عندما يتخذ أشخاص بالخمسينات أو الستينات من العمر قرارات مفاجئة لتغيير حياتهم، يعتقد الجميع أن السبب هو ما يُعرف باسم "أزمة منتصف العمر". لكن يشكك باحثون في هذا المفهوم، فهل "أزمة منتصف العمر" حقيقية، أم أنها فكرة خاطئة؟
إعلان
بقليل من المجهود عبر محركات البحث، يمكنك التوصل للكثير من المقالات المكتوبة والمواد المصورة حول "أزمة منتصف العمر" والمقصود بها وأعراضها ومدتها ونصائح واقتراحات للتعامل معها والتغلب عليها.
إلا أن عددا متزايدا من المتخصصين يشكك في كون "أزمة منتصف العمر" اضطرابا مسَلما به يمر به الجميع في فترة معينة خلال حياتهم. إذ يشكك باحثون في فكرة أن تحقيق السعادة يتطلب وقوع أزمة ما بعد الخمسينات أو الستينات من العمر حتى يتمكن الإنسان من اتخاذ قرارات ما للوصول إلى وضع أفضل يضمن له الرضا والراحة.
وأجرى باحثون بجامعة أولم الألمانية مؤخرا دراسة باستخدام مايعرف باسم "مقياس التأثير الإيجابي والسلبي PANAS" لتحديد التحولات الطارئة في حياتهم. وقام الباحثون باستطلاع آراء أكثر من 3300 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 99 عاما، وفقا لملخص الدراسة المنشور على موقع المكتبة القومية للطب NIH.
ويتكون اختبار PANAS من 10 صفات إيجابية و10 صفات سلبية مصنفة على مقياس من 1 إلى 5 يستخدمها الشخص لتقييم وضعه. وتضم الصفات الإيجابية كلا من: النشاط، الاهتمام، الحماس، القوة، الإلهام، الفخر، العزم، الانتباه، الحذر، التفائل. بينما تضم الصفات السلبية كلا من: الضغط، الإنزعاج، الذنب، الخجل، العدوانية، سرعة الانفعال، التوتر، الغضب، الخوف.
ولم ينطلق الباحثون في دراستهم من افتراض أن السعادة تنهار بطبيعة الحال في منتصف العمر، وفقا لموقع Psychology today، بل على العكس تماما، حيث افترضوا أن "البشر يصبحون أكثر إشباعا عاطفيا بشكل مطرد مع وصولهم إلى سنواتهم الأخيرة".
فنلندا أسعد بلد في العالم للمرة السابعة
02:08
ووجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة حققوا درجات أعلى في تقييمهم الخاص بالصفات الإيجابية، مقارنة بالصفات السلبية، وأرجعوا السبب إلى أن "غالبا ما يكون منتصف العمر هو الوقت الذي يصبح فيه الأفراد أكثر نضجا واندماجا، حيث يمكنهم النمو من خلال العمل والنجاحات العائلية، مما يؤدي إلى الشعور بالإنجاز وتحسين الصحة العقلية".
وعلى الرغم مما يطرحه التقدم في العمر من تحديات، يؤكد متخصصون، في مقال منشور على موقع SAGE العلمي، أن تحقيق السعادة غير مرتبط بـ"أزمة منتصف العمر" وإنما يقترن بقيام الإنسان بإعطاء الأولوية لأهداف قابلة للتحقيق واكتساب القدرة على تنظيم المشاعر السلبية.
د.ب.
هكذا تتحدى الشيخوخة
العمر ليس مجرد رقم مكتوب في شهادة ميلادك.. عمرك الحقيقي هو التمتع بالصحة والشعور الداخلي بصغر السن مهما تقدمت السنوات بك.. كيف يمكن أن تحارب الشيخوخة وآثار التقدم في السن؟ نصائح يقدمها الخبراء لشيخوخة سعيدة!
صورة من: Colourbox
الحلوى مضرة للبشرة!
التركيز على الخيارات الصحية كأسلوب حياة من شأنه تعزيز الصحة البدنية والعقلية بل وطول العمر. ينصح الخبراء في موقع aurorahealth، باتباع عدة خطوات بسيطة لتفادى أمراض الشيخوخة والتمتع بصحة جيدة. إذ أنهم يحذرون من الإكثار من تناول الحلوى، مشيرين إلى أن السكر يزيد أيضا من عمر البشرة ويؤدي لفقدان مرونتها وحيويتها، بحسب الموقع الأمريكي المهتم بالأخبار الطبية.
صورة من: picture-alliance/Photononstop/B. Bacou
الذكريات الجميلة والنجاح
أكد البروفيسور كلاوس روترمند، في حواره مع Dw، أن المرء في سن الشيخوخة يحتاج إلى قدر كبير من الثقة بالنفس. وينصح البروفيسور بالتركيز دائما على الأمور الإيجابية، أما السلبية فيجب أن يتعلم الشخص كيفية تقبلها. ويضيف أن الذكريات الجميلة والنجاح الذي يحققه المرء في شبابه، كلها أشياء تجعل من مرحلة الشيخوخة فترة ممتعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J.M. Guyon
الرياضة تحارب الشيخوخة
"الاستمتاع بالحياة مهم للتقدم بالعمر، ولا يتعارض مع تناول الأطعمة المحببة وممارسة الرياضة"، هذا ما أكده البروفيسور برند كلاينه غونك. وأوضح رئيس الجمعية الألمانية لطب الشيخوخة، لـ Dw، أن الرياضة تٌبطئ التقدم بالعمر. وفسر ذلك بأن "الرياضة في الأساس تُجهد الجسم وتُتلف بعض ألياف العضلات ما يسبب الألم.. وهنا يقوم الجسم بترميم تلك الألياف التالفة لنحصل على كتلة عضلية جديدة أكبر من السابقة."
صورة من: picture alliance/PAP
مضادات الأكسدة
مع مرور الزمن يفقد الجسم قدرته على محاربة آثار الجذور الحرة التي تتكون نتيجة التعرض للمواد الكيماوية والملوثات، مما يؤدي للشيخوخة المبكرة. وينصح خبراء الصحة بتناول مضادات الأكسدة مثل الفيتامينات A و C و E وبيتا كاروتين الموجودة في الخضروات الطازجة والفاكهة. والتي تحارب الحرة وتصلح الخلايا وتوقف من تأثيرها عليها والحد من أضرارها.
صورة من: picture-alliance/Photononstop
التأمل ضد الشيخوخة
أكدت سارة لازار، عالمة الأعصاب بجامعة هارفارد، أن التأمل يلعب دورا كبيرا في تأخير الشيخوخة. وأظهرت دراستها في 2005 أن التأمل بانتظام قد يبطئ ضمور الدماغ الطبيعي المرتبط بالتقدم في السن. فالتأمل يحافظ على المادة الرمادية في الدماغ، وهى الأنسجة التي تحتوي على الخلايا العصبية المسؤولة عن معالجة المعلومات، وتتآكل تلك المادة مع التقدم في العمر، حسب المختصين بالأعصاب.
صورة من: Colourbox
علاقات جيدة لعمر أطول
تابعت دراسة هارفارد لتنمية البالغين أكثر من 700 رجل منذ عام 1938. أظهرت النتائج أن العلاقات الاجتماعية الجيدة تعزز الصحة البدنية والعقلية وتقي من الشعور بالوحدة وتطيل العمر وتمنح الشعور بالسعادة. وفسر الخبراء ذلك بأن العلاقات الاجتماعية الآمنة تساعد على تقليل هرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول، ما يعنى تأخير شيخوخة الدماغ والجسم. إعداد: سارة إبراهيم