بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الأمريكية وفوز ترامب بالرئاسة كانت الصدمة قوية لدى المواطنين في ألمانيا. ويبدو أن الأحزاب في ألمانيا تستفيد من حدث فوز ترامب، حيث يتوافد العديد من الناس على الأحزاب الألمانية للانخراط بها.
إعلان
مثلَ العديد من المواطنين الألمان، قضت الصحفية ماريكي غرابيل من بلدة هالترن بولاية شمال الراين فيستفاليا ليلة الانتخابات الرئاسية الامريكية (بين 8 و 9 نوفمبر ) أمام شاشة التلفزيون. في الصباح اغتسلت في الحمام وقررت أن تصبح ناشطة في العمل السياسي: سأنخرط الآن في الحزب الديمقراطي الاشتراكي. "لم أعرف كيف أشرح لأطفالي عند طعام الفطور ما حدث في تلك الليلة. كان علي أن أعترف لهم بانتخاب رجل لمنصب رئيس الولايات المتحدة، ولكن لايمكن اعتباره مثالا يقتدي به الشباب و لا يتسم بصفات الاحسان والخير."
في أوقات سابقة اعتبرت هذه السيدة مرارا أن الوقت قد حان للقيام بأنشطة سياسية داخل الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وجاء انتخاب الملياردير ترامب كمناسبة لتطبيق هذه الرغبة. "أعرف العديد من الناس في الولايات المتحدة. وهي بلاد خلابة. والآن تحدث هذه الصدمة!" في الماضي أيضا كانت ماريكي غرابيل تساهم في أنشطة سياسية واجتماعية، مثلا في مساعدة اللاجئين في المنطقة التي تسكنها وبالمدرسة التي تدرس فيها بنتها، وذلك من خلال وسائل الاعلام الاجتماعية والدفاع عن اللاجئين ومحاولة الدخول في تواصل مع الذين لهم أفكار مختلفة. "إن ذلك أمر متعب ويتلاشى سريعا".
انخراط العشرات خلال ساعات قليلة
العديد من المواطنين الألمان يفكرون أيضا مثل السيدة ماريكي غرابيل. منذ انتخاب ترامب تم عبر الموقع الإيلكتروني للحزب الديمقراطي الاشتراكي فقط تسجيل حوالي 1300 شخص إسم جديد لعضوية الحزب، كما يصرح بنيامين سافرت، نائب المتحدث باسم هذا الحزب في لقاء له مع DW وأضاف: "فقط بين الساعة الرابعة والتاسعة صباحا من يوم الأربعاء كان عدد الأعضاء الجدد 70 شخصا" . جميع هؤلا قضوا ليلة الانتخابات الامريكية أمام شاشة التلفزيون لمعرفة نتائجها والتي انتهت بفوز ترامب.
ارتفاع عدد الأعضاء رغم أزمة الأحزاب
في الأيام العادية يكون عدد الأعضاء الجدد الذين ينخرطون في الحزب حوالي ألف شخص في الشهر. ويتم ذلك من خلال شبكة الانترنت أو عبر الهاتف أو مباشرة من خلال الذهاب إلى مكتب الحزب في المنطقة التي يقطنها العضو الجديد. ويشكل عدد الذين يسجلون عضويتهم عبر الانترنيت نسبة 40 حتى 50 بالمائة. وبذلك يتراوح عدد الذين أصبحوا أعضاء في الحزب الديمقراطي الاشتراكي خلال شهر نوفمبر بين 2500 و 3000 شخص. وشهر نوفمبر لم ينته بعد.
ويأتي ذلك في وقت تشتكي فيها الأحزاب من تراجع عدد أعضائها بما في ذلك الحزب الديمقراطي الاشتراكي. ووجدت دراسة صدرت في الصيف الماضي للباحث في الدراسات السياسية أوسكار نيدرماير أن الحزب الديمقراطي الاشتراكي فقد العديد من أعضائه من مختلف الشرائح على صعيد جمهورية ألمانيا. ومن بين مليون منخرط كانوا بالحزب في عهد فيلي براند لم يعد هناك الآن إلا 443.000 عضوا في هذا الحزب.
