انتهت أزمة الناقلة الكورية الجنوبية (هانكوك كيمي) بإفراج السلطات الإيرانية عنها وذلك بعد أن "تعهدت" سول بمحاولة الإفراج عن مبلغ يصل إلى 7 مليارات دولار جمدتها كوريا الجنوبية في بنوكها بموجب العقوبات الأمريكية.
إعلان
قال مسؤول كوري جنوبي إن إيران أفرجت اليوم الجمعة (9 أبريل/نيسان 2021) عن سفينة كورية جنوبية كانت تحتجزها مع القبطان منذ يناير/كانون الثاني وذلك بعد أن تعهدت سول بمحاولة الإفراج عن أموال إيرانية مجمدة في بنوكها بموجب العقوبات الأمريكية.
وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن وزارة الخارجية أكدت الإفراج عن ناقلة المواد الكيماوية (هانكوك كيمي) عقب استكمال تحقيق يتعلق بالتلوث البيئي وبناء على طلب من حكومة كوريا الجنوبية والشركة المالكة.
ونقلت الوكالة عن سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله "الجمهورية الإسلامیة الإیرانیة، بسواحلها الطويلة في الخليج الفارسي وبحر عمان، تؤكد الامتثال الكامل للوائح البحرية، بما في ذلك لوائح حماية البيئة، وتراقب أي انتهاكات في هذا المجال"، وتابع أن قرار إيران بإطلاق سراح القبطان أخذ في الحسبان عدم وجود سجل انتهاكات سابقة له في المنطقة.
خلاف دبلوماسي بسبب احتجاز السفينة
وأثار احتجاز الناقلة في مضيق هرمز قبالة سلطنة عُمان في يناير/كانون الثاني خلافا دبلوماسيا بعدما طلبت إيران من كوريا الجنوبية الإفراج عن سبعة مليارات دولار مجمدة في بنوكها بموجب العقوبات الأمريكية.
ولم يشر تقرير وكالة الجمهورية الإسلامية إلى الأموال المجمدة، لكن وسائل إعلام إيرانية أخرى نقلت عن مسؤول إيراني لم تذكر اسمه أن المسؤولين الكوريين أكدوا "أنهم سيسعون لحل المشكلة وتعزيز العلاقات".
وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان إن السفينة غادرت إيران بعد الانتهاء من إجراءات إدارية. ولم تشر إلى طلب الإفراج عن أموال. وأضافت "القبطان والبحارة بصحة جيدة".
"السفينة والأموال أمران منفصلان"
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية للصحفيين إن الجانبين اتفقا على أن السفينة والأموال أمران منفصلان وإن كوريا الجنوبية وعدت بالمساعدة في الإفراج عن الأموال. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "عبّرنا عن استعدادنا القوي لحل قضية الأموال".
واتهمت السلطات الإيرانية الناقلة بتلويث المياه بمواد كيماوية، وهو ما نفته كوريا الجنوبية. وقالت كوريا الجنوبية إن السفينة لم تسبب أي تلوث. وقال المسؤول بالوزارة إن إيران تخلت عن السعي لتوجيه اتهامات جنائية ضد شركة الشحن.
ووافقت إيران في فبراير/شباط على إطلاق سراح جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 20 باستثناء القبطان بعد زيارة نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية لطهران.
ونفت إيران ما وصفته بأنه مزاعم بأن احتجاز السفينة وطاقمها بمثابة عملية احتجاز رهائن قائلة إن كوريا الجنوبية هي التي ترتهن أموالاً إيرانية.
ع.ح./خ.س. (رويترز)
الاقتصاد الإيراني.. انتكاسة واضحة ومستقبل مهدد
يشهد الوضع الاقتصادي بإيران تراجعا. فبعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات اقتصادية وضغوط على إيران، فضلا عن خروج متظاهرين إلى الشارع احتجاجا على الوضعية الإقتصادية، صارت إيران تعيش على وقع أزمة مرجح تفاقمها.
صورة من: IRNA
أكبر احتجاجات منذ سنوات
شهدت إيران مع نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017 وانطلاق العام الجديد 2018 موجة مظاهرات بمناطق عدة نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة والأزمة المالية الخانقة بالبلد، وقتل فيها العشرات واعتقلت السلطات الآلاف. وهذه هي الحركة الاحتجاجية الأكبر في إيران منذ المظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009.
صورة من: Irna
العملة الإيرانية تفقد قيمتها
فقدت العملة الوطنية الإيرانية نصف قيمتها. وقد أشارت أرقام صادرة عن البنك الدولي، أن الاقتصاد الإيراني انخفض من المركز 17 إلى 27 على مستوى العالم خلال العقود الأربعة الماضية. لكن طلب الولايات المتحدة من الشركات العالمية وقف استيراد النفط الإيراني يهدد الاقتصاد بأزمة أكبر، إذ يمثل بيع النفط نسبة 64 بالمائة من إجمالي صادرات إيران، كما يشكل مصدرا أولا للعملة الصعبة التي تدخل البلد (الدولار واليورو).
