في آخر حلقة من مسلسل بريكست وربما ليست الأخيرة، ينعقد مجلس العموم البريطاني اليوم للتصويت على بدائل محتملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد رفض متواصل لخطط رئيسة الوزراء تيريزا ماي في الانفصال.
إعلان
يصوت النواب البريطانيون مساء اليوم الأربعاء (27 آذار/ مارس 2019) على سلسلة بدائل لاتفاق بريكست، الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي، ما قد يعيد تحديد كيفية الطلاق بين الكتلة الأوروبية وبريطانيا بشكل جذري.
وفي السياق نفسه قالت تيريزا ماي لنواب حزب المحافظين إنها ستستقيل من منصبها قبل "المرحلة التالية" من مفاوضات بريكست، دون مزيد من التفاصيل عن موعد ذلك، بحسب ما أعلن نائب شارك في الاجتماع. ونقل النائب جايمس كارتلديج لدى مغادرته الاجتماع في البرلمان عن ماي قولها إنها "لن تبقى في منصبها في المرحلة التالية من المفاوضات".
ومن السيناريوهات البديلة المحتملة: البقاء في السوق الموحدة أو تنظيم استفتاء جديد وحتى إلغاء الخروج من الاتحاد الأوروبي. ويختار رئيس مجلس العموم جون بيركو اليوم من بين 16 اقتراحا أعدها النواب، البدائل التي ستطرح للنقاش قبل التصويت عليها.
وقال النائب المحافظ اوليفر ليتوين الذي عمل من أجل سيطرة البرلمان على أجندة بريكست لـ "بي بي سي": "من غير المرجح ضمان غالبية في عمليات التصويت اليوم لأي من هذه السيناريوهات. لكن آمل أن يكون لدينا بحلول الاثنين، أغلبية لصالح مقترح أو عدة مقترحات".
ويسعى النواب إلى الحصول على غالبية حول بديل لاتفاق الانسحاب الذي توصلت إليه ماي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 مع بروكسل، والذي رفضوه مرتين حتى الآن في كانون الثاني/ يناير ومنتصف آذار/ مارس، في حين مازالت رئيسة الوزراء المحافظة تصر على محاولة تمريره من جديد.
وفي مؤشر على ضعف موقفها، لم تفرض تيريزا ماي أية تعليمات تصويت على نواب الأغلبية. وهدد كثير من أعضاء حكومتها بالاستقالة إن سعت لذلك. غير أن عمليات التصويت "الاستدلالية" هذه ليست ملزمة للحكومة، وسبق أن أعلنت ماي أنها ستعارض خيار النواب إذا تناقض مع التزامات حزبها بشأن الخروج من السوق الموحدة ومن الاتحاد الجمركي الأوروبي.
ع.خ/ ا.ح
هل بريكست بداية تساقط أحجار الدومينو الأوروبي؟
نتائج الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي صدمت أوروبا، فيما رحب بها اليمين الشعبوي، وبدأت الأصوات الشعبوية في فرنسا وهولندا تنادي بإجراء استفتاء مشابه. فهل بات الاتحاد الأوروبي أمام "تأثير الدومينو"؟
صورة من: Reuters/T. Melville
بريطانيا
طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".
صورة من: Reuters/T. Melville
هولندا
خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wainwright
فرنسا
يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
ألمانيا
فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".
صورة من: Getty Images/J. Koch
الدنمرك
كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Kastrup
النمسا
فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
المجر
قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
جمهورية التشيك
طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.