ما حجم المساعدات التي وصلت غزة.. وما احتياجات القطاع؟
٢٦ أكتوبر ٢٠٢٣
في رد فعل على هجمات حماس الإرهابية في السابع من الشهر الجاري تحاصر إسرائيل منذ أسبوعين قطاع غزة. ودخلت أول قافلة مساعدات إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر قبل 4 أيام، ولكن ماذا جاء بعدها؟ وما احتياجات القطاع اليومية؟
إعلان
عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات التي وصلت غزة؟
أكدت منظمات إغاثية وتقارير إعلامية أن إجمالي عدد الشاحنات، المحملة بالمساعدات، التي وصلت إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر بلغ 74 شاحنة منذ نهاية الأسبوع الماضي. ووصلت 20 شاحنة محملة السبت (21 أكتوبر / تشرين الأول ) و14 شاحنة في اليوم التالي، فيما أفاد الهلال الأحمر المصري بدخول 40 شاحنة أخرى عبر معبر رفح الاثنين (23 أكتوبر / تشرين الأول).
من جانبه، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة المعني بالمساعدات وصول 20 شاحنة فيما لم يتم تسليم أي شحنات الثلاثاء (24 أكتوبر / تشرين الأول).
وتفرض إسرائيل حصاراً شاملاً منذ أسبوعين على قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة، بعد هجمات حماس الإرهابية في السابع من أكتوبر / تشرين الأول.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ما نوع المساعدات؟
لم تسمح إسرائيل إلا بعبور مياه الشرب والغذاء والدواء والإمدادات الطبية الأخرى. وتقوم قوات الأمن الإسرائيلية بفحص ما تحمله الشاحنات في منطقة العبور. وتقول إسرائيل إن الإجراء يرمي إلى منع دخول الأسلحة وأي سلع يمكن استخدامها لصنع الأسلحة إلى قطاع غزة وضمان عدم استفادة حماس من المساعدات.
100 شاحنة "يومياً"
وقالت منظمات الإغاثة إنه يتعين إدخال مئة شاحنة محملة بالمساعدات إلى القطاع بشكل يومي لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكانه، مشددة على ضرورة إدخال الوقود من أجل تشغيل مولدات المستشفيات والبنية التحتية اللازمة لتوفير المياه.
وكانت محطة الطاقة الرئيسية الوحيدة في غزة قد توقفت عن العمل بعد أيام قليلة من هجوم حماس، فيما أعلنت وسائل إعلام أن مياه الشرب أصبحت نادرة في القطاع حيث يضطر بعض السكان إلى شرب مياه البحر أو أشكال المياه الأخرى غير الصالحة للشرب. وحذرت منظمات الإغاثة من خطورة ذلك على الصحة.
تزامن هذا مع تأكيد وكالة "أسوشيتد برس" بإغلاق قرابة ربع المستشفيات في قطاع غزة جراء الدمار الذي لحق بها أو بسبب النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل مولدات الطوارئ. وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، المعروفة بـ"الأونروا"، الاثنين (33 أكتوبر / تشرين الأول) من أن الوقود المتوفر ليها في قطاع غزة سينفد في غضون 3 أيام.
ماذا عن الوقود؟
ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية الأحد (22 أكتوبر / تشرين الأول) أن ست شاحنات محملة بالوقود قد وصلت معبر رفح الحدودي، فيما لم يتم تأكيد الخبر من مصدر مستقل. ورغم تأكيد متحدث فلسطيني، إلا أن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أفادت بنفي الأمر من قبل المسؤولين الإسرائيليين.
ومع ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والهيئة التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية المسؤولة عن إدارة الشؤون المدنية للفلسطينيين، على أن الوقود جرى نقله من مستودعات الأمم المتحدة إلى المستشفيات.
وفي نفس الاتجاه أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن سبع شاحنات جرى ملؤها بالوقود من مستودع للأمم المتحدة في قطاع غزة.
بانتظار الإذن بالدخول
ومنذ أيام، يشهد معبر رفح الحدودي من الجانب المصري اكتظاظاً لقوافل المساعدات التي تنتظر الحصول على إذن لدخولها إلى قطاع غزة.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأنه جهز أكثر من 1000 طن من المواد الغذائية بانتظار السماح بإدخالها.
وأرسلت العديد من الدول مساعدات إلى غزة، حيث أعلنت روسيا الأسبوع الماضي أنها ستقدم 27 طناً من المواد الغذائية إلى غزة. وأفادت وزارة الخارجية الهندية بإرسال 6.5 طن من المساعدات الطبية و32 طناً من مواد الإغاثة إلى القطاع، فيما أرسلت عدة دول عربية وتركيا ورواندا مساعدات إغاثية إلى مصر بغية إدخالها للمحاصرين في غزة.
