ما الذي شغل بال اللاجئين في ألمانيا وأثار قلقهم عام 2017؟
٣١ ديسمبر ٢٠١٧
بقيت قضية اللاجئين الحدث الأكثر جدلاً في ألمانيا خلال عام 2017، حيث كانت مجال نقاش وتبادل للاتهامات بين المعارضة والحكومة، خاصة خلال الحملات الانتخابية للأحزاب. لكن ما هي أبرز القضايا التي شغلت بال اللاجئين؟
إعلان
خلقت التطورات السياسية داخل ألمانيا نوعاً من القلق بين اللاجئين حول مستقبلهم، ترافق ذلك مع تصريحاتٍ متضاربة للمسؤولين الألمان واقتراحات، استخدمت قضية اللجوء سلاحا لتحقيق مكاسب سياسية. كل هذا انعكس على اللاجئين انفسهم، وزاد قلقهم حول مستقبلهم في بلد اللجوء، مترددين بين خطوة إلى الأمام في حياتهم الجديدة، وخطوتين إلى الوراء لتخوفهم من العودة والترحيل. وفيما يلي نستعرض أبرز المواضيع التي شغلت بال اللاجئين في عام 2017 داخل ألمانيا، وفقاً لعدد الأخبار المتداولة وحتى الإشاعات المنشورة.
أولاً: "لم الشمل"
بقيت هذه القضية تؤرق اللاجئين، خاصة ممن حصلوا على "حماية ثانوية" ولا يحق لهم لم شمل عائلاتهم. وبناءً على ذلك سعى عدد كبير منهم لتقديم طعون في قرارات الحماية الممنوحة لهم أمام المحاكم، لتغيير حالة إقاماتهم القانونية ومنحهم حق اللجوء والتمكن من لم شمل عائلاتهم والعيش مع أسرهم تحت سقف واحد. فيما ينتظر آخرون تغيير القوانين، والبعض الآخر ينتظر أمام السفارات الألمانية في دول مختلفة للحصول على الفيزا واللحاق بعائلاتهم.
ثانياً: "الترحيل"
بدأت القصة تأخذ حيزاً من تفكير اللاجئين خاصة السوريين في ألمانيا، بعد اقتراحات تقدم بها "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، للتنسيق مع النظام السوري من أجل إعادة اللاجئين. وما زاد الطين بلة هو اقتراح ترحيل أصحاب السوابق من السوريين، الأمر الذي أخاف اللاجئين بسبب عدم استقرار الأوضاع في بلدهم. من جانبها وضعت وزارة الداخلية الألمانية حداً للشائعات مع تأكيدها على أنه "لا خطط لترحيل لاجئين إلى سوريا قريباً". فيما استمر ترحيل لاجئين من جنسيات أخرى، ورُفضت طلبات لجوء آخرين بانتظار ترحيلهم.
ثالثاً: "المكافأة المالية للعودة"
من ناحية أخرى رفعت الحكومة الألمانية المكافأة المالية التي كانت مقدمة لتحفيز طالبي اللجوء على العودة الطوعية إلى بلدانهم، من 1800 يورو إلى 2200 يورو، ضمن ما أسمته برنامج "وطنك مستقبلك.. الآن".
هذه المكافأة دفعت بالبعض إلى العودة لكنها لم تقنع الآخرين، وأصبحت مادة للتندر بين اللاجئين، حيث انتشر فيديو لشخص يطلب استشارة شخص آخر بطريقة مضحكة، حول قبول المساعدة المالية والعودة أو البقاء في ألمانيا.
رابعاً: "الزيارات إلى سوريا ومراجعة السفارة"
ربما كانت هذه القصة الأكثر إثارة للقلق لدى اللاجئين داخل ألمانيا عام 2017، إذ انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من القصص حول تلقي لاجئين لرسائل رسمية تفيد بإنهاء إقاماتهم في ألمانيا بسبب قيامهم بزيارة إلى الوطن. وتحدث آخرون عن إنهاء الإقامة بسبب مراجعة السفارة السورية في برلين لإجراء بعض الأوراق الرسمية.
القصص هذه أثارت بلبلة كبيرة، خاصة وأن الذين وصلوا إلى ألمانيا عن طريق "لم الشمل"، كانوا يسافرون بشكل دوري إلى أوطانهم دون معرفة أن ذلك سينهي إقاماتهم قانونيا، في حين لم يصدر رد رسمي يؤكد أو ينفي ذلك. بينما استخدمت بعض الأحزاب هذا الأمر خلال فترة الانتخابات، لتشير إلى أن الدول التي قدم منها اللاجئون أصبحت آمنة.
خامساً: "الكفالة"
هذه القصة أقلقت الألمان الذين كفلوا لاجئين أكثر من اللاجئين أنفسهم، إذ قررت المحكمة الإدارية العليا أنه على الكفلاء الذي استقدموا أشخاصاً بكفالة ثم قام هؤلاء بتقديم لجوء، دفع جميع تكاليف إقامة اللاجئين منذ وصولهم.
ما يعني أن ذلك سيكلفهم مبالغ طائلة، وسيتكفلون باللاجئين حتى يتمكنوا من العمل وعدم الحصول على مساعدات حكومية.
سادساً: "إرهابي.. متحرش"
بقيت صفتا "الإرهاب والتحرش" هاجساً لدى اللاجئين، محاولين منع إلصاقهما بهم. حيث يعمل العديد من اللاجئين على الإسراع في خطوات الاندماج لنفي هاتين الصفتين، اللتين يحاول البعض صبغ اللاجئين بهما بسبب بعض الحوادث الفردية.
