1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما دور تركيا في هجوم فصائل مسلحة معارضة ضد قوات الأسد؟

٥ ديسمبر ٢٠٢٤

بعد مهاجمة مقاتلي فصائل مسلحة ضد الجيش الحكومي السوري والسيطرة على عدد من المناطق، يدور التساؤل بشأن دور تركيا في هذه التطورات الميدانية المفاجئة. يرى خبراء أن هناك أكثر من سبب لدعم أنقرة لفصائل سورية معارضة لنظام الأسد.

قوات من المعارضة الجهادية في حلب (29/11/2024)
وبحسب مراقبين، فإن أنقرة كانت على علم بالهجوم، فبدون موافقتها أو حتى دعمها، لم يكن لمعارضي الأسد أن يحظوا بأي فرصة. صورة من: Anas Alkharboutli/dpa/picture alliance

عودة اشتعال الصراع في سوريا، لم يكن مفاجئاً للرأي العام التركي. إذ منذ أكثر من شهرين، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وشريكه في التحالف القومي اليميني دولت بهجلي يتحدثان بشكل شبه حصري عن تحولات السلطة في الشرق الأوسط والعواقب السلبية المحتملة على أنقرة. تحولات وعواقب تتمثل على وجه الخصوص في حدوث تغيير محتمل لصالح الأكراد في سوريا.

 منذ الحرب الأهلية، أسس الأكراد إدارة ذاتية في شمال شرق سوريا (روج آفا)، ما شكل منذ فترة طويلة شوكة في خاصرة أنقرة. كما تشعر الحكومة التركية بالقلق إزاء التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، وذلك بعد أن أصبح حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، حزب الله وإيران، ضعيفين حالياً بسبب الهجمات التي تشنها إسرائيل. أما القوة الحامية الأخرى للنظام السوري، روسيا، فقد ركزت بشكل متزايد على الحرب في أوكرانيا. وتمتلك موسكو قواعد عسكرية في سوريا، لكن بحسب الخبير الأمني ​​في إسطنبول، بوراك يلدريم، فإن موسكو كان لا يزال لديها 50 طائرة عسكرية في سوريا قبل بدء الحرب على أوكرانيا، ولكن لم يتبق منها الآن سوى 13 طائرة عسكرية، سبع منها فقط جاهزة للاستخدام.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة تنظيم تمركزها في المنطقة، ولكن لحد الآن يبقى من غير المؤكد كيف ستبدو هذه العملية في عهد الرئيس المقبل دونالد ترامب، وما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تسحب جنودها من العراق وسوريا وما هي العواقب التي قد يخلفها ذلك على المنطقة؟

وقد استغلت فصائل معارضة أيضاً هذه الفرصة، وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، قامت بشن هجوم كبير ضد القوات الحكومية السورية، وهو ما حدث بنجاح. إذ في غضون أيام قليلة احتلت هذه الفصائل ثاني أكبر مدن سوريا، حلب. ويقوم مقاتلو هذه الفصائل حالياً بتوسيع هجومهم ليشمل مدنًا مجاورة أخرى، بقيادة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا، والتي كانت فرع إقليمي لتنظيم القاعدة قبل إعلان انفصاله عنه. وهذه الهيئة مدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية منذ عام 2018.

يعتقد مراقبون أن التصعيد في سوريا وقع بموافقة ودعم من أنقرةصورة من: Bilal Alhammoud/Middle East Images/AFP via Getty Images

وبحسب مراقبين، فإن أنقرة كانت على علم بالهجوم، فبدون موافقتها أو حتى دعمها، لم يكن لمعارضي الأسد أن يحظوا بأي فرصة، كما أوضح خبير شؤون الشرق الأوسط، مايكل لودرز في مقابلة مع موقع Deutschlandfunk، إذ قال "من المؤكد أن أنقرة لم تكن فقط على علم بهذا التقدم، بل تدعمه عسكرياً أيضاً، لأنه من الواضح أن المتمردين كانوا بحاجة إلى الأسلحة المناسبة والتي كان لا يمكن الحصول عليها إلا من تركيا بسبب الموقع الجغرافي". فمنطقة إدلب في شمال غرب سوريا، والتي شن منها المتمردون هجماتهم، مغلقة من جميع الجهات.

هدف أنقرة هو الإطاحة بالإدارة الذاتية الكردية

بمجرد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، وقفت أنقرة إلى جانب فصائل المعارضة وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع دمشق. وفي الآونة الأخيرة، حاول أردوغان استعادة قنوات الاتصال، لكن الأسد رفض هذه المحاولات وقابل المساعي التركية ببرود.

