ألغت شركة فيسبوك مئات الحسابات على منصتي فيسبوك وانستاغرام في مصر والسعودية والإمارات بدعوى تورطها في حملات دعائية منسقة للتأثير على رأي مستخدمي منصتي التواصل الاجتماعي. فما هي البلدان التي كانت تستهدفها هذه الحسابات؟
إعلان
قالت شركة فيسبوك إنها أزالت هذا الأسبوع أكثر من 350 صفحة ومجموعة وحساب كانت متورطة فيما يبدو في عمل منسق فيما بينها على منصتي فيسبوك وانستاغرام.
وقالت الشركة إنها اكتشفت وجود حملتين منفصلتين إحداهما في الإمارات العربية المتحدة ومصر، والأخرى في المملكة العربية السعودية وأنه قد تمت إزالة الحسابات المرتبطة بكلا الحملتين.
وأفادت الشركة بأن الحملتين قد أنشأتا شبكات متصلة من الحسابات لتضليل مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بشأن هوية هذه الحسابات وما الذي تفعله، وأكدت الشركة على أنه قد تم تبادل المعلومات حول النتائج التي تم التوصل إليها مع جهات إنفاذ القانون، والشركاء وصناع السياسات.
وتقول الشركة إنها تعمل بشكل مستمر لاكتشاف ووقف هذا النوع من الأنشطة لأنها لا تريد أن تستغل خدماتها للتلاعب بالمستخدمين، مضيفة بأنها تقوم بإزالة هذه الصفحات والمجموعات والحسابات بناءً على سلوكها وليس بناء على المحتوى المنشور، وأنه في كل هذه الحالات التي تم فيها إلغاء أو تعليق تلك الحسابات قام الأشخاص الذين يقفون وراءها بالتنسيق مع بعضهم مستخدمين حسابات مزيفة لتقديم أنفسهم للآخرين بشكل مخالف للحقيقة.
وقامت الشركة بحذف 259 حساب على فيسبوك و 102 صفحة لخمس مجموعات من على المنصة نفسها بالإضافة إلى 4 فعاليات على فيسبوك و17 حسابا على منصة انستاغرام لمشاركة الصور، وذلك بسبب انخراط هذه الحسابات في سلوك غير مناسب، وأن هذه الحسابات كان مصدرها مصر والسعودية والإمارات مستهدفة عدة بلدان بعضها في الشرق الأوسط وبعضها في شمال إفريقيا بما في ذلك ليبيا والسودان وجرز القمر وقطر وتركيا ولبنان وسوريا والأردن والمغرب.
وتقول الشركة إن من يقفون وراء هذه الشبكة من الحسابات اسخدموا حسابات مزيفة، وأن أنظمة فيسبوك قد اكتشفتها وقامت بتعطيلها وأن بعض هذه الحسابات انتحل صفة شخصيات عامة فيما قام البعض الآخر بانتحال صفة مواقع إخبارية في البلدان المستهدفة، وأن بعضها قام بالترويج لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأكدت فيسبوك أن هذه الحسابات نشرت بشكل متكرر ومتزامن عدداً من الأخبار السياسية وموضوعات عن الانتخابات وأن بعض هذه الأخبار والموضوعات كان عن الدعم المزعوم من جانب تركيا وقطر للجماعات الإرهابية، وأنشطة إيران في اليمن والنزاع في ليبيا ونجاح التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن واستقلال دولة أرض الصومال، وأن من قاموا على إدارة هذه الحسابات حاولوا إخفاء شخصياتهم الحقيقية، لكن تحقيقات الخبراء في شركة فيسبوك وجدت أن مديري تلك الحسابات على صلة بشركتين للتسويق إحداهما في مصر والأخرى في الإمارات.
وكثيراً ما توجه منظمات حقوقية ونشطاء اتهامات للدول الثلاثة بتشديد الخناق على مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، فيما تؤكد الدول أنها تعمل على حفظ أمنها القومي.
ع.ح/ع.ش
فيسبوك - من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
جعل العالم "قرية صغيرة" لم يعد هدف "فيسبوك" الوحيد. فمع السنين، صار الموقع الأشهر سلاحاً ذا حدين؛ يسمح بحرية التعبير، ولكنه يثير مخاوف خاصة فيما يخص البيانات الشخصية التي بات اختراقها ممكناً وتحويلها إلى أداة قمع وارداً.
صورة من: picture alliance/NurPhoto/J. Arriens
البداية من هارفارد
لم تكن نية مارك زوكربرغ ورفاقه في أول الأمر سوى إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بتبادل المعلومات والصور والآراء بين طلاب جامعتهم هارفارد. أطلقوا على تلك الشبكة اسم: فيسبوك. وفي الرابع من فبراير/ شباط 2004 تم تأسيس الشبكة رسمياً، ليتوافد عليها طلبة من جامعات أخرى وتلقى رواجاً ونجاحاً مهمين. هذا النجاح دفع مؤسسي "فيسبوك" إلى فتح باب العضوية للجميع ابتداءً من نهاية عام 2006.
صورة من: Reuters/B. Snyder
إقبال متزايد
كان لـ"فيسبوك" قدرة خارقة على اختصار المسافات والربط بين أطراف العالم بضغطة زر، حيث زاد المقبلون على استخدامه إلى الملايين منذ إنشائه. وقد تجاوز مستخدموه الآن ربع سكان العالم، كان مارك زوكربرغ قد كتب في تدوينة له السنة الماضية (2017) على "فيسبوك" أن عدد المشتركين وصل إلى ملياري شخص، في حين كان عددهم مليون شخص عام تأسيسه (2004).