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
الريالات الإيرانية في تدهور
أشارت بعض المصادر الإعلامية إلى أن ورقة الـ10 آلاف ريال إيراني كانت تساوي قبل عام 1979 حوالي 150 دولارا أمريكيا، أما الآن فهي أكثر بقليل من 10 سنتات في سوق الصرف المتقلبة في طهران. وبالرغم من استعادة الاقتصاد الإيراني لعافيته بعد 2015، إلا أنه بقي هشا. ويُنتظر أن يزيد تدهورا بعد فرض العقوبات التي ستؤثر على الريال الإيراني.
صورة من: AP
ارتفاع أسعار الذهب
أكد رئيس اتحاد تجار الذهب في طهران، أن الصراع بين إيران وأمريكا، أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب في البلاد، حسب ما تناقلته مواقع إخبارية. وسجلت المسكوكة الذهبية في السوق الإيرانية رقما قياسيا جديدا ببلوغها الـ 3 ملايين و400 ألف تومان، حيث زاد سعرها نحو 600 ألف تومان خلال شهر واحد.
صورة من: Isna/Rohollah Vahdati
البنوك في أزمة!
يواجه البنك المركزي الإيراني صعوبات كبيرة في تنفيذ المعاملات المالية داخل البلد وخارجه. ويعزي البعض ذلك إلى أخذ البنك لودائع تقدر نسبة فائدتها السنوية بـ20 إلى 23 بالمائة. وبسبب العقوبات الأمريكية، خفضت البنوك معدلات الفائدة ما بين 10 إلى 15 بالمائة، مما دفع الكثير من المودعين إلى سحب أموالهم لشراء الدولار واليورو. وهو ما أدى إلى تفاقم نقص العملات الأجنبية، وإغلاق مكاتب صرافة، لكن دون جدوى.
صورة من: Isna
أسعار خيالية!
من بين المؤشرات على تأزم الوضع الاقتصادي في إيران، انخفاض قيمة الريال الإيراني الذي أدى إلى ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة بنسبة 100 بالمائة، علاوة على ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني. هذا بالإضافة إلى انخفاض نشاط بورصة السلع الإيرانية إلى حد أدنى. وتشير توقعات خبراء في شركة "بي أم آي" للأبحاث الاقتصادية العالمية، أن يشهد الاقتصاد الإيراني انكماشاً بنحو 4 في المئة العام المقبل.
صورة من: AP
التضخم يرفع الأسعار
شكل التضخم خلال السنوات الماضية عاملا أساسيا في تدهور الاقتصاد الإيراني حيث يبلغ متوسط معدل التضخم ما بين 19 و20 بالمائة سنويا. وحسب مركز الإحصاء الإيراني الحكومي في طهران فإن معدل التضخم وصل في يونيو/ حزيران الماضي إلى نحو 8.7 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، الأمر الذي يكشف عن ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، وانخفاض قيمة العملة المحلية مؤخرا.
صورة من: ILNA
فقر وبطالة وهجرة
ساهمت مشكلة التضخم في ظهور الطبقات المجتمعية بإيران وانتشار الفقر والبطالة. وحسب تقديرات البنك الدولي فإن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيران استنادا إلى القدرة الشرائية الحقيقية للعملة الإيرانية بين عامي 1976 و2017، يكشف أنه خلال هذه الفترة أصبح الإيراني أكثر فقرا بنسبة 32 بالمئة. كما تشير الاحصائيات إلى أن عددا كبيرا من الشباب الإيراني يحاول الفرار من الأوضاع المتأزمة.
صورة من: shahrvanddaily.ir
صفقات في مهب الريح!
من بين الجوانب المرجح تأثرها السلبي بالعقوبات الأمريكية، الصفقات المعقودة مع كبرى الشركات الدولية على الصعيد العالمي وعلى صعيد النفط وأيضا والأجهزة الإلكترونية، مثل الصفقات التي عقدتها طهران مع شركة توتال النفطية وشركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات وجنرال إلكتريك للأجهزة والمعدات الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتكاسة السياحة
توتر العلاقات مع الاقتصاديات الكبرى وبعد العقوبات المفروضة جعل الحالة الإقتصادية لإيران مُقبلة على عزلة تشمل عدة قطاعات مثل السياحة. فبعد أن دشنت شركات طيران كبرى، مثل الخطوط الجوية البريطانية، رحلات إلى البلد بهدف الترويج له كوجهة سياحية، وفتح سلسلة فنادق عالمية مثل Accor عام 2015، يرى مراقبون أن هذه الصفقات قد يتم التراجع عنها بسب قلة السياح ومحدودية رحلات الطيران القادمة من أوروبا. مريم مرغيش