1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

090810 Sicherheit Atomkraftwerke

١٦ أغسطس ٢٠١٠

على الرغم من الإجراءات المشددة التي تتخذها ألمانيا لحماية منشئاتها الذرية وجهت كارثة الفيضانات الأنظار إلى هذه المنشئآت وما إذا كانت الإجراءات المتخذة كافية لحمايتها من الكوارث الطبيعية ومن ضربات إرهابية قد توجه من الجو.

مفاعل بيبليس أقدم مفاعل ذري ألمانيصورة من: picture-alliance/ dpa

يوجد في ألمانيا 12 محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الذرية تحتوي على 17 مفاعلا. وقد تم منذ فترة طويلة وقف العمل في 19 مفاعلا بني بعضها في مطلع الستينات والسبعينات، لأن طريقة عملها لم تعد تتماشى مع أحدث المعايير الأمنية. وفي أعقاب الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001 أرادت الحكومة الألمانية تعزيز أمن المفاعلات الذرية المتبقية في البلاد وجعلها منيعة على الاعتداءات الإرهابية وحوادث سقوط الطائرات. وفوضت هيئة مختصة في الولايات المتحدة بإجراء دراسة بهذا الشأن. وبعد ذلك طلعت الهيئة الأمريكية باقتراحات تقضي بتدعيم جدران المنشئات الذرية بطبقات إضافية من الإسمنت، يصل سمكها إلى ثلاثة أمتار، ومد شبكات معدنية حولها ونظم إثارة الضباب للتغشية.

إحاطة المعلومات بالسرية

لكن لا يعرف حتى الآن بالضبط ما الذي تم تنفيذه من هذه المقترحات. بل يلتزم القائمون على تشغيل المفاعلات بالصمت ومعهم شركات توليد التيار الكهربائي والهيئة المسؤولة عن أمن المفاعلات ووزارة البيئة الاتحادية. وكل ما قيل هو أن القضية محاطة بالسرية التامة. لكن منظمات غير حكومية قدمت معلومات حول ذلك، ومن بينها رابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية IPPNW ومنظمة حماية البيئة غرين بيس، فقد أجرت هاتان المنظمتان دراسات حول ذلك وتتحدثان عن النتائج بكل صراحة، مثلما يفعل توبياس ريدل من منظمة حماية البيئة غرين بيس: "لا يوجد أي مفاعل ذري ألماني محصن ضد سقوط طائرة ضخمة." ويشير ريدل إلى أن هذا الخطر أكبر بكثير لدى المفاعلات القديمة، فجدران أبنيتها رقيقة جدا إلى درجة أن طائرة صغيرة قد تلحق بها أضرارا كبيرة.

وهكذا حصلت المفاعلات بيبليس A و B، وبرونس بوتل، وإيسار واحد، وكرومل على تقييم سيئ جدا، لهذا اقترحت هيئة أمن المنشئات الذرية بناء نظام إلكتروني خاص في طائرات الركاب، يحوّل مسارها تلقائيا حال خروجها عن وجهتها واقترابها من منشأة ذرية. لكن فيما يتعلق بهذا الاقتراح أيضا، لا يدلي أي طرف معني بأي معلومات رسمية عما إذا كان قد تم تنفيذه أم لا، وبدلا من ذلك تتم الإشارة إلى أنه لا يُسمح حتى للطائرات الحوّامة بالهبوط على مقربة مباشرة من المفاعلات الذرية.

فعالية منشئات إثارة الضباب

آلاف المتظاهرين يحتجون على نقل نفايات ذرية إلى مستودع غورليبنصورة من: AP

وعلى بعد ثلاثين كيلومترا من كارلسروه بدأ القائمون على المفاعل الذري فيليسبورغ ببناء منشأة ضبابية حول المفاعل، تقوم وقت الخطر بإحاطته بسحب دخانية في ظرف 40 ثانية. لكن توبياس ريدل يقول إنه لا يمكن بذلك معالجة المشكلة بشكل فعلي، لأن التجارب" أثبتت أنه بالإمكان توجيه الطائرات بواسطة نظام الأقمار الصناعية GPS وليس من الممكن تعطيل آلية هذا النظام." ويؤكد هينريك باوليتس من منظمة "أطباء ضد الحرب الذرية" على ضرورة التصرف قبل فوات الأوان ووقوع أخطر الحوادث، ويقول:" إن مجرد نشوب حريق حتى لو كان من جراء سقوط طائرة رياضية صغيرة يسبب مشاكل جمة."

وتصدر هذه الأقوال عن منظمات غير حكومية في الوقت الذي يؤكد فيه القائمون على إدارة المفاعلات الذرية وحتى الهيئة العالمية للطاقة الذرية أن المفاعلات الذرية الألمانية تتمتع بمستوى أمان رفيع، مما يثير التساؤل عن مدى صحة أقوال تلك المنظمات. وإجابة على مثل هذه التساؤلات يقول هنريك باوليتس من منظمة حماية البيئة غرين بيس:" إننا نعتمد بشكل عام على تقييم المنظمات الرسمية والخبراء المعترف بهم رسميا وهيئات الرقابة، إننا نستشهد حتى بالقائمين على تسيير المفاعلات." ويبين باوليتس بذلك أن المنظمات غير الحكومية تعتمد في تقييمها على أقوال مسؤولين وخبراء من الطرف المعاكس.

أخطار أكبر من العمليات الإرهابية

وإذا صح ما تقوله هذه المنظمات فمن المفروض أن لا يقتصر قلق الألمان على مدى صمود المفاعلات الذرية أمام العمليات الإرهابية، فهناك أخطار أكبر من ذلك، مثل احتمال التعرض إلى الفيضانات والهزات الأرضية. ففي منطقة جريان نهر الراين، المعرضة إلى خطر الهزات الأرضية، تم قبل أيام تمديد عمل المفاعل الذري بيبليس B، ويصف هنريك باوليتس الذي يُجري منذ سنوات دراسات على ذلك هذه الخطوة بأنها عمل غير مسؤول، ويشير إلى أن " بيبليس مبني على أساس مقاومة الهزات حتى متر ونصف في الثانية، علما بأن المنطقة قد تتعرض حسب تقديرات الخبراء إلى هزات بضعف هذه القوة."

قطار يقل حاوي المفاعل المفكك راينسبيرغ الذي أوقف عن العملصورة من: AP

وهناك أيضا أخطار الفيضانات، فقد تعرضت مباني المفاعلات الذرية القريبة من الأنهار إلى تسرب المياه إليها خلال ارتفاع منسوب المياه، الأمر الذي قد يسبب، حسب باوليتس، انقطاع التيار الكهربائي وإلحاق اضطرار قد تؤدي إلى وقف عمل المفاعل.

أرقام مهدئة

وتم الإبلاغ منذ 1965 عن 5600 حادثة، بين صغيرة وكبيرة. ويؤكد الخبراء على ضرورة تحسين أمن المفاعلات كي تبقى محمية من أخطار العمليات الإرهابية والحرائق والهزات الأرضية. ويُلزم حكم للمحكمة الاتحادية الإدارية القائمين على عمل المفاعلات الذرية بذلك، لكن على شرط أن تتناسب النفقات مع إجراءات التحسين.

من جانب آخر تهدئ الخواطر، دراسة أجرتها هيئة أمن المفاعلات الذرية عام 1989 عن الأخطار المحتملة، وجاء فيها أنه لا يوضع في الحسبان أن يتعرض مفاعل ذري ألماني إلى حادثة كبيرة إلا مرة في كل 33000 سنة.

فولفغانغ ديك/منى صالح

مراجعة: عبدالرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW