ما العمل أمام الريال؟.. بايرن تعلق الآمال على ليفاندوفسكي
صلاح شرارة
١٧ أبريل ٢٠١٧
ليفاندوفسكي واحد من أفضل قلب الهجوم في العالم. فهو يتصدر حاليا قائمة الهدافين في الدوري، وجاءت خسارة بايرن في مباراة الريال في دوري الأبطال عندما كان غائبا، والحديث الآن عن "جاهزيته" لمباراة العودة، فما هو المنتظر منه؟
إعلان
قبل يوم من مباراة العودة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد وضيفه بايرن ميونيخ صرح المهاجم البولندي روبيرت ليفاندوفسكي لمجلة "شبورت بيلد" الألمانية أنه جاهز لتلك المباراة المصيرية وقال: "أنا سليم (بدنيا)". وتدرب ليفاندوفسكي أمس الأحد مع الفريق لأول مرة منذ إصابته قبل أسبوع. ويتمنى كارل-هاينز رومينيغه، رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ، أن يلحق بالمباراة أيضا المدافعان المصابان ماتس هوميلس وجيروم بواتينغ. فالبافاري خسر في مباراة الذهاب على أرضه 1-2 ويريد التعويض في برنابيو.
غاب ليفاندوفسكي عن مباراة الذهاب فغابت فعالية بايرن الهجومية أمام ريال مدريد، ويضع الفريق البافاري الآن أمالا عريضة على عودة ليفاندوفسكي في مباراة العودة (مساء الثلاثاء 18 أبريل/ نيسان) فهو متصدر هدافي الدوري الألماني حاليا مع أوباميانغ برصيد 26 هدفا لكل واحد منهما. فهل ستشكل عودته أمام الريال إنقاذا لبايرن من ورطته؟ "كلا"، عودة ليفاندوفسكي لن تجدي شيئا، حسب بيير فينكلر، المحرر بموقع "فوكوس" أونلاين الألماني.
ليفاندوفسكيقناص ولاشك
أرقام ليفاندوفسكي (28 عاما) تؤكد أنه لاعب قناص من طراز فريد. ففي أربعة مواسم مع دورتموند (2010-2014) سجل 103 أهداف، وبعد رحيله إلى بايرن في صفقة انتقال حر عام 2014 وحتى الآن، أي منذ حوالي ثلاثة مواسم سجل 105 أهداف، كما إنه فاز بلقب هداف الدوري الألماني مرتين 2014 و2016 ويتنافس بشراسة مع الغابوني بيير-إمريك أوباميانغ على لقب الهداف في الموسم الجاري. كما إنه كان مع منتخب بلاده هداف التصفيات الأوروبية المؤهلة ليورو 2016. وفي الموسم الحالي أيضا جاء قبل حوالي شهر في الرتبة العاشرة كأفضل هداف في أوروبا هذا الموسم في قائمة لمجلة شبورت بيلد الألمانية.
واقتداءا بميسي ورونالدو، بدأ ليفاندوفسكي يسجل بجدارة في الدوري الألماني من الركلات الثابتة بعدما بدأ يتدرب عليها هذا الموسم بكثافة. إنه ماكينة أهداف في الدوري سجل ثلاثة أهداف أمام أوغسبورغ ومثلها أمام هامبورغ وبريمن، واثنين أمام فريقه السابق دورتموند، وأنقذ بايرن أكثر من مرة سواء بتسجيله التعادل أو الفوز في الدقائق الأخيرة من المباريات، كما حدث في مباراتي فرايبورغ وهيرتا برلين.
ليس مثل رونالدو
عام 2012 خسر بايرن ميونيخ على أرضه نهائي دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي بركلات الترجيح، ويومها قال أولي هونيس، رئيس النادي الحالي عن ماريو غوميز، رأس حربة بايرن آنذاك "ماريو غوميز مهاجم جيد وليس جيدا جدا، فلو كان جيدا جدا، لكنا الفائز الآن بدوري الأبطال." وقد اعتذر هونيس عن مقولته الجائرة، لكن غوميز رحل بعدها عن الفريق.
"سأقول بنفس القدر من الجور إنه لو كان ليفاندوفسكي جيدا جدا لأحرز بايرن في العامين الأخيرين أكبر لقب أوروبي لمرة واحدة على الأقل"، حسب بيير فينكلر المحرر بموقع فوكوس أونلاين والذي أضاف: "عندما تصبح الأمور جادة في الربيع لا يسجل ليفاندوفسكي الأهداف المأمولة."
