يتابع عشاق كرة القدم حول العالم بطولة يورو 2024 التي انطلقت في ألمانيا. وفي هذا العام، ستساعد التكنولوجيا الذكية مثل كرات المبارايات المتصلة بالانترنت وتقنية كشف التسلل شبه الآلية، ستساعد الحكام على اتخاذ قرارات أكثر دقة من أي وقت مضى.

الكرة المتصلة بالانترنت

قطعت كرة القدم شوطًا طويلًا منذ نشأت هذه الرياضة الحديثة في بريطانيا في القرن التاسع عشر. واليوم وفي بطولة أمم أوروبا 2024، ستحتوي الكرة الرسمية للمباراة من شركة Adidas على شريحة ذكية توفر معلومات غير مسبوقة عن حركة الكرة.

يتم تثبيت المستشعر أو الشريحة الذكية في منتصف الكرة بواسطة نظام تعليق خاص، ويرسل البيانات إلى غرفة عمليات الفيديو بمعدل 500 مرة في الثانية، مما يسمح بالكشف الدقيق عن موقع الكرة عند الركل.

تعمل الكرة المتصلة بالانترنت جنبًا إلى جنب مع تقنية كشف التسلل شبه الآلية لضمان إمكانية الحكم بدقة على موضع الكرة - وكذلك اللاعبين - خلال اللحظات الحاسمة.

يتم تشغيل المستشعر بواسطة بطارية قابلة لإعادة الشحن. وتتميز كرات بطولة يورو 2024 بجلد من مادة البولي يوريثين في صورة أنسجة دقيقة وغطاء خارجي مكون من 20 قطعة لتعزيز حركة الكرة في الهواء.

وقال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وأديداس في بيان إن الغطاء مطبوع عليه مزيج من الأشكال والألوان التي تمثل "حركة الكرة وطاقة اللعبة"، بالإضافة إلى "الحيوية التي تجلبها الدول المتنافسة إلى البطولة".

سيتم استخدام تقنية الكرة المتصلة في بطولة أوروبا لأول مرة بشكل رسمي في عام 2024، على الرغم من أنها كانت بالفعل جزءًا ناجحًا من كأس العالم في قطر 2022، وفق ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية

تقنية مراقبة خط المرمى (GLT)

لايزال مشجعو المنتخب الانجليزي يتذكرون هدف فرانك لامبارد الذي ألغي في عام 2010. اليوم من المؤكد أنهم سيشعرون بالارتياح عندما يسمعون أن "تكنولوجيا خط المرمى" سيتم اعتمادها رسمياً.

وتحدد هذه التقنية على الفور ما إذا كانت الكرة بأكملها قد عبرت خط المرمى أم لا، مما يثبت فائدتها في الوقائع التي لا يمكن للعين البشرية المجردة رؤيتها بسبب سرعة حركة الكرة.

تم تجهيز جميع الملاعب الألمانية العشرة بأنظمة تكنولوجيا خط المرمى التي طورتها شركة بريطانية وأخرى ألمانية. تم توجيه سبع كاميرات على كل مرمى - أي 14 كاميرا لكل ملعب - مثبتة على سطح الملعب وتعطي مجتمعة موقعًا دقيقًا للكرة في كل لحظة.

إذا تم اعتبار أن الكرة بالكامل قد تجاوزت خط المرمى، يتم إرسال رسالة إلكترونية إلى جهاز استقبال يشبه الساعة يرتديه حكام المباراة، لإعلامهم بأن هذا كان هدفًا.

تقنية كشف التسلل (SAOT)

هي نظام ذكي مدعوم بالذكاء الاصطناعي يساعد حكام المباراة على اتخاذ القرار الصحيح بسرعة دون التسبب في ضياع وقت من المباراة. وتقوم التقنية بتتبع أطراف اللاعبين لاكتشاف ما إذا كانوا في وضع تسلل وترسل تنبيهًا إلى حكم الفيديو المساعد (VAR).