وقبل أكثر من أسبوع، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، عن زيادة مساعدات الاتحاد الأوروبي إلى سكان غزة ثلاث مرّات لتصل إلى 75 مليون يورو مع التخطيط لتنظيم جسر جوي لمساعدة المدنيين في القطاع.
ورغم إعلان ألمانيا والنمسا بعد هجوم حماس تعليق المساعدات للأراضي الفلسطينية، إلا أن الدولتين تعهدتا بتقديم مساعدات في وقت لاحق، حيث قالت كوبنهاغن إنها ستقدم ما يقرب من 7 ملايين يورو، فيما زادت برلين مساعداتها الطارئة لتصل بالإجمال إلى 123 مليون يورو.
ويُضاف إلى ذلك التعهد الأمريكي بتقديم 100 مليون دولار (حوالي 94 مليون يورو).
ماذا بعد؟
تدعو وكالات الإغاثة إلى مواصلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد اتصال هاتفي مع نتنياهو إن الأخير وافق على استمرار دخول المساعدات. لكن بايدن شدد لاحقاً على أنه يجب اعتبار دخول قوافل المساعدات الأولية إلى غزة "اختباراً"، مضيفا "إذا ثبت أن حماس تقوم بالاستيلاء على المساعدات، فإنها ستتوقف بسرعة".
يان فالتر/ م. ع
معبر رفح.. تحديات كبيرة تواجه شريان الحياة الوحيد لسكان غزة
الوضع الإنساني في غزة كارثي حسب تأكيدات منظمات مستقلة. المساعدات الإنسانية بدأت بالتدفق أخيراً عبر معبر رفح، لكن حجمها يبقى "ضعيفا" بسبب الحاجيات الكبيرة، خاصة مع خروج عدة مستشفيات عن الخدمة وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
بدء تدفق المساعدات لقطاع محاصر
عشرات الشاحنات، المحملة بالمساعدات الإنسانية، دخلت إلى غزة عبر معبر رفح قادمة من مصر. الشاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية وكميات من الأغذية. الأمم المتحدة تقول إن 100 شاحنة على الأقل يجب أن تدخل غزة بشكل يومي لتغطية الاحتياجات الطارئة، وسط تأكيدات أن ما دخل بعد فتح المعبر يبقى قليلاً للغاية، بينما تؤكد مصادر مصرية وجود العشرات من الشاحنات التي تنتظر دورها للعبور.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
شريان الحياة الوحيد في زمن الحرب
معبر رفح هو المعبر الرئيسي لدخول غزة والخروج منها في الفترة الحالية، بعد فرض إسرائيل "حصاراً مطبقاً" على القطاع، وقطع الكهرباء والماء والتوقف عن تزويده بالغذاء والوقود، في ظل الحرب الدائرة مع حركة حماس. لا تسيطر إسرائيل على المعبر لكنه توقف عن العمل جراء القصف على الجانب الفلسطيني منه. وبتنسيق أمريكي، تم الاتفاق على إعادة فتح المعبر لدخول المساعدات، بشروط إسرائيلية منها تفتيش المساعدات.
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
"ليست مجرد شاحنات"
الخلافات على تفتيش الشاحنات أخذت وقتاً كبيرا، ما أثر على وصول سريع للمساعدات. الأمم المتحدة أكدت أن العمل جارِ لتطوير نظام تفتيش "مبسط" يمكن من خلاله لإسرائيل فحص الشحنات بسرعة. أنطونيو غوتيريش صرح من أمام معبر رفح: "هذه ليست مجرد شاحنات، إنها شريان حياة، وهي تمثل الفارق بين الحياة والموت لكثير من الناس في غزة"، واصفاً تأخر دخول المساعدات (لم تبدأ إلّا بعد أسبوعين على بدء الصراع) بـ"المفجع".
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
إجراءات مشددة منذ زمن
تشدد مصر بدورها القيود على معبر رفح منذ مدة، ويحتاج المسافرون عبره إلى تصريح أمني والخضوع لعمليات تفتيش مطولة ولا يوجد انتقال للأشخاص على نطاق واسع، خصوصاً في فترات التصعيد داخل غزة. دعت القاهرة مؤخراً جميع الراغبين في تقديم المساعدات إلى إيصالها إلى مطار العريش الدولي، لكنها رفضت "تهجير" الفلسطينيين إلى أراضيها ودخولهم عبر معبر رفح، واقترحت صحراء النقب.