ويوضح فينكلر أن الإحصائيات في دوري الأبطال ليست في صالح ليفاندوفسكي، رغم أنه سجل في نصف نهائي عام 2013 رباعية "هاتريك" في مرمى ريال مدريد، وهو رقم قياسي في تاريخ دوري أبطال أوروبا، وصعد بدورتموند للنهائي الذي خسره أمام بايرن. أما بقميص البافاري فإنه لم يتخط ربع النهائي.
خاض ليفاندوفسكي مع بايرن 8 مباريات في ربع نهائي أبطال أوروبا ولم يسجل في 5 مباريات منها، خاصة في المباريات خارج ملعب بايرن. وفي المقابل فإن كريستيانو رونالدو، الذي تراجع مستواه هذا الموسم، يتألق عندما يتعلق الأمر بلقب دوري الأبطال، حيث سجل هدفي فريقه في مرمى بايرن في مباراة الذهاب. "ولذلك ينبغي على بايرن ألا يعلق آمالا كبيرة على عودة ليفاندوفسكي"، كما يعتقد بيير فينكلر، المحرر بموقع فوكوس.
في صور- أندية ألمانية ومواجهات لاتُنسى مع ريال مدريد
من جديد يواجه بايرن ميونيخ فريق ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. وسبق أن واجهت أندية ألمانية عديدة البطل التاريخي لأوروبا. ودخلت بعض المقابلات سجل التاريخ، وغالبيتها كانت تزخر بالأهداف، وجميعها كانت بنكهة خاصة.
صورة من: AP
سقوط مرمى مدريد
في الأول من أبريل/ نيسان 1998 وقبل انطلاق صافرة مقابلة الذهاب في نصف نهائي البطولة الأوروبية بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند، تسلق مشجعون إسبان السياج وأسقطوه مع المرمى المثبت به. واستمر الوقت طويلا إلى حين استبدال المرمى. وانطلقت المباراة بعد تأخير دام 76 دقيقة، وانهزم دورتموند حينها باثنين لصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليفاندوفسكي يسجل أربعة أهداف
في نصف نهائي نسخة 2012/2013 تحسن المستوى الكروي بالنسبة لبروسيا دورتموند، فتوالت الأهداف على ملعبة. وبأربعة أهداف هزم دورتموند "الملكيين" في مقابلة الذهاب في أبريل/ نيسان 2013. وفي كل مرة كان الهداف هو روبرت ليفاندوفسكي. وفي مقابلة الإياب انتصر ريال بهدفين لصفر، لكن دورتموند تأهل لمقابلة بايرن ميونيخ في النهائي.
صورة من: Reuters
شفاينشتايغر يحتفظ بأعصاب هادئة
مواجهات ساخنة جمعت بين بايرن والريال: في 2012 انتقل الفريقان في نصف النهائي إلى لعب ركلات الترجيح. وبعدما رفضت الكرة دخول الشباك في خمس من بين الركلات الثماني الأولى، أحرز قائد فريق بايرن شفايشتايغر الركلة الحاسمة ليفوز البافاري 3-1 ويصعد إلى النهائي، الذي خسره بعد بضعة أسابيع أمام تشيلسي بضربات الترجيح أيضا.
صورة من: AP
أنيلكا في تألق انفرادي
هزيمة مريرة سُجلت قبل اثني عشر عاما كذلك في النصف النهائي: البافاريون أرادوا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام مانشستر يونايتد في الموسم السابق، الظفر بلقب البطولة. لكن ريال وضع حدا لهذه الأحلام بشخص الفرنسي نيكولا أنيلكا، الذي كان هدفه حاسما في مقابلة الإياب التي انتهت بهدفين لواحد لصالح الإسبان.