كل ذلك رغم تأكيدات الشرطة الألمانية عدة مرات خلال عام 2017 بأن "لاجئين ساعدوها في القبض على إرهابيين بسبب معلومات مفيدة".
هذه كانت أبرز الأمور والقضايا التي شغلت بال اللاجئين وأثارت قلقهم خلال عام 2017. فهل شغلت بالك وأثارت قلقك أنت أيضا، أم أن أمورا أخرى شغلتك أكثر؟
اللاجئون أكبر تحد تواجهه ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية
ندد الرئيس الألماني غاوك والمستشارة ميركل بشدة بأعمال العنف الأخيرة ضد اللاجئين. وتوقعت أوساط حكومية أن يصل عدد اللاجئين 800 ألف شخص هذا العام، وهو الأكبر في تاريخ ألمانيا الحديث. رغم ذلك تحاول ألمانيا مواجهة هذا التحدي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Ujvari
أكدت المستشارة أنغيلا ميركل أنه لن يكون هناك تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين في ألمانيا، وذلك عقب زيارتها لمركز إيواء اللاجئين في مدينة هايدناو بولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا، والذي شهد لعمال شغب قبل أيام من اليمين المتطرف.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
قوبلت زيارة المستشارة ميركل بصيحات استهجان ومظاهرة ضدها وضد اللاجئين في هايدناو. ورفعت إحدى المتظاهرات لوحة كتبت عليها "خائنة الشعب" موجهة اتهامها للمستشارة ميركل، فيما أصيب العديد من رجال الشرطة في المواجهات وأعمال الشغب في المدينة من قبل اليمين المتطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
وزار الرئيس الألماني يواخيم غاوك مركزا آخر لإيواء اللاجئين في برلين. وامتدح غاوك المتطوعين من أجل خدمة اللاجئين قائلا: المتطوعون يريدون إظهار أن هناك ألمانيا براقة تتجلى بسطوع في مواجهة ألمانيا المظلمة، التي نشعر بها عندما نسمع عن هجمات على نزل للاجئين أو حملات معادية للأجانب".
صورة من: Reuters/S. Loos
مئات اللاجئين الجدد في انتظار تقديم طلبات اللجوء في أحد مراكز استقبال اللاجئين الجدد في ألمانيا. وتواجه ألمانيا حاليا أكبر موجة لاجئين في تاريخها الحديث، وتوقعت أوساط رسمية ألمانية أن يصل عدد اللاجئين هذا العام إلى 800 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
العدد الكبير المتزايد للاجئين بدأ يشكل تحديا كبيرا أمام الألمان. وبدأت بعض المدن الألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء مؤقتة للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
اليمين المتطرف استغل مخاوف بعض الناس من تزايد عدد اللاجئين وبدأ ينظم نفسه في مظاهرات واحتجاجات ضد اللاجئين. فيما ازدادت في الأشهر الأخيرة الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين وحرقها في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/ZB/N. Bachmann
حذرت منظمات غير حكومية ألمانية من تنامي عنف اليمين المتطرف وتزايد أعمال العنف والكراهية ضد اللاجئين في العامين الأخيرين، وأشارت الأرقام الرسمية إلى تزايد كبير في هذه الأعمال. فيما دعا وزير العدل الألماني هايكو ماس موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لوقف نشر مشاركات مستخدميه ذات المحتويات اليمينية المتطرفة والمليئة بالكراهية والعداء.
أغلب السياسيين الألمان نددوا بأعمال العنف ضد اللاجئين. فيما وصف نائب المستشارة ميركل، زيغمار غابريل، المعتدين بـ"الأوغاد". ومنذ ذلك الحين يتعرض المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يتزعمه غابريل، لاعتداءات عنصرية.
صورة من: DW/R. Fuchs
تضامن الآلاف من الألمان مع اللاجئين في محنتهم، وتظاهر العديد منهم مرحبين باللاجئين ومنددين بالمظاهرات المضادة التي وصفوها "بالعنصرية". بالإضافة إلى ذلك يعمل آلاف الألمان كمتطوعين دون مقابل مالي في خدمة اللاجئين وفي مختلف المدن.
صورة من: imago/C. Ditsch
نجحت مبادرات ألمانية في كسب الكثير من الشباب اللاجئين إلى سوق التدريب المهني والعمل. فيما يطالب قانون الدراسة الألماني جميع الأطفال تحت سن 16 بالدراسة في المدارس الألمانية إلزاميا ومجانا.
صورة من: DW/C. Röder
لكن أغلب اللاجئين الراغبين في القدوم إلى ألمانيا لا يعرفون تفاصيل أزمة اللجوء في ألمانيا، وأكثر ما يهمهم هو النجاة بحياتهم وعبور البحار والدول وصولا إلى مكان آمن يستقبلهم، كما هو حال هؤلاء اللاجئين بالقرب من جزيرة كوس اليونانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Palacios
لاجئون يدخلون حدود الاتحاد الأوروبي عابرين من صربيا إلى المجر. رغم كل الصعوبات والمشاكل تبقى ألمانيا من أفضل البلدان في الاتحاد الأوروبي في التعامل مع العدد الكبير من اللاجئين. وقد سهلت السلطات الألمانية إجراءات قبول اللاجئين السوريين والعراقيين، فيما تحاول حكومات بعض الدول الأوروبية، كالمجر، وضع الجيش في مواجهة اللاجئين.