تحدثت كييف عن "تعزيز" لمواقع قواتها المتوغلة في منطقة كورسك الروسية، بينا قالت موسكو إنها "صدت" هجمات أوكرانية جديدة. هذا في وقت عادت المخاوف على سلامة محطتي زابوريجيا الأوكرانية وكورسك الروسية للظهور.
إعلان
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت (17 آب/أغسطس 2024)، أنّ قواته "تعزز" مواقعها في منطقة كورسك، بعد أكثر من عشرة أيام على بدء هجوم كبير غير مسبوق لكييف على الأراضي الروسية.
من جهته، أعلن الجيش الروسي أنّه "صدّ" هجمات جديدة شنّتها كييف، بينما يواصل قصف مناطق أوكرانية خصوصاً في دونباس (شرق) حيث يحافظ على تفوّقه في مواجهة القوات الأوكرانية.
وبدأ الجيش الأوكراني في السادس من آب/أغسطس هجوما على منطقة كورسك الحدودية، حيث أعلنت كييف السيطرة على 82 بلدة و1150 كيلومترا مربعا في توغّل باغت موسكو واعتُبر أكبر عملية عسكرية أجنبية على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال زيلينسكي على تلغرام بعد اجتماع مع القائد الأعلى للجيش الأوكراني "الجنرال (أولكسندر) سيرسكي أفاد عن تعزيز مواقع قواتنا في منطقة كورسك وتوسيع نطاق المنطقة المؤمنة". وأعلن زيلينسكي في مقطع مصور مساء السبت أن "العملية تجري وفق ما خططنا له بالضبط".
وكان قائد الجيش الأوكراني قد أكد لزيلينسكي الجمعة أنّ قواته تقدّمت "من كيلومتر إلى ثلاثة كيلومترات" وأسرت جنودا.
من ناحيته، أعلن الجيش الروسي الذي نشر تعزيزات في العديد والعتاد أنّه "صدّ" هجمات أوكرانية قرب ثلاث بلدات في منطقة كورسك، مؤكدا أنّه ألحق خسائر فادحة في صفوف العدو.
في موازاة ذلك، يتواصل القتال العنيف في شرق أوكرانيا حيث يحقّق الجيش الروسي مكاسب على الأرض منذ أشهر. وأعلنت موسكو في الأيام الأخيرة سيطرتها على عدّة قرى باتجاه مدينة بوكروفسك التي تعتبر مركزا لوجستيا مهما.
هل انتهى وقت الخطوط الحمراء بالنسبة لأوكرانيا؟
03:55
وقال زيلينسكي السبت إنّ "عشرات الهجمات الروسية شُنّت على مواقعنا في اليوم الماضي"، مؤكدا أنّ قواته "تبذل كلّ ما في وسعها لتدمير المحتل وصدّ الهجمات". وأكد أن "الوضع تحت السيطرة".
تحذيرات "نووية"
في غضون ذلك قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن وضع السلامة في محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا آخذ في التدهور بعد ضربة بطائرة مسيرة أصابت الطريق عند محيط المحطة اليوم السبت. وذكرت وكالة تاس للأنباء أن الإدارة الروسية للمحطة قالت إن طائرة مسيرة أوكرانية أسقطت شحنة ناسفة على طريق خارج المنشأة مما عرّض موظفيها الذين يستخدمون الطريق السريع للخطر.
من جهتها، أخطرت وكالة الطاقة الذرية الروسية (روساتوم) الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتدهور الوضع في محطة كورسك للطاقة النووية ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها موسكو. ودعا أليكسي ليخاتشوف رئيس وكالة روساتوم في محادثة هاتفية أمس الجمعة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي إلى زيارة منطقة كورسك لرؤية الوضع في المحطة وبلدة كورتشاتوف بنفسه، حسبما نقلت وكالة (إنترفاكس) الروسية للأنباء في موسكو عن روساتوم. وقالت روساتوم إن عدة إنذارات من غارات جوية تنطلق يوميا بسبب خطر الهجمات الأوكرانية.
وبحسب تقارير روسية، تم العثور مؤخرا على أجزاء من صواريخ في موقع محطة كورسك للطاقة النووية.
وتتعرض محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تحتلها روسيا منذ نحو سنتين ونصف السنة، مرارا لهجمات وأعمال تخريب. وتتبادل موسكو وكييف اللوم في هذه الهجمات. وكلفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبين بالتمركز في محطة زابوريجيا.
خ.س/ف.ي (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.