دراسة جديدة: كيف تعزز مشاهدة فيلم عن "قصة إنسانية" لرجل محكوم بالإعدام أُدين خطأً التعاطف مع السجناء وتدعم إصلاحات العدالة الجنائية في الولايات المتحدة؟ اكتشف تأثير القصة السينمائية على مفاهيم العدالة.
إعلان
منذ ظهور أولى الصور المتحركة في تسعينيات القرن التاسع عشر، لعبت السينما دورًا مهمًا في تغيير تصورات الناس وتوجيه بوصلتهم الأخلاقية. واليوم، لا يزال الفيلم وسيلة قوية للتأثير على المواقف الاجتماعية والسياسية.
أظهرت دراسة حديثة، نُشرت في 21 أكتوبر في مجلة PNAS، أن مشاهدة دراما وثائقية تسلط الضوء على رجل حُكم عليه بالإعدام ، قد زادت من تعاطف الجمهور مع السجناء ودعمت الدعوات لإصلاحات في نظام العدالة الجنائية الأمريكي.
قالت ماريان ريدان، عالمة الإدراك في جامعة ستانفورد والمشاركة في الدراسة، إن "دراستنا تشير إلى أن الفيلم جعل المشاركين إما أكثر استعدادًا أو أكثر قدرة على فهم إنسان آخر، على الرغم من الوصمات الاجتماعية المفروضة عليهم".
وأضافت أن هذا التأثير ليس مجرد شعور مؤقت، بل يمثل مهارة اجتماعية مكتسبة يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على مواقف الأفراد تجاه الآخرين.
إعلان
الفيلم الوثائقي "الرحمة العادلة" يعزز التعاطف مع السجناء
في عام 1986، تم القبض على والتر ماكميليان، رجل أسود يبلغ من العمر 45 عامًا ويعمل في قطع الأشجار في ولاية ألاباما، بتهمة القتل. ورغم براءته - إذ كان حاضرًا في تجمع عائلي وقت وقوع الجريمة ، أُدين بناءً على شهادات كاذبة من شهود عيان.
أمضى ماكميليان ست سنوات في انتظار تنفيذ حكم الإعدام قبل أن تُلغى إدانته من قِبل المحكمة.
تحولت هذه القصة الحقيقية إلى فيلم سيرة ذاتية بعنوان "Just Mercy"، الذي صدر في عام 2019، ويضم الحائز على جائزة الأوسكار جيمي فوكس في دور ماكميليان.
أظهرت دراسة حديثة أن مشاهدة فيلم "Just Mercy" أدت إلى زيادة درجات التعاطف بين المشاركين تجاه الرجال المحتجزين. وقد وُجد أن هذا التأثير شمل المشاركين من جميع الأطياف السياسية، سواء اليسارية أو اليمينية.
وجد الباحثون أيضًا أن الأشخاص الذين شاهدوا فيلم "Just Mercy" كانوا أكثر احتمالًا بنسبة 7.7% من المشاركين في المجموعة الضابطة للتوقيع على عريضة تدعم إصلاح العدالة الجنائية.
يعكس هذا التأثير قدرة الأفلام على تغيير المواقف وتعزيز التعاطف في قضايا العدالة الاجتماعية.
كيف يمكن أن تسهم السينما في تعزيز الاستقطاب بين الأفراد؟
قال خوسيه كاناس باجو، الباحث في العلوم المعرفية ودراسات الأفلام في جامعة جيفاسكيلا في فنلندا، والذي لم يشارك في الدراسة إن حداثة هذه الدراسة تكمن في كيفية تحديد تأثير الأفلام على تصورات المشاهدين وسلوكياتهم، وخاصة كيف يمكن لفيلم مثل "Just Mercy" أن يعمل كدعوة إلى العمل.
وقالت باجو أن صناع الأفلام يدركون أن الفيلم يمثل مساحة آمنةحيث يمكن للمشاهدين تجربة مشاعر لا يشعرون بها عادةً. ولهذا السبب، أن صناع الأفلام يتحملون مسؤولية تجاه مشاهديهم عند سرد القصص.
واضاف أن في هذه الدراسة، استخدم صناع فيلم "Just Mercy" مهاراتهم للتأثير على تعاطف المشاهدين تجاه رجل مسجون بتهمة ارتكاب جريمة لم يرتكبها.
وقد تم استخدام الفيلم كأداة للتغيير الاجتماعي في نظام العدالة الجنائية.
كم من الوقت يستمر التعاطف بعد مشاهدة الأفلام؟
قالت ريدان إن فريقها يجري حاليًا دراسة جديدة حول استمرارية هذه التأثيرات على مدى ثلاثة أشهر. وأضافت: "تشير الأدلة الأولية إلى أن بعض هذه التأثيرات قد تستمر لما لا يقل عن ثلاثة أشهر. كما نقوم بجمع بيانات التصوير العصبي لفهم كيفية تأثير الفيلم على المعالجة التعاطفية في الدماغ."
ومع ذلك، أشار باجو إلى أن التحدي يكمن في عزل تأثير فيلم واحد. فعندما نشاهد فيلمًا، نقارنه دائمًا بذكرياتنا وأفلام أخرى قد شاهدناها. لا يشترط أن تكون الأفلام من نفس المخرج لتتصل ببعضها عاطفيًا؛ هذا الربط يحدث في أذهان المشاهدين.
واختتمت ريدان بقولها: "لهذا السبب، يجب أن نكون حذرين بشأن نوع الوسائط التي نستهلكها."
