لقد وقع ما حذر مدرب المانشافت يوآخيم لوف منه قبل انطلاق البطولة الأوروبية الحالية. لوف قال يومها إن المرحلة الأولى في يورو 2016 ستكون دفاعية. وبالفعل شهدت الجولة الأولى من دور المجموعات شحا في الأهداف. فما هو السبب؟
إعلان
شهدت الجولة الأولى من دور المجموعات ببطولة كأس أمم أوروبا لكرة القادم التي تقام حاليا بفرنسا شحا في تسجيل الأهداف لم يسبق له مثيل منذ عشرين عاما. ففي المباريات الـ 15 الأولى من البطولة لم يسجل أي فريق أكثر من هدفين. كما لم ينجح في الفوز بفارق هدفين سوى ألمانيا وإيطاليا والمجر، وقد سجلت كل واحدة منها هدفها الثاني قبيل نهاية المباراة مباشرة.
ويقول موقع "فوكوس" الألماني إن متوسط نسبة تسجيل الأهداف في الجولة الأولى بلغ 1.9 هدفا في المباراة الواحدة، ما يعني تراجعا بمقدار هدف تقريبا في المباراة الواحدة مقارنة مع البطولة الماضية التي أقيمت في بولندا وأوكرانيا عام 2012.
والسؤال هنا هو ما سبب شح الأهداف في يورو 2016؟ وبالفعل أجاب موقع "فوكوس" الألماني على هذا السؤال ذاكرا ثلاثة أسباب وهي:
1- التكتيك الدفاعي
حتى الآن لم يظهر من أي مدرب ما يوحي بوجود طفرة في الناحية التكتيكية في أداء الفرق الأوروبية. وقد لوحظ وجود مرونة كبيرة وفقا لسير المباراة. فمثلا المدرب الذي يلعب بثلاثة مدافعين تجده يتحول وبسرعة إلى الدفاع بأربعة وبخمسة، إذا اقتضى الأمر.
وأبلغ دليل على ذلك هو أسلوب الحائط الدفاعي المغلق، الذي لعبت به تشيكيا أمام إسبانيا، والذي كان مكونا من خمسة مدافعين. ويقول موقع "فوكوس" إنه في هذه الحالة من الصعب أن تلعب بطريقة "تيكي تاكا". وإذا تم تسجيل أهداف فسيكون ذلك عبر الضربات الثابتة.
ومن الأشياء غير المعتادة في هذه الحالة هو أن المدافعين هم من سجلوا في الغالب، مثل الألماني موصطافي صاحب هدف ألمانيا الأول في مرمى أوكرانيا وجيراد بيكيه صاحب هدف إسبانيا الوحيد في مرمى تشيكيا. وهناك أيضا الروسي فاسيلي بريزيفتسكي والسويسري فابيان شار.
2- اختفاء النجوم
وغالبا ما يظهر من أول يوم في البطولة نجم يضع بصمته عليها. فمثلا تألق ميشيل بلاتيني في بطولة عام 1984 من أول مباراة وخطف لبلده البطولة في النهاية. وسجل بلاتيني في تلك البطولة تسعة أهداف وهو أعلى معدل لهداف في تاريخ البطولة الأوروبية حتى الآن. وفي كأس العالم بإيطاليا 1990 ظهر الألماني لوتار ماتيوس من أول مباراة أيضا.
أما في يورو 2016 فلم يفرض نجم نفسه في الجولة الأولى وإن كان نجما ريال مدريد غاريث بيل ولوكا مودريتش قد سجلا لبلديهما. وفي المقابل ظهر نجوم آخرون بمظهر أقل بكثير من مستواهم الحقيقي مثل إبراهيموفيتش وكريستيانو رونالدو، بل إن بوغبا وغريزمان جلسا على مقعد البدلاء في المباراة التالية.
3. تحصن "المنتخبات الصغيرة"
ومن أسباب قلة الأهداف المسجلة في الجولة الأولى من يورو 2016 قيام المنتخبات غير المرشحة للوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة بتنفيذ خطة "الحائط الدفاعي"، تعويضا لفارق المستوى مع المنتخبات الكبرى. وقبل انطلاق البطولة كانت هناك نقاشات كثيرة حول زيادة عدد الفرق إلى 24 فريقا وأن ذلك سيؤدي إلى خفض مستوى اللعب. بيد أن النتيجة الأولى هي أن تلك الزيادة أدت إلى تغيير طريقة اللعب على الأقل.
فتشيكيا وأيرلندا الشمالية تعتمدان طريقة الدفاع التقليدية وصعدتا للنهائيات مباشرة. أما السويد والمجر وأوكرانيا وأيرلندا، التي دخلت البطولة هذه الدورة بسبب القانون الجديد ولم تكن لتتواجد في البطولة السابقة فإن الوحيد من بينها التي خسرت هي أوكرانيا في مباراتها أمام ألمانيا.
نجوم يورو 2016 وحيوانات تشبههم في الخفة
يقال للرجل السريع خفيف كالفهد، وللرجل الخطير سريع كالنمر، ولمن لا يخاف الليل ذئب ليل. وهكذا فقد أطلقت على نجوم بطولة كأس أمم أوروبا ألقابٌ تشبههم بالحيوانات. المقارنة في ملف صور.