صورة من: Getty Images/AFP/Ch. Simon
انتقام ينس جرميس
إلى جانب أنيلكا في مايو 2000 سُجل اسم ينس جرميس في قائمة الهدافين. لاعب الوسط أخطأ بتسديد هدف في مرمى فريقه. وبعد سنة نجده ينتقم: في نصف النهائي قابل بايرن الريال. وفي مقابلة الإياب سجل جرميس الهدف الحاسم في المقابلة التي انتهت بهدفين مقابل واحد. البافاريون يصلون إلى النهائي ويفوزون بالبطولة الأوروبية على حساب فالنسيا الإسباني.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S. Behne
مواجهة بارزة في ملعب بيرنابيو
مقابلة لا تُنسى جمعت بين بايرن وريال مدريد في عام 1987. كلاوس أوغنتالر يسجل هدفا في شباكه خطأ، ويغادر الملعب مبكرا بعد تلقيه البطاقة الحمراء. كما تطايرت أشياء أخرى، بينها قضيب حديدي ومطواة كادت أن تصيب حارس مرمى بايرن جان ماري بفاف. بايرن خسر المقابلة بصفر لواحد، لكنه تأهل بعد ذلك بفضل الفوز، الذي حققه في الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الهداف مولر يتلقى لكمات
اللاعب غيرد مولر يحسم ميزان القوة في الكأس الأوروبية لصالح البافاريين. في 1976 سجل في مقابلة الإياب في نصف النهائي هدفي النصر. وكأنه يرد بذلك على ما وقع ضده في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 1-1، حيث اقتحم مشجع للريال الملعب ووجه لكمات له وللحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تسديدة زيدان
الجميع كان يترقب صافرة الاستراحة في نهائي البطولة الأوروبية عام 2002 بين مدريد وليفركوزن. إلا أن زين الدين زيدان تلقى كرة في منطقة العمليات ليسددها في الشباك ويحرز هدف الانتصار. وحاول لاعبو ليفركوزن بعد الاستراحة تدارك الموقف لكن النتيجة انتهت 2-1 للريال. ليحل ليفركوزن ثانيا أوروبيا مثلما فعل في الدوري والكأس الألمانيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نظرة من زاوية خاصة
فريق مونشنغلادباخ مر تقريبا فقط بتجارب مريرة مع ريال. في مارس 1976 واجه غلادباخ الفريق الملكي في ربع نهائي الأندية أبطال الدوري. وبعد تعادل بهدفين لمثلهما في الذهاب بألمانيا، لعب حكم مقابلة الإياب، الهولندي ليو فان دير كروفت، دورا حاسما. حيث إنه لم يحتسب هدفين صحيحين لمونشنغلادباخ وانتهت المقابلة بالتعادل بهدف لمثله، ليخرج غلادباخ من السباق.
صورة من: Imago/S. Simon
الفوز بخمسة أهداف ليس كافيا
بوروسيا مونشنغلادباخ نجح في إحراز خمسة أهداف مقابل واحد في ذهاب ثمن النهائي بكأس الاتحاد الأوروبي 1985. لكن الأمل بتحقيق مفاجأة اندثر بالنسبة إلى المدرب يوب هاينكس وفريقه في ملعب بيرنابيو، حيث سجل "الملكيون" أربعة أهداف لصفر وتأهلوا في آخر المطاف إلى النهائي.
صورة من: picture-alliance/EFE/EFE
حمل ثقيل
وفي النهائي قابل ريال فريقا من الدوري الألماني، إنه فريق كولونيا، الذي سيطر على مجريات لقاء الإياب أمام جمهوره وانتصر بهدفين لصفر. لكن الوقت كان متأخرا للحلم جديا بأول لقب أوروبي. حيث إن كولونيا خسر مباراة الذهاب بـ1-5 بعدما كان متقدما بهدف لصفر. وبهذا يبقى الفوز في مقابلة الإياب مجرد عملية تجميل.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهرجان أهداف في كايزرسلاوترن
بعد هزيمة في الذهاب بثلاثة لواحد في مدريد، الوضع لم يكن إيجابيا بالنسبة إلى كايزرسلاوترن في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1982. لكن في مقابلة الإياب تمكن اللاعب فريدهيلم فونكل من تسجيل هدفين في الشوط الأول. وبعد فترة الاستراحة استمر مهرجان الأهداف ليفوز كايزرسلاوترن في النهاية بخمسة أهداف لصفر، ويعود كاماتشو وشتيليكه وزملاؤهم إلى مدريد يملأهم الخجل.
صورة من: picture-alliance/Jörg Schmitt
فارق كبير في الأداء
أينتراخت فرانكفورت لم تكن أمامه أية فرصة في 1960 في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة. فريق فرانكفورت سجل فعلا أمام 128 ألف متفرج ثلاثة أهداف، لكن ريال سجل سبعة. لم يكن هناك فريق ألماني في نفس مستوى الفريق الإسباني. والمقابلة تُعد إلى يومنا هذا إحدى أجمل المقابلات في تاريخ الكرة. الكاتب: أندرياس شتن-زيمونس/ م.أ.م