ظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا صورة لخفاش ضخم في الفلبين يصل حجمه لما يقارب حجم الإنسان. فهل الخفاش حقيقي أم لا؟ وكم يبلغ حجم أكبر خفاش على الأرض؟
هل يوجد خفاش بحجم الإنسان؟صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
إعلان
تداول عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي صورة لخفاش ضخم في الفلبين أثارت ذعر الكثيرين، ليبدأ البعض في البحث عن حقيقة الخفاش الغامض.
من جهته، أكد موقع (snopes) المتخصص في التحقق من صحة المضامين والصور المنشورة على الإنترنت، صحة الصورة وأشار لظهورها لأول مرة على الإنترنت عام 2018.
ووفقا لموقع (science alert) العلمي، الذي أكد بدوره صحة الصورة، فقد نشرت أول مرة في موقع Reddit عبر متابع فلبيني قال إنه قام بالتقاطها بمنطقة سكنه.
لكنه في الوقت ذاته يشير الموقع إلى أن زواية التقاطها جعلتالخفاش يبدو أكبراً من حجمه الحقيقي. فحجم هذه الفصيلة ”ليست في حجم الإنسان بالتأكيد“، يقول موقع science) alert)
العلمي.
وأوضحت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية على موقعها الإلكتروني بأن الصورة التقطت باستخدام تقنية ”التصوير ذي المنظور القصري" والتي تظهر الأجسام عبره بحجم مختلف عن حجمها الحقيقي، وذلك على غرار الصور التي تظهر على سبيل المثال أشخاصا بنفس حجم المباني الضخمة كبرج بيزا المائل أو برج إيفل.
وبالفعل، توجد فصيلة من حيوان الخفاش تتسم بضخامة حجمها ويطلق عليها اسم ”الثعالب الطائرة“ (flying foxes). ويرجح موقع (science alert) أن الخفاش الظاهر على الصورة ينتمي لهذه الفصيلة اعتمادا على وجهه الطويل الشبيه بالثعلب وأذنيه المدببتين.
بيد أن الموقع العلمي ينفي أن يكون الخفاش المثير للجدل ينتمي إلى هذا النوع المذكور، لكونه لا يتوفر على فراء أصفر اللون أعلى رأسه، وهو أكثر ما يميز هذا النوع بالتحديد.
ومهما كان نوعها إلا أن فصيلة "الثعالب الطائرة" عند الطيران، تبلغ أجنحتها أكثر من متر ونصف، لكن جسمها على العموم لا يتعدى 30 سنتيمترا، وبالتالي فإنه من المستحيل أن يكون الطائر المثير للجدل بنفس ما تظهره الصورة.
وتعيش خفافيش "الثعلب الذهبي الطائر" في إفريقيا وآسيا، وتعتبر من الحيوانات المهددة بالإنقراض. ففي الفلبين يتم اصطيادها بغرض تناولها، وهو ما أدى تراجعا أعدادها بقوة، حسب موقع (science alert).
د.ب/و.ب
الخفاش .. خصائص فريدة وسمعة سيئة
الخفافيش لا تتمتع بسمعة جيدة، خاصة بعد ربطها بأنها مصدر فيروس كورونا، بيد أن الخفاش يتمتع بخصائص فريدة مقارنة بغيره من الثدييات. وفي اليوم العالمي للإشادة بالخفاش، والذي يصادف 17 أبريل من كل عام نورد هذه المعلومات عنه.
صورة من: Imago/Bluegreen Pictures
ليس الكهوف فقط
ينتشر الخفاش بكثرة، وتستطيع أن تجده تقريبا في كل مكان وفي حالات عديدة معلقا على الأشجار، وأيضا في قمم الجبال، أو مخبأ في شقوق الكهوف. الخفافيش هي الثدييات الأكثر شيوعا على الأرض وتسكن جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية. وهي تشكل حوالي 20 في المائة من جميع الثدييات. وهو الوحيد من الثدييات القادر على الطيران.
صورة من: Imago/Bluegreen Pictures
خفافيش بيضاء
في المجموع، هناك أكثر من 1100 نوع من الخفافيش، ولكن خمسة أنواع فقط هي بيضاء. هذا النوع، الذي يبلغ طوله حوالي أربعة إلى خمس سنتيمترات، يشار إليه أحيانًا باسم مارشميلو-بف "Marshmallow-Puff" هذا النوع اللطيف غذاؤه الرئيسي هو من ثمار التين عادة.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
هل يشرب الدم؟
على الرغم من أن الخفافيش تعتبر مخلوقات عير محبوبة في أجزاء كثيرة من العالم، إلا أن ثلاثة أنواع فقط من أنواع الخفاش المتعددة هي من تشرب الدم فعلا. حيث تستخدم هذه الأنواع أسنانها الحادة لمهاجمة الحيوانات ومص دمائها، كما أنها تهاجم الإنسان أحيانا وتنقل العدوى والمرض.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
أعشى الليل؟
الأذنان الكبيرتان بشكل غريب يحتاجهما الخفاش من أجل تحديد الاتجاهات تماما كـ "السونار". فالخفافيش تصدر موجات صوتية عالية التردد من حناجرهت لا يسمعها البشر دائما، وتقوم برصدها مجددا من أجل تكوين خريطة لمحيطها بدقة شديدة. ويعتمد الخفاش على هذه الميزة للصيد والتحرك لأنه لا يرى بالظلام جيدا.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library/J. Daniel
لولا الخفاش لما كان هناك موز أو مانغو أو أفوكادو
تلعب الخفافيش دورًا مركزيًا في تلقيح النباتات. يعتمد أكثر من 500 نوع من النباتات على الخفافيش لتلقيح أزهارها، بما في ذلك الموز والأفوكادو والمانغو ونبات الأجافه (نبته يستخرج خلاصتها بديلا عن السكر.) بعض الخفافيش طويلة الأنف (كما في الصورة)، لديها ألسنة طويلة للغاية لهذه المهمة.
صورة من: picture-alliance/All Canada Photos
تعيش طوبلا
على الرغم من أن الخفافيش تحصل على مولود واحد في السنة، إلا أن معظمها يعيش طويلا مقارنة بغيرها من الثدييات، وتفوق أعمارها 30 عاما، وهو ما يفسر أعدادها مقارنة ببقية الثدييات.. يرى العلماء سبب طول أعمارها في قدرتها الفريدة على تحمل الفيروسات التي يستضيفونها ولا يمرضون بها.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/AGAMI/T. Douma
التعايش مع الفيروسات
بيد ان الخفافيش هي ايضا المضيف الطبيعي للعديد من الفيروسات بما فيها الفيروسات التاجية مثل السارس ومتلازمة الشرق الأوسط والسارس الجديد CoV-2. وهنالك جدل حول دورها في فيروس كورونا ( كوفيد19). وبفضل جهاز المناعة الفريد، فإنها تنقل هذه الأمراض الفتاكة إلى أنواع أخرى، ولكن درجة حرارة الجسم العالية والمستويات العالية من الإنترفيرون المضاد للفيروسات تبقيها صحية.
صورة من: picture-lliance/Zuma
حماية بدلا من القضاء!
وعلى الرغم من أن الخفافيش ترتبط مرارا بالأمراض الخطيرة، فإنها تحتاج إلى الحماية لأنها تؤدي دورا مركزيا في معظم النظم الإيكولوجية. فبدونها مثلا سيزداد عدد البعوض في أفريقيا لدرجة كبيرة، وسيصل وباء الملاريا إلى أبعاد لا يمكن تصورها.