياء السابقة من ”تكوين صورة من النزاهة الشخصية العميقة والحياة الخاصة المحمية بإحكام"، كما تصف صحيفة نيويورك تايمز.
ويشير موقع بيزنس إنسايدر إلى أن ميركل وزوجها يستمتعان بالمشي لمسافات طويلة وحضور الأوبرا معا، كما أنها "من عشاق كرة القدم" وكانت "صديقة" لمنتخب ألمانيا الفائز بكأس العالم عام 2014.
أّشد المعجبين بأنغيلا ميركل
02:15
ويبدو أن حياة ميركل البعيدة عن السياسة بعد التقاعد تثير اهتمام الكثيرين بالفعل، حيث وصل الأمر لإنتاج مسلسل تلفزيوني. ففي شهر مارس/آذار الماضي، عُرض لأول مرة مسلسل "الآنسة ميركل" عن محاولة المستشارة السابقة وزوجها وكلبهما قضاء فترة تقاعدها بهدوء، ولكن ينتهي بها الأمر أن تتجه لحل الجرائم بدلا من ذلك، وفقا لموقع الغارديان.
وينتظر كثيرون صدور مذكرات ميركل في 26 من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل تحت عنوان "الحرية. ذكريات 1954 - 2021"، والتي كتبتها بالتعاون مع مديرة مكتبها "بيآته باومان".
ويحكي الكتاب، المكون من حوالي 700 صفحة، "بشكل شخصي غير مسبوق من قبل" عن طفولة ميركل وشبابها ودراستها في ألمانيا الشرقية وكيف دخلت في عام 1989 الذي شهد سقوط الجدار إلى عالم السياسة.
د.ب
كلمات وداع مؤثرة من قادة العالم للمستشارة ميركل
تنهي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مسارها السياسي بعد 16 عامًا في المنصب. وبهذه المناسبة توجه إليها عدد كبير من قادة العالم الحاليين والسابقين بكلمات مؤثرة. في هذه الجولة المصورة نستعرض بعضها.
صورة من: Guido Bergmann/Bundesregierung/Getty Images
أشاد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بميركل قائلا إنها "صديقة عظيمة وصديقة شخصية له وللولايات المتحدة الأمريكية"، ووصفها بأنها امرأة "تاريخية". وخلافا لسلفه دونالد ترامب فإن علاقة ميركل ببايدن أفضل بكثير. رغم ذلك ظلت العلاقة هادئة.
صورة من: Guido Bergmann/Bundesregierung/Getty Images
وصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ميركل بأنها تتمتع "بروح الدعابة والبراغماتية الحكيمة"، مضيفا أنها "بوصلة أخلاقية لا هوادة فيها". ووجه أوباما الخطاب لميركل بالقول "سعيد جدا لأني أصبحت صديقا لك".
صورة من: Reuters/M. Kappeler
رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل أثنى على ميركل ووجه لها خطابا مؤثرا جاء فيه: "أنت نصب تذكاري. المجلس الأوروبي بدون أنغيلا كروما بدون الفاتيكان أو باريس بدون برج إيفل. سنفتقد حكمتك، خاصة في الأوقات الصعبة".
صورة من: Reuters/V. Mayo
رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي السابق جان كلود يونكر هو من الشخصيات التي عملت لسنوات عن قرب مع ميركل. وجمعته بالمستشارة الألمانية عدة قمم أوروبية ودولية. ويقول عن ميركل: "أنا أقدرها كعمل فني كامل. لأنها تتكون من أجزاء كثيرة ... خلال 16 عامًا عملت الكثير على نحو صحيح ولم تقم بأي خطأ جوهري".
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
يعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقرب شريك لميركل داخل الاتحاد الأوروبي. ورغم أن ميركل لم تستجب للكثير من مطالب ماكرون لإدخال إصلاحات مالية في الاتحاد، إلا أن العلاقة بينهما لم تتأثر سلبا. وغرد ماكرن مخاطبا ميركل: "شكرًا لك عزيزتي أنغيلا على المعارك التي خضتها من أجل أوروبا".
صورة من: John Thys/AFP/dpa/picture alliance
يبقى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الشريك الأكثر صعوبة لميركل خصوصا بسبب دوره في إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك فجونسون جامل ميركل خلال زيارتها الوداعية إلى لندن. وشكر المستشارة على "التزامها التاريخي، ليس فقط من أجل العلاقات الألمانية البريطانية، ولكن للدبلوماسية في جميع أنحاء العالم".
صورة من: David Rose/Daily Telegraph/empics/picture alliance
لو كان الأمر بيد توني بلير لبقيت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. ويقول رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عن تعامل ميركل مع مفاوضات خروج لندن من الاتحاد: "كان إنجازا رائعا أن نحافظ على التماسك في أصعب مرحلة مرت بها أوروبا".
صورة من: Gretel Ensignia/AP Photo/picture alliance
علاقة ميركل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم تكن سهلة. واجهتهما مشاكل عدة في عدة مجالات منها ملف حقوق الإنسان. غير أن أردوغان امتدح ميركل ووصفها بـ "الصديقة" و "المستشارة العزيزة" وبأنها "سياسية متمرسة لديها دائما مقاربة معقولة وموجهة نحو الحل".
صورة من: OZAN KOSE/AFP
في ولايتها الأولى والثانية كانت ميركل من بين المعجبين بصعود الصين. لكن الوضع تغير في نهاية منصبها كمستشارة حيث صارت أكثر تشككًا. وودعها الرئيس الصيني شي جين بينغ بشريط فيديو وصفها فيه بـ "الصديقة القديمة للصين".
صورة من: Liu Bin/XinHua/dpa/picture alliance
تهرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقييم ميركل. وسئل مؤخراً عما إذا كان سيفتقدها فكان رده: "كانت في السلطة لمدة 16 عامًا، وهو أمر رائع". وأضاف أنه كان بإمكانها الترشح مرة اخرى. والتقطت هذه الصورة للسياسيين عام 2007 عندما سمح بوتين بدخول كلبه رغم علمه أن ميركل تخشى الكلاب، الأمر الذي لم تظهره خلال اللقاء.
صورة من: ITAR-TASS/imago images
يقضي الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن وقت فراغه بشكل أساسي في الرسم. من بين اللوحات التي رسمها بريشته لوحة لأنغيلا ميركل التي زارته مرة في مزرعته في تكساس. وفي حديث لدويتشه فيله (DW) قال بوش الابن "أنغيلا ميركل شغلت منصبها المهم للغاية بإتقان وكرامة. لقد فعلت الأفضل لألمانيا، وهي فعلت ذلك على أساس المبادئ".