ما رأي خبراء التغذية في الاستعاضة بالطعام عن الدواء؟
٢١ أبريل ٢٠٢٢
يجادل البعض بأن الطعام يمكن أن يعمل كعلاج حتى من بعض الأمراض الخطيرة، وقد يستبدله البعض بالأدوية المصرح بها. فما مدى صحة جملة "ليكن طعامك دواءك ودواؤك هو طعامك"؟ وهل يعمل الطعام كعلاج بالفعل؟
إعلان
يقال إن الطبيب اليوناني أبقراط "أبو" الطب الغربي، كتب: "ليكن طعامك دواءك ودواؤك هو طعامك" منذ أكثر من 2500 عام.
لكن هذه العبارة، على ما يثار حولها من صحة نسبتها إلى أبقراط من عدمه، خلقت بعض المفاهيم الخاطئة على نطاق واسع. أحدها أنه من الممكن رفض العلاج الطبي التقليدي لصالح "علاج" المرض من خلال الطعام وحده. والسبب الآخر هو أننا إذا أصبنا بمرض مزمن، فذلك لأن نظامنا الغذائي لم يكن "صحيًا" بما يكفي.
لكن ذلك لا يعني أن التغذية مسألة غير هامة، بل على العكس. ففي حين أن علاج المرض كان يشمل الطعام في عصر أبقراط، إلا أنه لم يتم التعامل مع الطعام كدواء، فقد كان يُنظر إليه على أنه مادة يمكن لأجسامنا استيعابها والاستفادة من مكوناتها بعد الهضم، بينما كان يُنظر إلى الطب على أنه مادة يمكن أن تغير طبيعة الجسم.
وبحسب ما كتب الطبيب وخبير التغذية في المملكة المتحدة جوشوا وولريتش في كتابه الصادر في عام 2021 بعنوان "الغذاء ليس دواء"، فإن الأدوية قادرة على فعل أشياء بجسم الإنسان لا يستطيع أي شيء آخر القيام بها، ولكن عدم تناول دواء بشكل مبدئي ومسبق لا يعني الإصابة بالمرض، وفقاً لما نشر موقع "سياتيل تايمز" الأمريكي.
على سبيل المثال، يشير وولريتش إلى أن تناول فيتامين سي لعلاج الاسقربوط هو علاج ناجح لأن الإسقربوط ناجم عن نقص فيتامين سي، ولكن في حين أن الأدوية الخافضة للضغط تخفض ضغط الدم، فإننا لا نعاني من ارتفاع ضغط الدم لأننا لم نتناول الأدوية الخافضة للضغط ابتداء كنوع من الوقاية. ويلخص الأمر فيقول: "الطعام طعام. الطب دواء. دعونا نتوقف عن الخلط بين الاثنين".
قيود التغذية
بشكل عام، الحصول على مستويات كافية من العناصر الغذائية الضرورية يمكّن أجسامنا من التطور والعمل بشكل طبيعي. هذا يعني أنه عند تحسين جودة النظام الغذائي أو زيادة النشاط البدني، تحدث أكبر المكاسب الصحية، وذلك عندما ينتقل شخص ما من "خط أساس" منخفض - بمعنى نقص المغذيات وانخفاض أسس استمرار الحياة البيولوجية بشكل مستقر - إلى تلبية الحد الأدنى من المستويات الموصى بها.
في أحسن الأحوال ، يمكن أن يؤدي هذا الدافع لتناول الطعام (أي تناول الطعام كدواء) بشكل مثالي إلى الهوس بالطعام دون ضمان وجود المكافأة المرجوة، وهي هنا الحصول على صحة مثالية. في أسوأ الأحوال، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات في الأكل على سبيل المثال.
أيضاً هناك الكثير من القلق بشأن النظم الغذائية ذات الجودة الرديئة التي تؤدي إلى زيادة الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة. نعم هناك دليل على أن اتباع نظام غذائي مغذي يتضمن الكثير من الأطعمة النباتية يمكن أن يساعد في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، وهما على الأرجح المرضان المزمنان اللذان يقلقان الكثيرين، ولكن ليس هناك ما يضمن أن تناول الطعام الصحي سيسمح لك بتجنب تلك الأمراض.
ما العمل عند الإصابة بكبد دهني؟
05:25
أسباب متعددة للإصابة بالأمراض
تقول كاري دينيت أخصائية التغذية المعتمدة ومؤلفة كتاب "صحي من أجل حياتك: نهج شامل للعافية المثلى" إنها عندما كانت تعمل مع مرضى السرطان، أجرت العديد من المحادثات، والتي قال بعض المرضى خلالها إنهم يعرفون أنهم "تسببوا" في إصابة أنفسهم بالسرطان من خلال عدم تناولهم الطعام "الصحي بدرجة كافية"، واصفة الأمر بأنه عار تماماً عن الصحة.
