العنف ضد الأجانب في برلين والولايات الشرقية في ألمانيا أعلى بكثير مقارنة بالعنف في الولايات الغربية، وذلك وفقا للإحصائيات الرسمية. لكن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير من الرسمية، كما يقول بعض الناشطين.
إعلان
سجلت في العام الماضي رسميا 130 عملية عنف ضد الأجانب في ألمانيا، 61 عملية منها نفذت في برلين وفي الولايات الخمس التي كانت تشكل جمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية). ولكن سكان مدينة برلين وهذه الولايات الخمس لا يشكلون سوى 17 بالمائة من سكان ألمانيا، رغم ذلك وقع 47 بالمائة من حالات معاداة الأجانب في هذه المناطق، حسب ما ذكرت صحيفة "ميتيل دويتشه تسايتونغ". واعتمدت الصحيفة على إحصائيات وزارة الداخلية الألمانية التي أجابت على طلب خاص موجه لها لكشف الأرقام من قبل حزب الخضر الألماني.
يضاف إلى ذلك أن العمليات الموجهة ضد الأجانب في "شرق ألمانيا" ارتفعت بنسبة 40 بالمائة عن سنة 2013. وهذه الأرقام توجه تحذيرا لنا، كما يقول روبرت لوديكه وهو المتحدث باسم منظمة أماديو أنطونيو الخيرية الألمانية. وهذه المنظمة هي منظمة مجتمع مدني مقرها في برلين وتأسست سنة 1998 وناشطة في حماية المجتمع ودعم الثقافة الديمقراطية. وحملت اسم أماديو أنطونيو، العامل الأنغولي الذي قتله يمينيون متطرفون في إيبرسفالد في شرق ألمانيا سنة 1990.
وأضاف المتحدث باسم المنظمة: "ازداد عدد الهجمات ضد الأجانب في العامين الأخيرين. والتظاهرات التي شهدتها بعض المدن في الولايات الواقعة في شرق ألمانيا أثرت على ازدياد الهجمات ضد الأجانب بشكل كبير". و"العنف العنصري يحدث في الأماكن التي فيها الأجواء العامة مهيأة لذلك"، كما يقول لوديكه في حديثه مع DW.
تميز وزارة الداخلية الألمانية بين العمليات التي تسجل رسميا كعمليات عنصرية، والتي تستهدف الأجانب حصرا، والعمليات الأخرى التي يقوم بها اليمين المتطرف، والتي تستهدف الألمان أيضا، وخاصة ضد من يقومون بأعمال خيرية لصالح الأجانب ويحمونهم.
وعدد الهجمات اليمينية المتطرفة هو أكثر بكثير من الهجمات ذات الدوافع العنصرية. وكان عددها في العام الماضي 1029 عملية، حسب إحصائيات وزارة الداخلية. وفي ولاية شمال الراين ويستفاليا في غرب ألمانيا كان عددها 370 هجمة، وهي أكثر من جميع الحالات المسجلة في ولايات برلين وساكسونيا وبراندنبورغ. وهناك تجمع تقليدي للنازيين الجدد في ولاية ويستفاليا، حسب لوديكه.
مشكلة لا تقتصر على شرق ألمانيا
بعد الوحدة الألمانية سنة 1990 استثمرت الحكومة الموحدة الكثير من الأموال في عملية بناء برامج حماية من التطرف، كما يضيف لوديكه. ومن هذه البرامج برنامج دعم مالي ومراكز استشارة لضحايا أعمال عنف ذات دوافع سياسية.
أما في غرب ألمانيا فلم تقدم الحكومة أية برامج مشابهة. والسبب حسب لوديكه: "ترى الولايات الألمانية الغربية ولغاية اليوم بأن العنف الصادر من المتطرفين اليمينيين هو مشكلة الولايات الواقعة في شرق ألمانيا".
لكن الأمر في الحقيقة ليس كذلك، فولاية شمال الراين ويستفاليا، وهي أكبر ولاية في ألمانيا من حيث عدد السكان، هي الولاية الوحيدة في غرب ألمانيا التي تحتوي على مراكز استشارة ومراكز لتسجيل أعمال العنف ذات الدوافع السياسية. ولذلك، فإن أرقام أعمال العنف ذات الدوافع السياسية في هذه الولاية مرتفعة جدا مقارنة بالولايات الأخرى في غرب ألمانيا، لأنها قد تكون الولاية الوحيدة التي تصنفها كذلك، كما يقول المتحدث باسم منظمة أماديو أنطونيو.
وفي الولايات الأخرى هناك الكثير من حالات أعمال عنف ذات دوافع سياسية، لكن أغلب الحالات لا تسجل أو لا تصنف كذلك. ولذلك يعتقد روبرت لوديكه بأن الأرقام الحقيقية لأعمال العنف هي أكثر بكثير من الأرقام الرسمية، ودعا من جانبه السلطات الألمانية إلى الانتباه لذلك وحل المشكلة.
مبادرات إنسانية مبتكرة لمساعدة اللاجئين في ألمانيا
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
أسس سفين بورخيرت وبعض أصدقائه في دورتموند مبادرة "فرييفونك"، وفيها يزودون اللاجئين في مراكز اللجوء بانترنيت مجاني. ويعمل القائمون على المبادرة على وضع جهاز "روتر" في مراكز اللجوء وجمع التبرعات لتمويل المشروع الخيري. أكثر من 400 لاجئ في دورتموند يستعمل الانترنت المجاني بفضل هذه المبادرة.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Thissen
المعماري غونتر رايشيرت يقوم بتعليم الأطفال اللاجئين في ألمانيا القراءة والكتابة وتعلم الألمانية. وأسس في مدينة نورنبيرغ أول مكتبة لطالبي اللجوء اسماها "أزولوتيك"، التي يمكنهم فيها تعلم الألمانية واستعارة الكتب مجانا. ويقول غونتر : "هدفي أن تكون هناك 50 "أزولوتيك" في ألمانيا في نهاية هذا العام".
صورة من: picture alliance/dpa/T. Schamberger
طالبة قسم الفنون ناتاليا تعمل في وقت فراغها مترجمة متطوعة دون مقابل مالي في أحد مراكز تقديم اللجوء في برلين، الذي يعمل فيه 100 مترجم. وعملت ناتاليا سابقا كمترجمة للغة للعربية والروسية في الكثير من مراكز الاستشارة في ألمانيا. كما ترافق ناتاليا اللاجئين عند ذهابهم إلى مواعيد رسمية أو زيارة الطبيب.
صورة من: picture alliance/dpa/G. Fischer
هليدهغارد نيس ناختسهايم تسكن مقابل إحدى دور اللاجئين في ولاية براندنبورغ. وعندما قدم أول 180 لاجئ إلى مدينتها سنة 2013 أسست هليدهغارد مع زوجها فريقا لاستقبال اللاجئين الجدد. وتحاول هليدهغارد مساعدة اللاجئين بطرق شتى لتسهيل حصولهم على الخدمات الضرورية. وتدعوهم باستمرار لشرب القهوة وللحديث معهم.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Settnik
أما السيدة كارولا لانغة فهي رئيسة تجمعات مساعدة اللاجئين في إحدى مدن ساكسن. وتحاول هي و40 شخصا آخرين مساعدة اللاجئين وتعليمهم اللغة الألمانية، وخاصة في تمضية أوقات فراغ اللاجئين وعن ذلك تقول : "هؤلاء الناس لا يعملون شيئا، إذ يترتب عليهم الانتظار. إنها مشكلة كبيرة تواجههم".
صورة من: picture alliance/dpa/J. Schurig
تعمل مؤسسة "غوته تات دي إي" الخيرية في برلين على تقديم المساعدات والاستشارات للاجئين في المدينة. وبسبب الإقبال الكبير من الألمان على العمل التطوعي المجاني أصبحت المؤسسة مركزا لتقديم الطلبات وتوزيع الراغبين في العمل على الأماكن في المدينة. وقدمت المؤسسة رقما مجانيا للاتصال بها وللتسجيل للعمل التطوعي.
صورة من: picture alliance/dpa/G. Fischer
بعض الطلبة في فرانكفورت قرروا إنشاء شبكة موقع إليكتروني للاجئين أصحاب الشهادات لتقديم المعلومات الأكاديمية لهم وللتعرف على كيفية معادلة شهاداتهم، بالإضافة إلى البحث عن فرص عمل مناسبة. وتقدم شبكة "أي إي في" أيضا برامج لتعلم الألمانية عن طريق التحاور الثنائي "تانديم".
صورة من: picture alliance/dpa/C. Schmidt
راينهارد ييليس يدير إحدى الشركات في مدينة مولهايم أن دير رور. وطلب قبل عام على صفحته في فيسبوك جمع تبرعات لعائلة عراقية لاجئة تضم عددا كبيرا من الأطفال. لقي نداء راينهارد تجاوبا وأسس بعدها مبادرة " أهلا بكم في مولهايم". المتطوعة نبيلة تعمل في مخزن التبرعات على توزيع المساعدات للاجئين.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Hitij
نيكول تساناكيس وكورنيليوس كاوب بدؤوا في الشهر الحالي مبادرتهم في جمع تبرعات للاجئين. وسيقومان بالتجول عبر لوحات التزلج بدءا بمدينة دوسلدورف وإنتهاء بمدينة هامبورغ في الشمال. الشابان جمعوا لغاية الآن 7000 يورو وسيقومون بالتبرع بالمبلغ الإجمالي لمنظمة "ستاي" الخاصة بالعناية باللاجئين.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Hitij
حتى المشاهير في ألمانيا يحاولون وبصورة علنية مساعدة اللاجئين. الممثل الألماني الشهير تيل شفايغر يحاول بناء مركز للاجئين في ألمانيا. ومن جهتها الممثلة سارة تكوتش ذهبت بنفسها إلى مراكز اللجوء لتعمل كمتطوعة لمساعدة اللاجئين.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
عضو البرلمان الألماني مارتن باتسيلت عن حزب الديمقراطي المسيحي استضاف في بيته لاجئان من إريتريا ليعيشا معه ومع أبنه في نفس الغرفة. بالإضافة إلى ذلك يعتني السيد باتسيلت باللاجئين ويذهب معهم للتنزه، فيما تعلم زوجته اللاجئين اللغة الألمانية في المنزل.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Pleul
في منطقة سييت في شمال ألمانيا تم تحويل معسكر سابق للجيش إلى مركز لإيواء اللاجئين. وسيأتي نحو 600 لاجئ للمركز الجديد، الذي انضم عدد من المتطوعين للعمل فيه، وضمنهم السيدة بريغيته فوتكا التي تنظم التبرعات في المركز.