يحتوي كل ملعب من ملاعب يورو 2024 على 10 كاميرات مثبتة تقوم بجمع البيانات على ما يصل إلى 29 نقطة بيانات على جسم كل لاعب ويتم جمع البيانات 50 مرة في الثانية. وتنتشر نقاط البيانات هذه من أطراف قدمي اللاعب إلى ذراعيه وحتى أعلى رأسه.

وباستخدام لقطات من الكاميرات، يتتبع الذكاء الاصطناعي متى تم تمرير الكرة بالضبط وفي أي مركز كان يتواجد اللاعب المهاجم، ويقارن كل ذلك بموقع لاعبي دفاع الفريق الآخر.

ومن خلال المقارنة بين هذه المشاهد ومواقع اللاعبين في لحظة معينة يحدد الذكاء الاصطناعي ما إذا كان أي جزء من جسد اللاعب متسللاً (في مدى زمني يصل إلى نصف ثانية)، ثم يرسل تنبيهًا إلى فريق VAR، الذي يمكنه التحقق من صحة المعلومات وتأكيدها وإخطار الحكم.

وتقنية كشف التسلل تشبه تقنية خط المرمى، باستثناء واحد هو أن الكاميرات تتتبع باستمرار الأجسام المتحركة بدلاً من التركيز على خط المرمى الثابت.

تم استخدام التقنية بنجاح في كأس العالم للرجال في قطر عام 2022 وكأس العالم للسيدات في أستراليا ونيوزيلندا العام الماضي، وسيحصل عليها الدوري الإنجليزي الممتاز اعتبارًا من الموسم المقبل.

جديد تقنيات VAR

يتم استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) في بطولة أمم أوروبا 2024، على الرغم من استمرار الجدل بشأن استخدام هذه التقنية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ويشير اختصار الكلمة (VIDEO ASSISTANT REFEREES) VAR إلى مجموعة من الأشخاص يجلسون خلف الكواليس ويشاهدون لقطات فيديو محددة يعاد تشغيلها وتركز على حدث معين وقع خلال المباراة ولكن من زوايا متعددة للحصول على لقطات ووقائع ربما لم يلحظها الحكم.

ويقدم فريق VAR المشورة للحكم بشأن القرارات الرئيسية، على الرغم من أن معارضي التقنية يقولون إن هذا الأمر كثيراً ما يتسبب في قطع سير المباراة، فضلاً عن حدوث بعض الأخطاء الفادحة في الحكم على بعض هذه اللقطات بحسب منتقدين. وعلى الرغم من ذلك، سيكون هناك فريق VAR يعمل في مركز التكنولوجيا في مدينة لايبزيغ يعمل خلال جميع مباريات البطولة.

يتكون الفريق من تقنية VAR (قائد الفريق ومسؤول نقطة الاتصال الرئيسية مع الحكم) واثنين من مساعدي حكم الفيديو (AVARs) الذين سيركزون على متابعة المباراة. سيقوم الفريق بالتحقق باستمرار من وجود أخطاء واضحة وواضحة تتعلق بأربعة مواقف يمكنها أن تغير من سير المباراة وهي: الأهداف، والأحداث داخل منطقة الجزاء، والبطاقات الحمراء، وحالات تحديد هوية مرتكب الخطأ بشكل غير صحيح، وفقاً لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

إذا اعتقد فريق VAR أن أي من هذه الأخطاء قد حدثت، فيمكنهم نصح الحكم بإلغاء القرار أو تغييره، لكن الحكم له الكلمة الأخيرة. سيتم توصيل المعلومات حول أي عملية مراجعة لأحداث المباراة ولكن في شكل كلمة تظهر على الشاشات الكبيرة في الاستاد، وليس شفهيًا من خلال الحكم ، بحسب ما نقل موقع "سبورت ستار" الرياضي.

يذكر أنه في كأس العالم للسيدات العام الماضي، تحدث حكام VAR عبر الميكروفون لإبلاغ الجمهور بقرار مراجعات اللقطات، لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرر ألا يتم ذلك في بطولة أمم أوروبا 2024.