وطالما لم تسحب تركيا قواتها من شمال سوريا، فإن تطبيع العلاقات أمر مستحيل. غير أن تركيا ليست على استعداد للانسحاب من شمال سوريا. وتطلق اسم "المنطقة الأمنية" على المنطقة التي تسيطر عليها بدعم من ميليشيات إسلامية تسمى "الجيش الوطني السوري". إن هدف أنقرة الحقيقي في المنطقة هو الإطاحة بالإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا (روج آفا)، حيث يحكم حزب الاتحاد الديمقراطي، والذي ينظر له بأنه فرع من حزب العمال الكردستاني المحظور.

تهيمن حالياً مجموعتان متمردتان رئيسيتان على منطقة النزاع، الجماعات التي يقودها جهاديو "هيئة تحرير الشام" و "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا. ووفق خبير شؤون الشرق الأوسط التركي، إرهان كيليسوغلو، شن الأخير هجوماً على الأكراد فور نجاح عملية المقاتلين في حلب.

هل انتقلت المواجهة بين روسيا وأوكرانيا إلى سوريا؟

20:26

This browser does not support the video element.

وتنفي أنقرة تورطها في التطورات الأخيرة في سوريا. وقد أوضح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، باستمرار بأن تركيا لن تدعم أبدا الأعمال التي تؤدي إلى موجة جديدة من اللاجئين. واستقبلت البلاد حوالي 3.5 مليون لاجئ سوري منذ الحرب الأهلية. ولكن المزاج العام ضدهم يتغير على نحو متزايد وخاصة بسبب الأزمة الاقتصادية. ولعب ملف الهجرة دورا كبيرا في الانتخابات البرلمانية والمحلية الأخيرة ووضع الرئيس التركي أردوغان تحت ضغط كبير، وهو يسعى الآن إلى إعادة أكبر عدد ممكن من اللاجئين إلى سوريا وإقامة منطقة عازلة شمال الدولة المجاورة. وقد أكد أردوغان مؤخراً أن تركيا ملتزمة بخطتها للسيطرة على شريط بعرض 30 إلى 40 كيلومتراً في شمال سوريا.

 ما مدى سيطرة أنقرة على "الجيش الوطني السوري"؟

لكن هل سيتعاون أردوغان أيضاً مع الجهاديين في سبيل تحقيق هدفه؟ وبحسب يلدريم، فإن "الجيش الوطني السوري" المدعوم من أنقرة يضم أيضاً ميليشيات جهادية، إلا أن السيطرة على هذه الميليشيات تقع في يد أنقرة. وتابع يلدريم: "إن أفعالها تحاكي إلى حد كبير خطة تركيا"، ولكنه لا يتوقع حالياً أي قتال بين الفصائل أنفسها، ويقول الخبير الأمني​ إن "كل من هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري يريدان الإطاحة بالأسد". ويرى أنه يمكنهما تقاسم المناطق التي يسيطرون عليها فيما بينهما.

منذ نهاية الأسبوع، أعلن الإسلاميون المقربون من تركيا عن نجاحاتهم ضد الأكراد، فقد سيطر "الجيش الوطني السوري" على منطقة تل رفعت ويخطط لمهاجمة مدن كردية مجاورة أخرى.

وحتى لو كانت الحكومة التركية تدعم الهجوم الحالي عسكرياً، فإنها تحاول تجنب المواجهة المباشرة مع روسيا وإيران ونظام الأسد، كما يوضح خبير الشرق الأوسط، إرهان كيليسوغلو. وبدلاً من ذلك ستنتظر أنقرة أولاً وتراقب إلى أي مدى تستطيع القوات القريبة منها صد الأكراد والسيطرة على مناطقهم.

ويذكر أن الجيش التركي يقصف منذ عام 2016 المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في إطار عمليات عسكرية واسعة النطاق. ويتمركز الجنود الأتراك في مناطق جرابلس والباب وإعزاز وتل أبيض ومعقل المعارضة في إدلب.

وتتهم منظمات حقوقية، منها "هيومن رايتس ووتش"، أنقرة بارتكاب جرائم حرب. وفي تقرير نشرته المنظمة في مارس/آذار الماضي، اتهمت فيه أنقرة بارتكاب عمليات اختطاف ونهب وتعذيب وعنف جنسي. وتتحمل تركيا مسؤولية الهجمات الخطيرة وجرائم الحرب المحتملة التي ترتكبها قواتها والجماعات المسلحة المحلية التي تدعمها في المناطق التي تحتلها تركيا شمال سوريا.

أعدته للعربية: إيمان ملوك

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW