ماهي الرسائل السياسية لملابس كامالا هاريس البيضاء؟
١٠ نوفمبر ٢٠٢٠
يختار السياسيون ألوان ملابسهم لتكون ملائمة للمناسبة التي يشاركون فيها وأحيانا لتوجيه رسائل معينة. وخلال خطاب الفوز بالانتخابات ظهرت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي المنتخب؛ بملابس بيضاء لم تترك فيها أي مجال للصدفة.
إعلان
في السبت الماضي (السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020)؛ وخلال الأمسية التي ألقى فيها المرشح الديموقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن ونائبته كامالا هاريس خطاب النصر بعد الفوز في الانتخابات الأمريكية، أمام أنصارهما في ويلمنتغون بولاية ديلاوير، كانت أنظار الأمريكيين والعالم متجهة إلى هاريس. السبب ليس فقط كونها أول أمرأة على الإطلاق تتولى منصب نائب الرئيس الأمريكي، بل أيضا لأنها ليست من البيض.
وبعد أن ظهرت ظهرت السياسية الديموقراطية المولودة لأب من جامايكا وأم هندية بملابس رياضية خلال تهنئتها لجو بايدن بالفوز، ظهرت في حفلة خطاب النصر بزي أبيض بالكامل لا يخلو من دلالات بحيث يرمز إلى ماضي البلد ومستقبله٬ نقلا عن موقع "ياهو".
وفي كلمتها وجهت كامالا هاريس التحية وكلمات العرفان للنساء اللواتي يدعمنها "اللواتي يقفن على أكتافهن" - على حد تعبيرها – وأيضا لكل "النساء اللواتي كافحن وضحّين كثيرًا حتى نتمتع جميعًا بالمساواة والحرية والعدالة"، كما جاء على لسانها.
ومن خلال ملابسها البيضاء يبدو أنها تبعث رسالة واضحة إلى الأجيال الجديدة التي جعلت تولي امرأة منصب نائب الرئيس لأول مرة في تاريخ البلد أمرا ممكنا. وكتبت صحيفة "دي فليت" الألمانية أن كامالا هاريس أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد ظهورها بثياب بيضاء بالكامل حتى قبل أن تنبس بكلمة واحدة.
وارتدت هاريس بنطلونا من تصميم كارولينا هيريرا وهي نفس التصاميم التي تعودت ارتداءها أيضا نساء الرؤساء الأمريكيين من جاكي كينيدي إلى ميشيل أوباما مرورا بميلانيا ترامب. لكن الفارق في ملابس هاريس خلال إطلالتها يوم السبت هي أنها اختارت أن ترتدي الأبيض بالكامل.
ويرتبط هذا اللون إلى يومنا هذا بشكل أساسي بحق الاقتراع ويرمز إلى النشطاء الذين ناضلوا من أجل حق المرأة في الاقتراع في بداية القرن العشرين. كما أن القوس الكبير على ياقة بلوزتها أيضًا رسالة كبيرة.
وظهرت مرتدية بلوزة وتضع في عنقها "فيونكة"، التي تحولت في الثمانينيات من موضة أنثوية طفولية إلى رمز لقوة الأنثى، منذ أن بدأت الكثير من النساء القويات مثل مارغريت تاتشر الظهور ببلوزات تحمل "فيونكة"، يضيف موقع "ياهو".
ففي عام 1920 منحت أمريكا النساء الحق في الاقتراع. وخلال مناسبات الاحتفال بمرور 100 سنة على هذه الذكرى ارتدى الكثير من السياسيين الأمريكيين ملابس بيضاء بالكامل في المناسبات السياسية خلال العام الجاري 2020، كما جاء في صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه".
ففي شهر شباط / فبراير 2020 ظهرت النساء الديمقراطيات بالفساتين والبدلات الرسمية والسترات البيضاء على خلفية النقاش الساخن حول حقوق الإجهاض في بلدهن للتذكير بأن المساواة بين الجنسين لم تكتمل بعد.
وذهبت بعض وسائل الإعلام أبعد من ذلك حيث لم تكتف بتفسير اللون الأبيض على أنه يرمز إلى الماضي فقط، وإنما يشير أيضا إلى المستقبل. فاللون الأبيض يمكن أن يشير إلى بداية جديدة للولايات المتحدة وهو ما أكدته كامالا هاريس في كلمتها لما قالت: "قد أكون أول امرأة في هذا المكتب ... لكنني لن أكون الأخيرة".
الكاتب: ع.ع /ص.ش
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