غاريت بيل، سريع وخطر. يعد أسرع لاعب كرة قدم في العالم، وهو مهاجم وهدّاف منتخب ويلز في المملكة المتحدة. بوسعه بلوغ سرعة 36.9 كيلومتر في الساعة، وهو ما يجعله "فهداً" بشرياً، وإن كان لا يجاريه في السرعة.
روبرت ليفاندوفسكي متفائل ورشيق. نجم منتخب بولندا ومن ألمع لاعبي بايرن ميونخ الألماني. تألق بأدائه الأسطوري في مباراة البايرن ضد فريق فولفسبورغ عام 2015 حيث سجل خمسة أهداف في تسع دقائق. سيكون كابتن منتخب بولندا، ويشبّه بالكلب الأسترالي من نوع كليبي، الذي يشبهه في تعبير الوجه وفي الطموح والذكاء والتحفز.
زلاتان إبراهيموفيتش، يقظ وفطن. النجم الساطع الذي لعب لباريس سانت جيرمان منذ 2012 فائق السرعة، ومتميز في تسديد ضربات الجزاء المهلكة، وقدير في إيصال الكرات لصنع ضربات جزاء. بطول يبلغ 1.95 متراً يعلو فوق نظرائه، ويبدو إلى حد بعيد شبيهاً بنظيره الحيواني "المرقاط" الفطن.
واين روني المثابر الصبور هداف مانشستر يونايتد المتميز. أثبت وفاءه عام 2002 حين صمد أمام إغراءات بيرتي فوكس الذي حاول استمالته للمنتخب الوطني الاسكتلندي. ورغم أنه اسكتلندي، فقد فضل أن يلعب لصالح إنكلترا. كلب "بولدوغ" هو الحيوان الوحيد الذي يمكن أن يكون نظيراً له.
كوستل بانتيليمون، بعيد النظر. حامي الهدف الروماني البالغ طوله 2.03 متراً وهو أطول لاعب في يورو 2016، وقد قبله منتخب واتفورد الإنكليزي ليستفيد من سيقانه الطويلة التي ستعينه في صد الهجمات. هو مثل الزرافة، قادر على مشاهدة الخطر قبل غيره بسبب ارتفاع رأسه.
توماس مولر صفيق ومشاكس. أسماه زملاؤه بدييغو مارادونا، أسطورة منتخب الأرجنتين ومدربه. تألق مولر مع فريقه في تصفيات كاس العالم عام 2010 حين كان عمره 20 عاماً. وهو اليوم نجم بايرن ميونخ الشهير بفمه العريض الذي يشبه فم قرد الهاولر.
مسعود أوزيل، بعيد النظر وذكي، لاعب الوسط الذي يعرف تماماً ما يريد، وهو يلعب اليوم مع منتخب ألمانيا باعتباره ألمانياً، وفي نفس الوقت كان يلعب مع أرسنال لندن. يشبه الحرباء في أنه يتكيف مع محيطه بسرعة. لذا لا تراه غالباً في الميدان، بل يظهر فجأة في اللحظة المناسبة ليسدد الكرة مباشرة إلى قلب هدف الخصم.
باول بوغدا، أصيل وواثق بنفسه، لاعب وسط المنتخب الفرنسي الذي يلعب حالياً ليوفانتس توريس، يعتبر فتى العجائب بكل معيار، ويلقب بالاسم الإيطالي "البولبو" الذي يعني الأخطبوط بسبب طول ذراعيه وساقيه، وقد أحرز لقب أخطبوط رغم أن تسريحة شعره تجعله شبيهاً بالبطريق.
ماتيو فالبينو، انفجاري ومؤثر. من أقصر لاعبي يورو 2016 إذ لا يتجاوز طوله 1.63 متراً ويلعب مع المنتخب الفرنسي منذ عام 2010. سريع ومخادع ينسل من أي ثغرة مثل فأر ويشبه لذلك بالفأر.
كريستيانو رونالدو واثق بنفسه ومتسلط. قبل أن يسدد الكرة باتجاه الهدف يخطو ثلاث خطوات إلى الوراء ويشخص بنظره إلى المرمى ، ثم يسدد الكرة ولا يهتز شعر رأسه للرمية المحكمة. وحين يسدد كرة أثناء اللعب، فعلى خصومه التزام الحذر، فهو طاووس البرتغال المتألق بحق.
ريناتو سانشيز، يافع ومتحفز، لاعب وسط البرتغال هو الأصغر في يورو 2016 إذ لا يتجاوز عمره 18 عاماً. وقد اشتراه بايرن ميونخ بمبلغ 35 مليون يورو من بنفيكا لشبونه. يتميز بتسريحة شعره وبقدرته على القفز.
غابور كيرالي، صلب وذو خبرة. مثل سلحفاة طويلة العمر. أنفق حامي الهدف كثيراً من الوقت على مصطبة الانتظار، ثم نال لقب حارس مرمى العام. يبلغ من العمر أربعين عاماً وهو اليوم أكبر لاعب مشارك في يورو 2016 سناً.
12 صورة1 | 12
وكان مدرب ألمانيا يوآخيم لوف قد حذر قبل البطولة من أنها ستشهد مرحلتين الأولى ستكون بطابع تكتيكي في دور المجموعات والثانية بطابع هجومي في مراحل خروج المغلوب عندما تواجه أفضل المنتخبات بعضها، حسب ما ذكر موقع فوكوس أونلاين الألماني.