استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب خبرته في التفاوض التجاري فتوصل إلى اتفاق يخفض فيه قيمة طائرتين رئاسيتين. لكن ما الجديد في البيت الأبيض الطائر وبماذا تختلف عن سابقاتها؟
إعلان
وقع الرئيس الأميركيترامب وشركة بوينغ صفقة "غير رسمية" لطائرتين جديدتين من "Air Force One"، تم تعديلهما من طائرات بوينغ (Boeing 747-8 jumbo) بتكلفة تقدر بـ 3.9 مليار دولار، لتحل محل الطائرة الحالية، التي كانت في الخدمة منذ رئاسة جورج بوش الأبن. وقد اجتمع ترامب مع المديرين التنفيذيين لشركة بوينغ يوم الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
وأبرز ما في الطائرتين المقترحتين هي السرعة، إذتبلغ سرعة طيران الطائرة الحالية 200-747، 84 ماخ، في حين أن سرعة الطائرة المقترحة 8-747 هي 855 ماخ .ونقلت صحيفة الشرق الأوسط أن مدى الطائرتين المقترحتين يتجاوز مدى الطائرة الحالية بحوالي ألف ميل بحري، ليصل إلى 7730 ميلاً بحرياً.
والطائرة الرئاسية معقدة جداً مقارنة بنظيراتها من نفس الطراز، لأنها تمكن الرئيس وطاقمه من وزراء ومستشارين بالتنقل بمأمن في حال نشوب حرب نووية مثلاً. يذكر أن أول طائرة رئاسية كانت في عهد الرئيس روزفلت في عام 1940. وبعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2011، طورت الطائرة لتكون أكثر أماناً.
وأشاد البيت الأبيض بالصفقة على أنها ناجحة لتنفيذ وعد بخفض تكلفة طائرة "Air Force One" الجديدة بأكثر من مليار دولار. وبفضل مفاوضات ترامب، فإن العقد الجديد مع بوينغ سيوفر على دافعي الضرائب أكثر من 1.4 مليار دولار. كما اشترط ترامب أن تنتهي الشركة من تصنيع الطائرتين بحلول عام 2021 أي قبل 3 أعوام من الموعد المقرر، ليتمكن من ركوبها. بحسب موقع (CNN).
ومن ناحية أخرى قالت شركة بوينغ " إنها تفخر ببناء الجيل القادم من سلاح الجو الأول، الذي يزود الرؤساء الأمريكيين (ببيت أبيض طائر)، في طائرة بقيمة مخفضة لدافعي الضرائب". وأكدت أن بناء مثل هذه الطائرات المعقدة، يهدف إلى إبقاء الرئيس والمسؤولين الحكوميين في مأمن في حالات الطوارئ، من ضمنها الهجوم النووي.
وجاءت هذه الصفقة بعد أن كان ترامب قد ألغى صفقة سابقة في نهاية عام 2016 بسبب ارتفاع تكاليف تصنيعها.
ر.ض/ ع.خ
"المكتب البيضاوي الطائر".. عندما تدار أمريكا من الجو!
تعتبر طائرات الرئاسة الأمريكية الأكثر شهرة في العالم. إذ تتضمن أهم أنواع الطائرات بدء من"Dixie Clipper" وصولاً إلى بوينغ 747. نستعرض هنا تاريخ الطيران الرئاسي خلال الـ100 عام الماضية.
صورة من: Reuters/C. Barria
بداية الطيران الرئاسي
(Air Force One = سلاح الجو واحد)، هو تسمية تستخدمها المراقبة الجوية للطائرة التي تقل الرئيس الأمريكي. كان الرئيس تيودور رزفلت أول رئيس يستقل الطائرة برحلة قصيرة في 1910 بطائرة رايت فلاير( طائرة أثقل من الهواء تعمل بالطاقة).
صورة من: Public domain
بـ "Dixie Clipper" إلى أوروبا
يعد الرئيس فرانكلين روزفلت أول رئيس يسافر بمهمة رسمية على متن الطائرة، ففي عام 1943 سافر على متن بوينغ 314 الطائرة القارب، برحلة 8851 كم، لحضور مؤتمر كازبلانكا حيث التقى بونستون تشرشل وشارل ديغول لمناقشة المرحلة التالية من الحرب العالمية الثانية آنذاك. في رحلة العودة، احتفل روزفلت بعيد ميلاده على متن الطائرة في غرفة الطعام.