تأثير ترامب على أحزاب اليسار
بعد الانتخابات الأمريكية توصل حزب الخضر يوم الاعلان عن النتائج بطلب عضوية 114 شخصا. وكان عدد الأعضاء الجدد خلال الأربعة أيام التي تلت 145 شخصا. وهو عدد كبير بالمقارنة مع الماضي. وتعتبر رئاسة الحزب في برلين أنه إضافة إلى فوز ترامب فقد ساهم الجمع العام للحزب الذي انعقد في نهاية الاسبوع بعد الانتخابات في هذا التطور الإيجابي في عدد المنخرطين الجدد.
أما بالنسبة لحزب اليسار فقط أعلن نائب المتحدث باسم الحزب أنه تم تسجيل 314 عضوا جديدا في حزبه خلال الاسبوع الذي تم فيه انتخاب ترامب للرئاسة. "إن ذلك يعني حصول زيادة بنسبة أربعة أضعاف والنصف". كما دعا اليساريون عبر مواقع التواصل الاجتماعية إلى الانخراط في حزب اليسار "بسبب ترامب وحزب البديل من أجل ألمانيا و لو بين" وخلال ذلك اليوم تم تسجيل 111 عضوا جديد في حزب اليسار.
لا تأثير لفوز ترامب على الحزب الديمقراطي المسيحي
يختلف الأمر بالنسبة للحزب الديمقراطي المسيحي. فقد أعلن مقر الحزب في برلين أن فوز دونالد ترامب لم يزد في أعداد الأعضاء المخرطين داخل الحزب. كما إن إحصاءات المنخرطين الجدد في الحزب على الصعيد المحلي تحتاج إلى بعض الأسابيع حتى يمكن تقييمها في المقر الرئيسي للحزب. وقد يكون عدد هؤلاء الأعضاء الجدد أكبر من عدد الذي انخرطوا في الحزب الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا" خلال الانتخابات على صعيد الولايات في بادنفورتمبرغ وولاية الراين بفالس وولاية ساكسونيا أنهالت.
تورو يانس/ ع.ع
ترامب- مادة دسمة للرسوم الكاريكاتيرية
السخرية هي سلاح رسامي الكاريكاتير المسلط على الجميع. في جولتنا المصورة نعرفكم على ردود فعل بعض رسامي الكاريكاتير في شتى أنحاء العالم على فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Cortez
حائط مكسيكي لترامب
رداً على مشروع ترامب لبناء جدار يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة دعا رسام الكاريكاتير المكسيكي آرتورو كيمكس بإقامة معرض للرسومات الكاريكاترية في متحف مدينة مكسيكو. وحصل رئيس اتحاد أمريكا اللاتينية لرسامي الصور الكاريكاتيرية على رسومات من مئات الفنانين الذين أرادوا المشاركة في هذا المعرض. ويعلق كيمكس قائلا إن "طبيعية الشخصية الهزلية التلقائية" لترامب سهلت عمل رسامي الكاريكاتير.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Cortez
معرض متنقل
المعرض الذي يحمل اسم "ترامب: حائط كاريكاتوري" في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويتألف المعرض من رسومات تعكس وجهة نظر المكسيكين وكيفية رؤيتهم لمستقبل الرئيس الأمريكي المنتخب، كما ساهم في المعرض أيضاً رسامون أوروبيون، وأشار كثير من الفنانين في أعمالهم إلى الحقبة النازية. سيستمر المعرض حتى نهاية عام 2016، ثم ينتقل إلى مدن أخرى بعضها في الولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Cortez
نظرة ترامب للمرأة
يشبه مصمم الأزياء الألماني كارل لاغرفيلد نظرة ترامب السياسية إلى المرأة "بنظرة تاجر الأحصنة إلى الخيول". ويقول: "الشخصية المرسومة باللون الداكن والتي تقف في وسط الصورة تمثل السيدة فراوكه بيتري زعيمة الحزب اليميني "البديل من أجل ألمانيا" والغريب أن السيدة بيتري اعتبرت هذه الصورة في غاية الطرافة، لا بل وكانت أسعد حالاً عندما فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Frankfurter Allgemeine Magazin
شعر الرئيس المنتخب
أمسى شعر ترامب مصدر سخرية غني، فمنذ أشهر ظهر فيديو عن " باروكات شعر ترامب السرية"، والذي أطلقته محطة تلفزيون نرويجية، وأنهت الفيديو بتوضيح أن هذا ليس سوى "حقل نرويجي من القش الأصفر". أما رسام الكاريكاتير مارك نايت، فقد أوحى له شعر ترامب بفكرة كاريكاتير ولعب بالكلمات، فقد وجد شعر ترامب مناسباً لتغطية قمرة طائرة الرئاسة الأمريكية، وأطلق عليها "هير فورس" بدلاً من "إيرفورس".
