ما السرّ وراء بقاء 12 مليار مارك ألماني خارج البنك المركزي؟
٢٦ يونيو ٢٠٢٠
5.8 مليار مارك من الفئة الورقية و6.6 مليار مارك من الفئة المعدنية قيمة الموجودات عملة ألمانية قبل اليورو. أين هي الآن؟ وهل يمني البعض النفس ببيعها بأثمان أكبر من قيمتها عندما تصبح نادرة؟ أم أن لمحترفي الجريمة يداََ ما؟
ويمكن للمرء اليوم تبديل المارك القديم باليورو وبواقع 1.96 يورو لكل مارك، ولكن فقط في البنك المركزي الألماني، وحتى في حال كانت عملة المارك الورقية فيها ضرر. في العام الماضي تم تبديل أكثر من 80 مليون مارك بنظيرتها من اليوروهات.
ويفضل محبو اقتناء التحف الإصدارات التذكارية التي تعود لسنوات ما قبل 1968 كتلك التي صدرت لتكريم الشاعر الألماني فريدريك شيلر والفيلسوف يوهان فيشته.
وترتفع قيمة بعض الماركات المعدنية أو الورقية فوق قيمة سعر التبديل الآنف الذكر. وتتوقف قيمة بعض العملات المعدنية على عدة عوامل منها: سنة السك والمنشأة التي قامت بالسك، والكمية المتبقية من تلك الفئة. أما بالنسبة للماركات الورقية فإن خطأ ما في ورقة المارك يرفع ثمنها عند مقتني التحف والعملات النادرة.
خ.س/م.س
المخبأ السري القديم لاحتياطي البنك الاتحادي الألماني
خلال الحرب الباردة، عمد البنك الاتحادي الألماني إلى وضع أوراق نقدية احتياطية بقيمة 15 مليار مارك في مخبأ سري. هذا المخبأ، الذي لم يكن يعلم بوجوده حتى من كان يسكن بجواره تحول اليوم إلى متحف خاص مفتوح لجميع الزائرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/T.Frey
في أوج الحرب الباردة في بداية ستينيات القرن الماضي، قرر البنك الاتحادي الألماني إنشاء مخزن سري يحفظ فيه احتياطاته المالية حتى تكون في مأمن من هجمات الخصوم. وقع الاختيار على بقعة أرض بلغت مساحتها 9000 متر مربع في حي سكني بمدينة كوخم بالقرب من نهر موزيل غرب المانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/T.Frey
اتُخذ المنزل الذي شيد فوق المخزن كـ"مركز تدريب" لتأهيل موظفي البنك الاتحادي. ولم يكن أحد من الموظفين القلائل الذي كانوا يعملون في الطابق العلوي يعلم بما يوجد في القبو. وبلغت مساحة الخزانة تحت الارض 1500 مترا مربعا، وييستقر المخزن الكونكريتي المسلح على عمق 30 مترا تحت سطح الأرض .
صورة من: picture-alliance/dpa/T.Frey
السترات الواقية والأقنعة الواقية من الغازات السامة كانت حاضرة لحماية طاقم المخبأ في حال وقوع هجوم نووي أو أي خطر مشابه. كما كانت هناك غرفة تضم بعض المعدات لقياس حجم الإشعاعات وتطهير المكان بالماء.
صورة من: picture-alliance/dpa/T.Frey
القبو لم يكن مخبأ سريا لحفظ الاحتياطات المالية فحسب، بل كان بالإمكان استخدامه كمكان لاختباء 175 شخصاً في حال وقوع هجوم نووي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T.Frey
هذه الغرفة كانت تتيح لطاقم المخبأ الاتصال بالعالم الخارجي من خلال 4 أجهزة تلفون وجهازين لارسال التلغراف، بالإضافة إلى خط مباشر ساخن يربط المخبأ بوزارة الداخلية. وهي تسهيلات اسطورية بمقاييس ذلك الزمن.
صورة من: picture-alliance/dpa/T.Frey
وراء هذا الباب الحديدي كان البنك الاتحادي يخفي احتياطاته النقدية في الخزانة السرية. مراقبو البنك وحدهم كانوا يعرفون الأرقام السرية لفتحه. وبالفعل كان هذا الباب يفتح بشكل منتظم لحساب الأموال المخبأة. المفاتيح القليلة المكملة لارقام الفتح السرية لم تكن تحفظ في المبنى الملحق بالخزانة السرية، بل كانت موجودة في البنك الاتحادي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T.Frey
الأوراق النقدية المخبأة وقيمتها 15 مليار مارك الماني كانت بمثابة أوراق مالية احتياطية جاهزة للضخ الى الاسواق والمصارف إذا ما حاولت قوة خارجية زعزعة الاستقرار المالي لألمانيا الغربية آنذاك من خلال إصدار أوراق مالية مزورة. لكن هذا السيناريو ظل بعيدا عن الواقع. بعد انتهاء اخطار الحرب الباردة، اتلفت الاوراق النقدية المخزونة، ولم تبق منها سوى بضع اوراق حفظت كوثائق تاريخية.
صورة من: picture-alliance/dpa/T.Frey
اشترى الزوجان بيترا ومانفريد رويتر عام 2014 بقعة الأرض التي تضم الخزنة السرية والمباني التي بنيت فوقها . وينوي الزوجان تحويل المكان الي فندق لاستقبال السياح الوافدين الى بلدة كوخم الواقعة على نهر موزيل، الفندق ومنشآته سيتيح للزائرين زيارة الخزنة الكونكريتية المخبأة في قبوه
صورة من: picture-alliance/dpa/T.Frey
أُدرج هذا المخبأ ضمن لائحة البنايات الأثرية المحمية التي تتميز بها بلدة كوخم، ومن بينها المدينة القديمة التي تعود للقرون الوسطى وقلعة البلدة.