صورة من: The Boeing Company
أول طائرة رئاسية رسمية
طُلبت أول طائرة رئاسية خاصة للرئيس فرانكلين روزفلت عام 1945 (C-54 Skymaster) الملقبة بـ (Sacred Cow)، وكانت مزودة بهاتف لاسلكي، وبمكان مخصص للنوم بالإضافة إلى رافعة لنقل الرئيس مع كرسيه المدولب إلى الطائرة. استقلها روزفلت لحضور مؤتمر مؤتمر يالطا في فبراير/ شباط 1945.
صورة من: The Boeing Company
"الاستقلال"
استبدل الرئيس هاري ترومان عام 1947 طائرة الـ (Sacred Cow) بـ (Douglas DC-6 Liftmaster)، وسميت بهذا الاسم نسبة لمسقط رأس ترومان في ولاية ميزوري الأمريكية. أول طائرة رئاسية مع تصميم خارجي فريد ( لُونت مقدمة الطائرة باللون الأبيض لتبدو كالنسر)، بمدى 4812 كم، تتسع لـ 102 راكب، السرعة القصوى 496 كم في الساعة وطولها 31 متراً.
صورة من: Truman Presidential Library
عصر الطائرات النفاثة
منذ ستينات القرن الماضي وصاعداً، سمحت التكنولوجيا بالاجتماعات الشخصية لرؤساء العالم. وفي عام 1972، أصبح نيسكون الرئيس الأول الذي زار الصين بـ (SAM 26000).
صورة من: Byron E. Schumaker, White House Photo
جونسون يؤدي يمين الدستورية
22 نوفمبر/ تشرين الثاني، من أشهر أيام الطيران الرئاسي، إذ شهد اليمين الدستوري لنائب الرئيس لندون جونسون على متن طائرة (SAM 26000) بعد ساعات من اغتيال الرئيس كينيدي في دالاس. كما نقل جثمان كيندي على متن الطائرة ذاتها إلى واشنطن العاصمة. وبعد 10 سنوات نقلت الطائرة جثمان الرئيس جونسون إلى تكساس بعد جنازته الرسمية في العاصمة.
صورة من: Public domain
1972-1990 بوينغ 707 (SAM 27000)
وفي عهد نيكسون استبدلت الـ ( SAM 26000) بـ(SAM 27000 ) التي كانت بمثابة الطائرات الرئيسية لكل الرؤساء المتعاقبين حتى عام 1990 عندما قام جورج بوش باستبدالها لبوينغ 747. توقفت عن العمل عام 2001 لتصبح في معرض مكتبة رونالد ريغان الرئاسية في سيمي فالي بولاية كاليفورنيا حتى عام 2005.
صورة من: Imago/D. Delimont
اجتماع أزمة في الأجواء
الطائرة الرئاسية أو(Air Force One) ليست مجرد وسيلة نقل. يتمكن الرئيس الأمريكي من إدارة شؤون البلد من أي مكان في العالم مما أكسب الطائرة لقب "المكتب البيضاوي الطائر". هنا الرئيس جورج بوش، وآري فليشر الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، وكارل روف نائب رئيس هيئة الأركان في اجتماع على متن الطائرة في اجتماع أزمة أثناء تفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
صورة من: picture-alliance/Everett Colle
1990- الوقت الحاضر: بوينغ 747
بعد خدمة دامت لـ30 عاماً، استبدلت طائرات الـ707 بـ(SAM 28000 ) و(SAM 29000) وبوينغ 747. تحتوي على 371 متراً مربعاً مساحة داخلية كاملة، جناح خاص للرئيس الأمريكي، ومكاتب للمسؤولين، وغرف خاصة لطاقم العمل والصحافة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Weigel
"المكتب البيضاوي الطائر"
تحتوي طائرات الـ (SAM 28000 ) و(SAM 29000) التي تعمل منذ 25 عاماً على هواتف آمنة وشبكة اتصالات للكمبيوتر. وزن الإقلاع الأقصى 378 طن، وبإمكان هذه الطائرة نقل الرئيس الأمريكي من واشنطن إلى طوكيو مباشرة لتقطع بذلك مسافة تصل لـ(9700 كم). هنا الرئيس أوباما مع طاقم العمل في في اجتماع أثناء رحلة في 3 ابريل/ نيسان 2009.
صورة من: White House/Pete Souza
الطائرة الرئاسية المستقبلية
الطائرات الرئاسية المقبلة ستكون بوينغ 747-8 مزودة بآلية دفاع ضد النبضات الكهرومغناطيسية وبقدرات إعادة التزود بالوقود في الجو، وبإمكانها الطيران مباشرة من واشنطن إلى هونغ كونغ. بنجامين باثكيه/ ريم ضوا.