تعلو أصوات في برلين مطالبة بدور ريادي لألمانيا في مظلة نووية أوروبية. ولكن هل تسمح فرنسا وبريطانيا لألمانيا بتولي مثل هذا الدور القيادي؟ وزير الخارجية الألماني الأسبق، زيغمار غابريل، يدلو بدلوه.
صورة أرشيف - سلاح نووي - انفجار قنبلة ذرية (سحابة عيش الغراب) - على عكس فرنسا وبريطانيا فإن ألمانيا ليست قوة نووية لكنها توفر طائرات مقاتلة يمكن تزويدها بقنابل نووية أمريكية مخزنة في ألمانيا في حالة الطوارئ الدفاعية.صورة من: McPHOTO/M. Gann/picture alliance
إعلان
انتقد وزير الخارجية الألماني الأسبق، زيغمار غابريل، الدعوات إلى اضطلاع ألمانيا بدور ريادي في مظلة نووية أوروبية، معتبرا تلك الدعوات غير مدروسة. وكتب الرئيس الأسبق للحزب الاشتراكي الديمقراطي في مقال لبوابة "ذا بايونير" الإلكترونية اطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (اليوم الجمعة 4 يوليو/تموز 2025) أن فرنسا وبريطانيا لن تسمحا لألمانيا بتولي مثل هذا الدور القيادي "أو حتى إخضاع ترسانتهما للنفوذ الألماني".
عوائق قانونية
وأكد غابريل وجود عوائق قانونية صارمة تحول دون ذلك، مشيرا إلى أن ألمانيا طرف في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مضيفا أن ألمانيا التزمت أيضا بالتخلي عن الأسلحة النووية في معاهدة "اثنين زائد أربعة" المتعلقة بالوحدة الألمانية.
صورة أرشيف - أشار وزير الخارجية الألماني الأسبق، زيغمار غابريل، أكد غابريل وجود عوائق قانونية صارمة تحول دون ذلك، مشيرا إلى أن ألمانيا طرف في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مضيفا أن ألمانيا التزمت أيضا بالتخلي عن الأسلحة النووية، موضحا أن دولا مثل إيران قد تستخدم ذلك كمبرر إضافي لامتلاك قنبلة نووية. وكتب: "ستكون النتيجة الحتمية لتسلح ألمانيا نوويا أن تحذو دول أخرى حذوها. بالتأكيد تركيا، وربما بولندا أيضا".صورة من: Wolfgang Kumm/dpa/picture alliance
وحذر غابريل من أن دولة مثل ألمانيا لا ينبغي لها أن تتخلى عن هذه المعاهدات، موضحا أن دولا مثل إيران قد تستخدم ذلك كمبرر إضافي لامتلاك قنبلة نووية خاصة بها، وكتب: "ستكون النتيجة الحتمية لتسلح ألمانيا نوويا أن تحذو دول أخرى حذوها. بالتأكيد تركيا، وربما بولندا أيضا"، مضيفا أن استراتيجية منع الحرب من خلال الردع ستؤدي إلى تسلح نووي عام في أوروبا وعلى حدودها.
وعلى عكس فرنسا وبريطانيا، فإن ألمانيا ليست قوة نووية، لكنها توفر طائرات مقاتلة يمكن تزويدها بقنابل نووية أمريكية مخزنة في ألمانيا في حالة الطوارئ الدفاعية، وذلك في إطار ما يسمى ببرنامج التشارك النووي.
مظلة أوروبية نووية
ومثل المستشار الألماني فريدريش ميرتس، دعا رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، ينس شبان، إلى مظلة أوروبية مشتركة للأسلحة النووية في ضوء تقلبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنه ربط ذلك بمطالبة بقيادة ألمانية، دون تحديد ما يعنيه.
وذكر زيغمار غابريل أن مقترح شبان "يجعل النقاش العقلاني حول قدراتنا الدفاعية والردعية أكثر صعوبة مما هو عليه بالفعل"، موضحا أنه في بلد لا يملك حتى الشجاعة لإعادة فرض التجنيد الإجباري، فإن مجرد مطالبة ألمانيا بتولي زمام المبادرة في التسلح النووي الأوروبي "هو إما أمر غير جاد أو ينطوي على جنون عظمة".
تحرير: خالد سلامة
هيروشيما.. اليابان تتذكر الكارثة عبر الناجين والنصب التذكاري
متحف السلام التذكاري في مدينة هيروشيما إلى جانب الناجين من القنبلة الذرية، أكثر ما يذكر العالم بالرعب الذي حدث في 6 أغسطس/آب 1945. ومع تضاءل عدد الناجين الأحياء، يصبح توثيق قصصهم أمرًا أكثر أهمية.