صورة من: Reuters/D. Ruvic
كوكب مواز
اختراق "فيسبوك" للعالم وحيازته لمساحة مهمة من حياة الناس لم يكن بمحض الصدفة. فقد أتاح لمستخدميه فرصة التواصل مع العالم الخارجي والتعارف كما التعرف على أشخاص وأماكن جديدة، بالإضافة إلى الانفتاح وتبادل المعلومات والإدلاء بالآراء والمواقف الشخصية، سواءً عن طريق نشر تدوينات أو صور أو حتى مقاطع فيديو. هذه الميزات والتقدم الذي عرفه الموقع جعل كثيرين يطلقون عليه "الكوكب الموازي".
صورة من: picture-alliance/dpa/J.W.Alker
"استحواذ" وشراكات
استطاع "فيسبوك" أن يكتسب شهرة عالمية ويعقد بذلك شراكات مع مؤسسات معروفة. كما مكنته الأموال التي حصل عليها عن طريق الإعلانات من "الاستحواذ" على برامج أخرى. وتعتبر شركة "مايكروسوفت" من بين الذين قدموا عرضاً لشراء "فيسبوك" عام 2007 بشراء حوالي خمسة في المائة من أسهم "فيسبوك". أما بالنسبة للمواقع التي ضمها إليه، فقد كان تطبيق "إنستغرام" أولها عام 2012، تلاها "واتساب" عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Becker
"نافذة للرقابة والقمع"
اعترفت بعض المحاكم بـ"فيسبوك" منذ 2008. كما عوقب كثيرون بسبب نشرهم لمحتوى "لم يرق" لدولهم أو جهات أخرى. وكانت وزارة الداخلية المصرية عام 2014، مثلاً، قد ألقت القبض على سبعة أشخاص يستخدمون موقع "فيسبوك" "للتحريض" ضد قوات الأمن، حسب ما نقلت رويترز آنذاك. كما حُظر الموقع في بعض الدول كسوريا وإيران. لكن سرعان ما رُفع هذا الحظر. المنع لا يخص الدول، بل يشمل بعض الإدارات التي منعت موظفيها من استعماله.
صورة من: picture-alliance/empics/D. Lipinski
أفيون الثورات؟
شكل "فيسبوك" مساحة للإدلاء بوجهات النظر دون أي قيد قد يواجه المستخدم على أرض الواقع. الثورة في مصر عرفت طريقها نحو الواقع من "فيسبوك"، الذي لعب دوراً مهماً في تحويل قضية الشاب خالد سعيد إلى شرارة لإطلاق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وهو ما أشار إليه الناشط المصري وائل غانم في كتابه "ثورة 2.0". لكن الحرية بدأت تتراجع حين اعترفت المحاكم بالموقع وصارت الجرائم الإلكترونية ضمن ما تعاقب عليه هناك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/M. Deghati
منصة للجيوش الإلكترونية
خلق "فيسبوك" أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التي سخرته لخدمة مصالحها السياسية. وكان الجيش السوري الإلكتروني، الذي ظهر إبان الثورة السورية (2011-2012) واحداً من أبرز هؤلاء، حسب ما ذكر بعض المراقبين. فقد شن انطلاقاً من الموقع حرباً إلكترونية، وذلك باختراقات أو إغراق الصفحات بتعليقات مؤيدة لنظام الأسد أو اتهامات بالخيانة للمعارضين. بالإضافة إلى إرسال بلاغات لـ"فيسبوك" بإغلاق حسابات لمعارضين.
صورة من: Vernon Manlapaz
انتقادات متكررة!
"انتهاكات خصوصية المستخدمين، تسريب البيانات وإمكانية استغلالها من طرف الاستخبارات، فضلاً عن نشر مواد تدعو إلى العنف والكراهية والتمييز..." كلها انتقادات وجهت لـ"فيسبوك". لكن كريس هيوز، المتحدث الرسمي باسم الشركة سابقاً، رد على هذه الانتقادات بقوله: "لم نقم من قبل مطلقاً بتزويد أطراف آخرين بالبيانات الخاصة بمستخدمي الموقع، ولا نعتزم القيام بذلك على الإطلاق"، حسب ما تناقلته عدة مواقع إلكترونية.
صورة من: picture alliance/dpa/epa/R. Khan
دعاوى قضائية متعددة
رفعت العديد من الدعاوى القضائية ضد "فيسبوك"، كما رفع هو الآخر ضد مستخدمين. كان أول الدعاوى ضد الشبكة عام 2004، إذ اتهمت شركة "كونكت يو" مارك زوكربرغ بسرقة الأفكار التي وضعوها حول الموقع واستخدام الكود الرئيسي الخاص بهم. كما رفع الموقع هو الآخر دعوة ضد ضد آدم جوربوز، وحصل على تعويض قيمته 873 مليون دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Reinhardt
"إخفاق كارثي"
مسألة الحصول على بيانات المستخدمين جعلت "فيسبوك" محط محاسبة في مرات كثيرة؛ آخرها يوم 20 مارس/ آذار 2018. فقد دعت لجنة من المشرعين البريطانيين من مختلف الأحزاب رئيس "فيسبوك" إلى تقديم تفسير بخصوص "إخفاق شركته الكارثي" في حفظ البيانات الشخصية. كما قررت السلطات البريطانية التحقيق بشأن شركة "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية، التي اتهمت بحيازة غير قانونية لمعطيات مستخدمي الشبكة. إعداد: مريم مرغيش