وتلوم دينيت بشكل كبير جداً على فهم من هذا النوع، "لأن ما يحدد درجة صحتنا هي عوامل متعددة، فهناك العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتي تمثل حوالي 40 بالمائة ، والجينات/البيولوجيا والبيئة المحيطة تمثل 10 بالمائة وأيضاً جودة الرعاية الصحية التي نتلقاها تمثل حوالي 10 بالمائة، وتمثل سلوكياتنا الصحية الشخصية حوالي 30 بالمائة؛ و10 بالمائة تشمل التغذية وكذلك النشاط البدني والنوم والتوتر والرعاية الصحية الوقائية والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر (الجنس غير الآمن وعدم ارتداء أحزمة الأمان مثلا) وحالة التدخين وتعاطي الكحول والمخدرات.
وتختتم دينيت حديثها بالقول إن أفضل "دواء" يهدف إلى تحقيق التوازن في حياتنا - فيما يتعلق بالطعام والحركة والنوم والتوتر والمواد - هو الحفاظ على الروابط الاجتماعية، والحصول على الرعاية الصحية الوقائية، والعيش في حي آمن يمكن السير فيه بشكل منتظم، والتمتع بالحرية وعدم الوقوع تحت ثقل ووطأة الظلم.
ع.ح/ ع.ج
بالصور ـ لغز العلاقة الغامضة بين الغذاء والسعادة!
لايؤثر الطعام الصحي على الجسم فقط، بل وعلى الحالة النفسية أيضا. فالغذاء الصحي يحسن المزاج ويزيد الجسم طاقة وحيوية. الأكل الصحي لا يعني بالضرورة الحرمان مما لذَ وطاب، كما سنكتشف ذلك في هذه الجولة المصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الخضروات
من يتناول ما قدره حجم كف اليد من الخضروات والفاكهة الملونة يوميا خمس مرات على الأقل، يعطى لنفسه كل ما يحتاجه من العناصر الغذائية للحفاظ على صحته البدنية والنفسية. فالخضروات تحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة التي تخفف من أعراض القلق والخوف والاكتئاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Heinz
سكر أقل
مقاومة الأطعمة التي تحتوي على السكر مثل الحلوى وبعض المشروبات الغازية أمر صعب، لكنه ضروري للحفاظ على العقل السليم في الجسم السليم. باحثون من جامعات لانكاستر ووارويك في (البريطانية) وهومبولدت (الألمانية) اكتشفوا أن من يكثرون من تناول أطعمة تحتوي على نسبة كبيرة من السكر، يعانون من حالة مزاجية سيئة، بالمقارنة مع الذين يضبطون استهلاكهم للسكريات، بل ويشعرون بعد تناولهم لها بالنعاس والإجهاد.
صورة من: picture-alliance/Frank May
فيتامين ب
يلعب فيتامين ب دوراً محورياً في الحفاظ على عقل سليم، فهو ينشط الجهاز العصبي ويقاوم النعاس والإجهاد. من أهم أنواعه فيتامين ب1، فيتامين ب2 والنياسين (أو ب3) بالإضافة إلى حمض الفوليك (ب9). بعض الأغذية التي تحتوي على فيتامين ب هي الخضروات، اللحم الخالي من الدهون، المكسرات، السمك، الموز، البطاطا ومنتجات الألبان.
صورة من: Imago/Westend61
المعينات الحيوية
المعينات الحيوية (بروبيوتيكا) عبارة عن منتجات تحتوي على عضويات وخمائر مفيدة للجهاز الهضمي، وهي تساهم في الحفاظ على بكتيريا المعدة المفيدة، كما تساعد في تقليل اضطرابات القلق والإكتئاب. المنتجات التي تحتوي على هذه المعينات الحيوية تتضمن منتجات الألبان مثل الزبادي، بالإضافة إلى المخللات. كما يمكن الحصول على المعينات الحيوية من المكملات الغذائية على شكل كبسولات.
صورة من: picture-alliance/Zoonar/M. Uliasz
فيتامين د
يربط بعض العلماء نقص فيتامين د في الجسم بزيادة أعراض الإكتئاب والتاثير السلبي على الحالة المزاجية. ليس من الواضح إذا كان نقص فيتامين د يتسبب في الإكتئاب بشكل مباشر، ولكن المعروف أن الذين يعانون من الإكتئاب لا يخرجون كثيراً وبالتالي لا يتعرضون لضوء الشمس بقدر كاف. لذلك ينصح بالتعرض للشمس كلما أمكن، خاصة لمن يعيشون في المناطق التي يطول فيها الشتاء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
المغنيزيوم
أظهرت دراسات أجريت على جرذان أن نقص المغنيزيوم يؤدي إلى زيادة اضطرابات الخوف والقلق. لذلك تسهم الأغذية الغنية بالمغنيزيوم في إحساس الشخص بالهدوء والحفاظ على صحة الجهاز العصبي. من الأغذية الغنية بالمغنيزيوم الخضروات الورقية مثل السبانخ والكرنب والسلق بالإضافة إلى البقوليات واللوز ومنتجات دقيق القمح الكامل.
