يرى البعض أن غابات الأمازون المطيرة هي الرئة الخضراء للأرض، كما أن بها أكبر تنوع بيولوجي في العالم. اختفاء أشجارها بفعل القطع أو الحرائق له تبعات خطيرة. ما أهمية هذه الغابات على الاستقرار البيئي العالمي؟
إعلان
غابات الأمازون المطيرة تنتج كميات هائلة من المياه، ليس فقط للبرازيل وإنما لأمريكا الجنوبية بأكملها. وما تسمى بـ "الأنهار الطائرة" تنقل الرطوبة إلىمناطق واسعة في أنحاء البرازيل. إنها عبارة عن كتل هواء مشبعة ببخار الماء، تنشأ نتيجة للتبخر، سواء من عالم النباتات والحيوانات أو من المسطحات المائية والأسطح الأرضية. هذه السحب المطيرة تؤثر أيضًا على الأمطار في بوليفيا وباراغواي والأرجنتين وأوروغواي وحتى في أقصى جنوبي شيلي.
وفقًا لأبحاث معهد الأبحاث الحكومي "INPA"، يمكن لشجرة يبلغ قطرها 10 أمتار توفير أكثر من 300 لتر من المياه يومياً في صورة بخار تطلقه في الغلاف الجوي، وهو أكثر من ضعف ما يستهلكه أحد البرازيليين يوميًا.
أهمية بيئية قصوى
الحفاظ على غابات الأمازون أمر لا غنىً عنه بالنسبة للزراعة وإنتاج الغذاء وإنتاج الطاقة في البرازيل.
إن عملية إزالة أشجار ونباتات الغابات المطيرة تلحق الضرر بالتبخر ونطاق تأثير "الأنهار الطائرة"، كما أن لذلك أيضا تأثيراً على هطول الأمطار في العديد من بلدان أمريكا الجنوبية. بالإضافة إلى ذلك، توفر غابات الأمازون ما يقرب من خمس المياه العذبة التي تصب في المحيطات.
رئة الأرض وحماية سكان البرازيل الأصليين لها
02:16
التغير المناخي
تخزن الأمازون والغابات الاستوائية الأخرى ما بين 90 و140 مليار طن من الكربون، وتساعد بذلك على استقرار المناخ العالمي. وتمثل غابات الأمازون المطيرة وحدها 10٪ من إجمالي الكتلة الحيوية للكوكب. وفي المقابل فإن الغابات التي تمت إزالة شجرها ونباتها هي أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة. وإزالة الغابات من أجل تحويلها لأراض تستخدم للزراعة ينتج عنها إطلاق غازات دفيئة في الغلاف الجوي وتزعزع استقرار المناخ.
أكبر تنوع حيوي في العالم
عشرة في المئة من جميع الأنواع المعروفة على وجه الأرض موطنها هي منطقة الأمازون. إنها أكبر الغابات الاستوائية في العالم وبها أكبر تنوع بيولوجي على مستوى العالم. وبها أيضًا عدد كبير من الأنواع التي لا تزال غير معروفة للعلماء، خاصة في المناطق النائية.
الحفاظ على التنوع البيولوجي أمر مهم لأنه يضمن الاستدامة لجميع أشكال الحياة. كما أنه من خلال ذلك تتعافى من الكوارث بشكل أفضل، مثل حرائق الغابات، النظم الإيكولوجية الصحية والمتنوعة.
منتجات من الغابات المطيرة
الأنواع التي تستوطن غابات الأمازون مهمة أيضاً لإنتاج الأدوية والأطعمة وغيرها من المنتجات. ويوفر أكثر من 10 آلاف نوع من النباتات في المنطقة مكونات فعالة للاستخدام الطبي أو مستحضرات التجميل أو المكافحة البيولوجية للآفات.
وفقا لدراسة أجرتها جامعة "ABC" في ساو باولو، فإن استخدام ما يسمى بـ"مخلب القط"، وهي نبتة موطنها غابات الأمازون، لا يقتصر على علاج التهاب المفاصل والعظام فحسب، بل يمكن استخدامها أيضاً في التقليل من التعب وتحسين نوعية حياة مرضى السرطان في المراحل المتقدمة.
تباع منتجات الغابات المطيرة في جميع أنحاء البرازيل: التوت الأسي، والغوارانا، والفواكه الاستوائية، وقلوب النخيل، وأيضًا منتجات سكان المنطقة الأصليين. وأهم ما تصدره البرازيل: الجوز البرازيلي، والجارينا (نوع من النخيل)، والروتيل (معدن)، والجابوراندي (مواد عشبية فعالة)، والخشب الوردي النفيس، والصمغ، والزيوت.