صورة من: Majdi Fathi/apaimages/IMAGO
توافق أمريكي - إسرائيلي على معبر رفح
بعد أيام على الحرب، توافق جو بايدن وبنيامين نتانياهو على استمرار التدفق للمساعدات إلى غزة . بايدن قال إن "المساعدات الإنسانية حاجة ملحة وعاجلة ينبغي إيصالها"، وصرح مكتب نتياهو أن "المساعدات لن تدخل من إسرائيل إلى غزة دون عودة الرهائن"، لكنها "لن تمنع دخول المساعدات من مصر" بتوافق أمريكي - إسرائيلي على عدم استفادة حماس منها، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كحركة إرهابية.
صورة من: Evelyn Hockstein/REUTERS
غزة بحاجة إلى وقود
رفضت إسرائيل أن تشمل المساعدات الوقود، وهو ما انتقدته وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قائلة إن القرار "سيُبقي أرواح المرضى والمصابين في غزة في خطر". وكالة الأونروا أكدت أن الوقود المتوفر لديها في القطاع غزة "سينفد قريباً، ودونه لن يكون هناك ماء ولا مستشفيات ولا مخابز ولا وصول للمساعدات". لكن مدير إعلام معبر رفح البري قال إن ستة صهاريج وقود دخلت يوم الأحد (22 تشرين الأول/ أكتوبر).
صورة من: Said Khatib/AFP
دعم أوروبي لإسرائيل مع ضمان المساعدات لغزة
بعد جدل حول تجميدها للمساعدات، ضاعفت المفوضية الأوروبية مساعداتها الإنسانية لغزة ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 75 مليون يورو، مع "تأييدها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إرهابيي حماس". الاتحاد الأوروبي أكد أنه يدرس فرض "هدنة إنسانية للسماح بتوزيع المساعدات". ألمانيا علقت المساعدات التنموية للفلسطينيين لكنها أبقت على الإنسانية منها، وأولاف شولتس رحب ببدء إرسال المساعدات، قائلا: "لن نتركهم وحدهم".
صورة من: FREDERICK FLORIN/AFP
مطالب عربية بوقف إطلاق النار
ربطت عدة دول عربية بين دخول المساعدات وبين وقف إطلاق النار. وأعلنت دول الخليج دعماً فورياً لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، فضلاًَ عن مبادرات منفردة لعدة دول في المنطقة. الدول العربية التي شاركت في "قمة القاهرة للسلام" دعمت بيان مصر، الذي دعا إلى "وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
صورة من: Khaled Desouki/AFP/Getty Images
"عدم التخلي عن المدنيين الفلسطينيين"
وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه بعثت بخطاب إلى كتل أحزاب الائتلاف الحاكم قالت فيه إن احتياجات ومعاناة الناس في غزة وفي أماكن أخرى يمكن أن تزداد. وأدانت هجوم حماس ووصفته بأنه هجوم وحشي وغادر. وقالت :" نحن لا نواجه حركات نزوح كبيرة ووضع إمدادات منهارا وحسب بل إننا نواجه أيضا أعمالا حربية نشطة وكان من بينها التدمير الأخير للمستشفى الأهلي في غزة الذي كانت تشارك وزارة التنمية الألمانية في دعمه".
صورة من: Leon Kuegeler/photothek.de/picture alliance
ضريبة إنسانية باهظة للحرب
بدأت الحرب بهجوم دموي لحماس في السابع من أكتوبر، خلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين، فضلاً عن اختطاف أكثر من مئتين. ردت إسرائيل بقصف متواصل للقطاع، ما أوقع أكثر من خمسة آلاف قتيل وتدمير بنى تحتية وتضرّر 50 بالمئة من إجمالي الوحدات السكنية في القطاع، بينما نزح أكثر 1,4 مليون شخص داخل غزة حسب الأمم المتحدة، فضلا عن مقتل العشرات في الضفة الغربية وسط مخاوف من تمدد الصراع إقليمياً.
صورة من: YAHYA HASSOUNA/AFP/Getty Images
هجوم حماس الإرهابي
مشهد يبدو فيه رد فعل فلسطينيين أمام مركبة عسكرية إسرائيلية بعد أن هاجمها مسلحون تسللوا إلى مناطق في جنوب إسرائيل، ضمن هجوم إرهابي واسع نفذته حماس يوم 07.10.2023، وخلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين واختطاف أكثر من مائتين. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. إ.ع/ ع.خ / م.س.