صورة من: Twitter/@Knightcartoons
وجهة نظر إفريقية
يقول رسام الكاريكاتير النيجيري السيد عبد الكريم بابا أمينو- وهو من أشهر رسامي الكاريكاتير والصحفيين والناقدين في بلده: "نظراً إلى الكراهية الشديدة التي يَكِنها دونالد ترامب للسود في أمريكا فإننا سنُغادر أمريكا، عندئذٍ سيكون باستطاعة ترامب أن يفعل ما يحلو وما يطيب له في البلاد.
صورة من: DW/Abdulkareem Baba Aminu
تمثال الحرية "يطلب اللجوء"
يبدو تمثال الحرية وقد تملكه الذعر ويبحث عن "ملجأ"، فهو يقرع باب الجارة كندا طلباً للجوء والأمان. الفنان إيجريك لجأ لهذا الرمز الأمريكي في العديد من الرسومات المناوئة لترامب. يمكن الاطلاع على بقية أعماله من خلال حسابه على تويتر @ygreck.
صورة من: Twitter/@ygreck
أي شخص يمكن أن يصبح رئيسًاً
رسم الفنان البلجيكي ليكتر @lectr الكثير من الرسوم الكاريكاتيرية المتعلقة بترامب، وتظهر هذه اللوحة الكاريكاتيرية كيف تغيرت الفكرة التي تقول إن "بإمكان أي مواطن أمريكي أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية" من مصدر فرح لتصبح مصدراً لليأس.
صورة من: Twitter/@lectrr
صدمة إسبانية
تعود هذه الصورة المرسومة على حائط في برشلونه والتي تمثل ترامب واللعاب يسيل من فمه إلى صيف عام 2016. إسبانيا أيضاً أصابتها الصدمة من الفوز غير المتوقع لمرشح الحزب الجمهوري ترامب بمنصب الرئاسة. وعلقت صحيفة البايس على فوزه قائلة: "إن الصعود المذهل لرجل الأعمال النيويوركي ووصوله إلى منصب الرئاسة أصاب نصف سكان المعمورة بالذهول".
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
انتقادات قبل الترشح
كومة من المخلفات البشرية يُحيطُ بها الذباب من جميع الجوانب، تلك هي كانت رؤية رسام الكاريكاتير هنكسي لمرشح الرئاسة دونالد ترامب قبيل تزكيته من قبل الحزب الجمهوري. رُسِمت هذه اللوحة في شهر أغسطس/ آب 2015 على جدار يقع في شارع مشهور بالتسوق على الجهة الشرقية من مدينة نيويورك.
صورة من: picture-alliance/abaca/Van Tine Dennis
وعود ترامب
يعتبر الرسام الكيني غادو واحداً من أشهر رسامي الكاريكاتير في إفريقيا، وقد حصلت DW على بعض صوره الكاريكاتيرية المتعلقة بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وتتضمن وعداً قطعه ترامب على نفسه وعلى الناخبين مفاده: "أتعهد بالمحافظة على إرث الديانة المسيحية"، بالمقابل يظهر ترامب وهو يقوم بصلب أحد المسلمين مستخدماً الصليب كرمز للديانة المسيحية.