صورة من: picture-alliance/R. Märzinger
الزنك
معدن الزنك من أهم المعادن للجسم، ويساعد في التقليل من الخوف والإضطرابات. ويتسبب نقص الزنك في الجسم بزيادة أعراض الإكتئاب والعصبية والتصرفات العنيفة. تحتوي العديد من الأغذية على الزنك مثل المحار والكبد وصفار البيض ومنتجات دقيق القمح الكامل بالإضافة إلى بذور القرع والسمسم.
صورة من: picture-alliance/Zoonar/K. Solovyeva
اللحم الأحمر
لا يعني الغذاء الصحي عدم التمتع بشريحة لحم من وقت لأخر، بشرط أن يكون اللحم غير معالج أو ممتلئ بالدهون مثل لحوم النقانق. يمكن تناول شرائح صغيرة من اللحم الأحمر حتى ثلاث مرات أسبوعياً، فاللحم الأحمر يحتوي على الحديد الذي يقاوم أعراض الإجهاد.
صورة من: Imago/Imagebroker
الجوز البرازيلي
يحتوي الجوز البرازيلي على مادة السيلينيوم، وهي مادة لا يحصل عليها الكثير من الأشخاص بالقدر الكافي. يتسبب تقص السيلينيوم في الجسم في سوء الحالة المزاجية، ولذلك ينصح بتناول كميات صغيرة من الجوز و المكسرات بشكل مستمر. كما يحتوي العسل الأسود والأغذية البحرية والخضروات أيضاً على السيلينيوم.
صورة من: Colourbox
الكركم
يساعد الكركم (أو الخرقوم في بعض البلاد) على تهدئة الإلتهابات بالجسم وتخفيف الإلتهابات المزمنة التي يعاني منها البعض والتي تؤثر على وظائف المخ. المادة الفعالة في هذا البهار هي الكركمين، وهي ترفع نسبة الحمض الدهني أوميغا 3 المفيد في المخ، مما يساعد على تخفيف التوتر والقلق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images GmbH
مطبخ بلاد البحر الأبيض المتوسط
يتميز المطبخ المتوسطي بالأطعمة الصحية المتنوعة والشهية. فالوجبة تتكون عادة من الخضروات والسمك وخبز الدقيق الكامل مع إضافة زيت الزيتون والأعشاب والبهارات. ويمكن بعد الوجبة التحلية بقطعة من الفاكهة الطازجة. يؤدي إتباع طريقة غذاء المطبخ المتوسطي بشكل مستمر والتخلي عن الأطعمة التي تحتوي على السكر والدقيق الابيض إلى تحسن الحالة المزاجية والإصابة بالإكتئاب بمعدلات أقل، بحسب ما توصلت إليه أحد الدراسات.
صورة من: Colourbox
كافيين أقل
تنصح بعض المنظمات المعنية بالصحة النفسية الحذر عند تناول مشروبات تحتوي على مادة الكافيين. فعلى الرغم من إعطائها للشخص شعوراً بالنشاط، إلا أن الإكثار منها يؤدي إلى التوتر والإكتئاب وإضطرابات النوم. لذلك ينصح بالإعتدال والتقليل من كمية القهوة أو الشاي خاصة قبل النوم.
صورة من: Fotolia/Africa Studio
الشرب الكافي للماء
ينصح بشرب الماء بكميات كافية يومياً للحفاظ على صحة الجسم والمخ، فمن لا يشرب الماء بشكل كاف يجد صعوبة في التركيز والتفكير بوضوح. يُنصح عادة بشرب من 6 إلى 8 أكواب من الماء يومياً. كما قد يساعد شرب كوب من شاي البابونغ مساءاً أيضاً على تهدئة الأعصاب بعد يوم شاق.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/K.-J. Hildenbrand
الشوكولاتة الداكنة
يشعر الشخص بالسعادة بعد تناول قطعة من الشوكولاتة، وهو شعور لطيف ومطلوب. لذلك فمن الممكن أيضاً تناول الشوكولاتة بشرط ان تكون داكنة، أي أن تحتوي على نسبة عالية من الكاكاو. كما يجب الإنتباه إلى الكميات للحفاظ على الوزن.