كشف تقرير لصحيفة "ديلي ميل" عن إقامة عناصر من حماس، أُفرج عنهم ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في فندق فاخر وسط القاهرة، ما دفع شركة "توي" الألمانية إلى سحب الفندق من برامجها، فما قصة ما بات يُعرف بـ "فندق حماس"؟
سحبت "توي" الألمانية فندق فاخر في القاهرة من برنامجها السياحي بعد ما كشفت "ديلي ميل" أن عناصر من حماس تقيم فيه.صورة من: picture-alliance/dpa/H. Dittrich
إعلان
أعلنت مجموعة "توي" الألمانية للسياحة أنها قررت إزالة فندق "رينيسانس كايرو ميراج سيتي"، المعروف إعلاميا باسم "فندق حماس"، من برنامجها السياحي.
وقال متحدث باسم الشركة لصحيفة "بيلد" الألمانية: "نحن لا نقدم حاليا رحلات إلى هذا الفندق".
وجاء هذا القرار عقب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كشف أن 154 عنصرا من حركة حماس كانوا قد أقاموا في هذا الفندق الفاخر.
وذكرت الصحيفة أنه تم إخراج عناصر من الحركة من الفندق بعد أن كشفت أنهم كانوا يقيمون فيه إلى جانب سياح غربيين لم يكونوا على علم بذلك.
وأشارت إلى أنه تم إخراج أكثر من 150 من عناصر حماس من فندق "رينيسانس كايرو ميراج سيتي"، التابع لسلسلة فنادق ماريوت، خلال ساعات قليلة من نشر التحقيق السبت.
استضافت مدينة شرم الشيخ قمة السلام في الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري حيث شهدت مراسم التوقيع على أتفاق وقف الحرب.صورة من: Evan Vucci/AP Photo/picture alliance
ما القصة؟
كما كشفت الصحيفة البريطانية أن طاقم طيران بريطاني كان متواجدًا في الفندق في ذلك الوقت، وقد أصيب بالذهول بعد نشر التقرير، إذ لم يكن لديهم أي فكرة أنهم كانوا يقيمون في نفس المكان مع عناصر من الحركة.
إعلان
وذكرت الصحيفة أيضا أن عناصر من حماس، ممن أُفرج عنهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يقيمون في الفندق ذاته. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع نقل هؤلاء العناصر إلى وجهات أخرى مثل قطر و تركيا و تونس.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الفندق أو من السلطات المصرية بشأن تقرير الصحيفة.
وقد استضافت مدينة شرم الشيخ مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بهدف التوصل إلى إنهاء الحرب، وذلك بموجب مقترح قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتبع ذلك عقد قمة السلام في الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتي شهدت مراسم التوقيع على الاتفاق الذي نص على الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة مقابل نحو 2000 شخص من السجون الإسرائيلية.
اتفاق شرم الشيخ.. حقل ألغام؟
30:04
This browser does not support the video element.
المُفرج عنهم؟
ومن بين هؤلاء، تم إبعاد 154 فلسطينيا من ذوي الأحكام المؤبدة إلى مصر، حيث يقيمون منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول في فندق دون أوراق ثبوتية، ويُمنعون من الخروج إلا بموافقة أمنية، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس".
وقالت "فرانس برس" نقلا عن نادي الأسير الفلسطيني، إن أكثر من مئة سجين آخر تم إبعادهم في صفقة تبادل سابقة بين إسرائيل وحماس في يناير/ كانون الثاني الماضي، يقيمون في الفندق نفسه في القاهرة.
وذكرت وكالة "رويترز" أن من بين من أُفرج عنهم ضمن الاتفاق 250 فلسطينيا، بعضهم أعضاء في فصائل فلسطينية مسلحة، أدينوا أو وُجهت إليهم تهم بتنفيذ هجمات أو التخطيط لها.
وجاء في قائمة نشرتها وزارة العدل الإسرائيلية أن التهم الموجهة إلى السجناء المفرج عنهم تراوحت بين الخطف والقتل، والتورط في عمليات إطلاق نار أو هجمات واسعة النطاق، وحيازة أسلحة نارية، والانتماء إلى جماعات متشددة.
وقالت حركة حماس في وقت سابق إن 154 من أصل 250 سجينا مدانا تم ترحيلهم إلى مصر.
يُشار إلى أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلامية مسلحة، تصنّفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى كمنظمة إرهابية.
تحرير: عماد غانم
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م