صورة من: Reinhard Schultz/imago images
تذكر أهوال الرعب
أُلقيت أول قنبلة ذرية في العالم كأداة حرب على هيروشيما في 6 أغسطس/ آب 1945 من طرف الجيش الأمريكي، مما أسفر عن مقتل حوالي نصف سكان المدينة البالغ عددهم 350,000 نسمة. وقد تم حرق كل شيء تقريبًا ضمن دائرة نصف قطرها 2000 متر. وبعد ثلاثة أيام من هذه المأساة، أُلقيت قنبلة ذرية أخرى على مدينة ناغازاكي. وما كان في السابق أنقاضاً محترقة أصبح الآن حديقة تذكارية للسلام في هيروشيما.
صورة من: Rodrigo Reyes Marin/ZUMAPRESS.com/picture alliance
حفل لأجل السلام
تؤدي هذه الفنانة رقصة أمام قبة القنبلة الذرية في هيروشيما، كجزء من الاحتفالات التي تُقام لإحياء الذكرى التاسعة والسبعين للمأساة. ويتم إحياء ذكرى يوم 6 أغسطس/آب، كل عام ليس فقط لتكريم جميع ضحايا الهجوم الأبرياء غير المعروفين، بل كتذكير أيضًا بالتأثير المدمر للقنابل النووية وضرورة تحرير العالم من مثل هذه الأسلحة الفتاكة.
صورة من: David Mareuil/Anadolu/picture alliance
ذكريات أليمة تفيد المستقبل
يقع المتحف في حديقة السلام التي أُنشئت بعد انتهاء الحرب، وقد صممه كينزو تانغ وافتتح في عام 1955. تم تجديد المبنى في عام 2019، وهو يبرز شهادات الناجين المعروفين باسم "هيباكوشا"، ويقدم محاضرات عامة حيث يشاركون قصصهم. يقدم المتحف إعادة تمثيل افتراضية للحظة إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما، كما هو موضح هنا.
صورة من: Aimie Eliot/DW
بقايا من يوم الكارثة
يعرض هذا المتحف بقايا أشياء في حالتها الطبيعية من يوم الانفجار، بما في ذلك الملابس التي كان الناس يرتدونها، والحقائب التي كانوا يحملونها، والأغراض اليومية التي كانت في منازلهم.
صورة من: Takuya Yoshino/The Yomiuri Shimbun/AP Photo/picture alliance
شواهد على الرعب
يتم توضيح مدى قوة الانفجار من خلال ما تبقى من ذلك اليوم، مثل هذا الدراجة المحترقة التي كانت تخص الطفل شينيتشي تيتسويا البالغ من العمر ثلاث سنوات. دُفنت الدراجة أولاً مع رفات الطفل، ثم قام والده باستخراجها لاحقًا لأنه أراد أن ينقل رعب الأسلحة النووية.
صورة من: Kimimasa Mayama/dpa/picture alliance
أطفال يدفعون الثمن
قدم والدا ساداكوا ساساكي عدداً من الإكسسوارات التي كانت تخص طفلتهما إلى المتحف. تعرضت ساساكي للإشعاع وهي في الثانية من عمرها، وتوفيت لاحقًا بسبب اللوكيميا. يعرض تمثال "جينباكو نو كو نو زو" — والذي يترجم حرفياً إلى "تمثال أطفال القنبلة الذرية" — في حديقة السلام التذكارية في مدينة هيروشيما شاهدا على مأساة أطفال مثل ساساكي.
صورة من: Takuya Yoshino/AP/picture alliance
ناجية من الكارثة
كانت ساداي كاساوكا في منزلها، على بُعد 3.5 كيلومترات من مركز الانفجار، عندما سقطت القنبلة الذرية. تتذكر قائلة: "رأيت اللون الأحمر في السماء، وسمعت صوت هدير مرتفع. انكسرت النافذة وتحطمت إلى قطع تطايرت نحوي." في عام 2005، بعد سنوات من الصمت، أصبحت كاساوكا جزءًا من برنامج الناجين والورثة في مدينة هيروشيما.
صورة من: Aimie Eliot/DW
ذكريات الرعب
هذه اللوحة، التي رسمها الطالب مينامي أوغاوا من هيروشيما، تعتمد على روايات الناجية ساداي كاساوكا وتستخدم في عرضها لتوضيح قصتها. فقدت كاساوكا، البالغة من العمر 12 عامًا، والديها في القصف. عاد والدها إلى المنزل مصاباً بحروق شديدة، ولم تستطع التعرف عليه. توفي بعد يومين.
صورة من: Hiroshima Peace Memorial Museum
المبنى الناجي الوحيد
قبة جينباكو، القريبة من حديقة السلام التذكارية، كانت المبنى الوحيد الذي بقي قائماً بعد انفجار القنبلة. ظلت رمزاً للرعب والقوة التدميرية للأسلحة النووية. في عام 1996، تم تسجيلها كموقع للتراث الثقافي العالمي لليونسكو.
صورة من: Adrian Wyld/The Canadian Press/ZUMAPRESS.com/picture alliance