بريسيلا جوردو/ صلاح شرارة/ ع.أ.ج
الرئة الخضراء لكوكبنا الأزرق تأكلها النيران
في البرازيل تلتهم الحرائق الضخمة غابات الأمازون في أسوأ كارثة منذ سنوات، مخلفة الدمار في "رئة الأرض" الخضراء. صور تظهر حجم الكارثة التي تتجاوز تداعياتها البرازيل وحدها.
صورة من: AFP/C. de Souza
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه يريد عقد قمة حول الوضع في الأمازون أكبر غابة استوائية في العالم، فيما وقع الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، وتحت ضغط دولي كبير، مرسوما يمنع عمليات الإحراق لأغراض زراعية لستين يوما من أجل محاولة وقف اندلاع الحرائق فيها.
صورة من: AFP/C. de Souza
الدخان الكثيف يلف مساحات شاسعة من منطقة الأمازون. من الجو فقط يمكن للمرء أن يرى حجم الكارثة الحقيقي، إذ دمرت الحرائق الغابات المطيرة بشكل يبعث على الرعب. جدران النار الضخمة تشق طريقها الملتهبة خلال مناطق الغابات الضخمة، محيلة كل شيء إلى رماد.
صورة من: Imago Images/Agencia EFE/J. Alves
جذوع أشجار متفحمة لكنها تواصل الاحتراق من الداخل. يحاول الآلاف من رجال الإطفاء، معرضين حياتهم للخطر، السيطرة على النيران. لكن يبدو أن جهودهم وإمكانياتهم لم تعد كافية. وبعد الضغط من المجتمع الدولي، قررت الحكومة البرازيلية أخيراً إرسال الجيش لمساعدة رجال الإطفاء في السيطرة على الحرائق الضخمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/E. Peres
الوقت بدأ ينفد، فقد أعلنت سبعة من أصل 26 إقليماً في البرازيل منذ ذلك الحين حالة الطوارئ وطلبت المساعدة من الحكومة المركزية. معطيات الإحصاء مثيرة للقلق بشكل كبير، فوفق معلومات معهد أبحاث الفضاء البرازيلي فقد شبت أكثر من 75 ألف حريق في الأمازون منذ بداية العام الجاري، أي بزيادة قدرها 84 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
صورة من: picture-alliance/dpa/Greenpeace Brazil/V. Moriyama
لسوء الحظ، فإن الحرائق الضخمة ليست استثناء في هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية. إذ تتكرر الحرائق خلال موسم الجفاف مراراً. ولكن هناك أيضاً أسباب من صنع الإنسان لهذا الجحيم الملتهب. وبحسب حماة البيئة فإن المزارعين مسؤولون عن الزيادة الأخيرة في الحرائق لرغبتهم في تحويل أماكن الغابات الكثيفة إلى مراعي الماشية.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/L. Correa
هذه الحرائق لا تشكّل خطراً على مناطق الغابات النائية فحسب، وإنما راحت تنتشر بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان أيضاً. وتظهر هذه الصورة الملتقطة بالقرب من مدينة كويابا في الجنوب الشرقي من البلاد، وصول ألسنة اللهب إلى حافة الطريق السريع 070، الذي يربط المنطقة ببوليفيا المجاورة، ما يهدد البنى التحتية في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/a. Penner
في الكثير من أنحاء البلاد بدأت تتشكّل معارضة للحكومة المركزية البرازيلية، على وجه الخصوص بسبب السياسية البيئية للرئيس جاير بولسونارو، الذي صرح مراراً وتكراراً بأنه يؤيد استغلال حوض نهر الأمازون اقتصادياً. كما واجه انتقادات دولية متعددة بسبب رد فعله المتردد في محاولات السيطرة على الحرائق.
صورة من: Imago Images/Agencia EFE/M. Sayao
بسبب حجم الحرائق المتزايد، عرض المجتمع الدولي الدعم والمساعدة على البرازيل الآن الدعم من المجتمع الدولي. وتعهدت دول مجموعة السبع بتقديم حوالي 20 مليون يورو كمساعدات طارئة. وأعلنت البرازيل أنها "منفتحة" على المساعدة المالية شرط أن تتحكم بهذه الأموال. الكاتب: دانييل هاينريش/ فريدمان بورشرت.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Brazil Ministry of Defense