أعدته للعربية: ندي فاروق
تسع روايات ألمانية تحولت إلى أفلام سينمائية رائعة
بعد النجاح الذي حققه تحويل رواية العطر إلى فيلم سينمائي، تجري حالياً الاستعدادات لتحويلها إلى مسلسل تلفزيوني. في جولتنا المصورة سنتعرف على مجموعة روايات ألفها كُتاب ألمان وغدت من أكثر الأفلام السينمائية نجاحاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
رواية العطر - قصة قاتل
الفيلم الألماني "العطر" هو من أفلام الإثارة، أنتِجَ عام 2006 وهو من إخراج توم تايكور، ومن بطولة بن ويشا، وآلان ريكمان، وريتشيل هيرد وود، وداستين هوفمان. الفيلم مقتبس عن رواية العطر من تأليف باتريك ساوسكيد، صدرت عام 1985. تدور أحداث الفيلم حول جان باتيست غرونوي الذي يمتلك حاسة شم خارقة يسعى لتركيب العطر الأكثر كمالاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
Das Boot القارب
يقول النقاد إن فيلم "الغواصة الصغيرة " (القارب) هو: "واحد من أعظم الأفلام الحربية التي أنتجت". والفيلم من إخراج فولفغانغ بيترسين 1981، ويُجَسد رواية الكاتب لوتر-غونتر بوخهايم، ويتناول أحداث الرواية التي جرت خلال الحرب العالمية الثانية. الفيلم كان بمثابة إنجاز كبير لكل من المخرج بيترسين ولهوليوود في آنٍ معاً. رُشِحَ لنيل ست جوائز أوسكار، كما رُشَح لنيل جائزة غولدن غلوب، و جائزة بافتا.
صورة من: picture alliance/dpa
رواية طبل الصفيح
حصلت رواية "طبل الصفيح" للروائي الألماني غونتر غراس في عام 1959 على جائزة نوبل للآداب. وفي عام 1979 أعدت الرواية لإنتاجها كفيلم من بطولة ديفيد بينيت. فاز الفيلم بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لعام 1979، كما فاز بجائزة الأوسكار في عام 1980. وكان فيلم المخرج الألماني فولكر تشلوندورف هو أول فيلم ألماني يحصل على جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي.
صورة من: Imago/AGD
رواية "انظر من الذي عاد"
رواية انظر من الذي عاد أصدرها الكاتب تيمور فيرميس في عام 2012 ، وصعدت الرواية إلى ذروة قائمة الروايات الأكثر رواجاً في ألمانيا، وبِيعَ منها قرابة 2.3 مليون نسخة، وفاز الفيلم الذي يحمل عنوان الرواية بجائزة "سيفيس" السينمائية الأوروبية عن أفضل فيلم، كما تمَ ترشيح الفيلم لنيل عدة جوائز سينمائية. أخرج الفيلم المخرج ديفيد وينديت في عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/Constantin Film Verleih GmbH
رواية "عندما تتلاشى الأضواء"
صدر فيلم عندما تتلاشى الأضواء، المأخوذ عن رواية من تأليف الكاتب الألماني أويغن روغه في 2017. يحكي الفيلم قصة عائلة كانت تعيش في ألمانيا الشرقية خلال فترة الأيام الأخيرة لنظام ألمانية الشرقية، يتضمن الفيلم، الذي أخرجه ماتي غشونك، سخرية وقدراً لابأس به من المعاناة المأساوية.
صورة من: X-Verleih/H. Hubach
رواية "شرف كاتارينا بلوم الضائع"
في عام 1975، وقبل عامين على بدء تَصَدرِ اليساريين المتمردين من فصيل الجيش الأحمر لعناوين الصحف الألمانية، بسبب دور الفصيل في عمليات الخطف والقتل، عمل فولكر شلوندورف على إعداد رواية الكاتب هاينريش بول "شرف كاتارينا بلوم الضائع"، لتقديمها على شكل فيلم سينمائي. تقدم الرواية وصفاً مفصلاً عن الأحوال الاجتماعية التي سادت ألمانيا الغربية خلال تلك الحقبة.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
رواية "القارىء"
عملية تحول الروايات التي سجلت أرقاماً كبيرة في نسبة المبيعات إلى أفلام ناجحة هي الاستثناء وليست القاعدة، وبخاصة تلك الكتب التي تُلامس مواضيع صعبة. تتناول رواية برنارد شلينك تداعيات الحقبة النازية في ألمانيا، وعن كيفية تعامل ألمانيا مع ماضيها. نجح المخرج ستيفن دالدري في عام 2008 بإعداد رواية القارىء لتُقدم على شكل فيلم، وقد كان للممثلة كيت وينسلت، و الممثل ديفيد كروس دور كبير في نجاح الفيلم.
صورة من: Studio Babelsberg AG
فيلم "كل شيء هادىء على الجبهة الغربية"
يرجع تاريخ هذا الفيلم إلى بدايات ظهور الأفلام الناطقة. وهو مثال جيد على اقتباس الأعمال الأدبية وإعدادها لتصبح أفلاماً سينمائية. في عام 1930 استحضرالمخرج الأمريكي لويس مايلستون إلى الأذهان وإلى الشاشة الفضية فظائع الحرب العالمية الأولى من خلال رواية الكاتب الألماني إريك ماريا ريمارك كل شيء هادىء على الجبهة الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa
موتٌ في البندقية
في عام 1971 فاجأ المخرج الإيطالي لوتشينو فيسكونتي العالم بإخراج فيلم مأخوذ عن رواية "موتٌ في البندقية " للروائي الألماني توماس مان 1912. الفيلم من إنتاج فرنسي - إيطالي ومن بطولة الممثل البريطاني ديريك بوغاردي وبيورن أندرسون. ريك فولكر/غالية داغستاني