رغم أن النساء أكثر تناولا للأدوية المختلفة، إلا أن تجارب الأدوية الجديدة تتركز على الرجال وهو أمر له أسباب متنوعة لكنه يثير انتقادات بسبب اختلاف طبيعة جسم الرجل والمرأة وبالتالي اختلاف رد فعل كل منهما حتى على نفس الدواء.
إعلان
تتناول النساء عادة أدوية موصوفة طبيا أكثر من الرجال، بما في ذلك أقراص تحديد النسل أو علاج خمول الغدة الدرقية أو الوقاية من هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث، لكن عندما يتعلق الأمر بالتجارب على أدوية جديدة، فيتقدم الرجال العينة التي يتم اختيارها لإجراء تلك التجارب.
وتقول البروفيسور كارين نيبر من معهد الصيدلة التابع لجامعة لايبزيغ الألمانية: "النساء لا يمثلن في التجارب السريرية بالدرجة التي تتناسب مع أمراض النساء في التركيبة السكانية". ويختلف الرجال والسيدات في الهورمونات وشكل الجسم وعملية التمثيل الغذائي. ونوهت نيبر إلى أنه علاوة على ذلك تعمل بعض الإنزيمات بصورة مختلفة في الجنسين وهو ما يؤثر على السرعة التي يتم بها التخلص من الأدوية من الجسم. ولذا ترى نيبر وبعض زملائها أنه ينبغي تقييم الجرعات الآمنة للمرأة بشكل مستقل في التجارب السريرية على الأدوية.
مواد طبيعية مهدئة للآلام ومسكنة للأوجاع المزمنة
نستعرض لكم هنا بعض أهم مسكنات الألم الطبيعية والأعشاب المتاحة التي تقوم بتخفيف الآلام المزمنة بطريقة لطيفة. وينبغي أيضا بالإضافة إلى ذلك التفكير في نظام غذائي مناسب يعمل على تخفيف الالتهابات والأوجاع الجسدية والحد منها.
صورة من: margo555/Fotolia
عشبة مخلب الشيطان: تعمل منذ مئات السنين على تخفيف آلام العضلات والعظام "الجهاز الحركي للإنسان". ويوصى بها لعلاج هشاشة العظام وآلام الظهر نظرا لخصائصها الجيدة المضادة للالتهابات. أظهرت دراسة علمية عام 2006 أن جرعة يومية (من 50 إلى 100 ميلليغرام) من كبسولات هذه العشبة المتوفرة في الصيدليات هي وسيلة موثوقة لتخفيف الآلام.
صورة من: Imago
الكركمين: مادة صفراء من البهارات موجودة في خلطة الكاري الهندي. وأظهرت الدراسات أنها تخفض مستويات الالتهاب في الدم وبالتالي فهي مفيدة لتخفيف الألم. تناول بهار الكركمين ثلاث مرات (من 400 إلى 600 ميلليغرام على الأقل) يساعد على تخفيف الألم المختص به. وقد يكون من الضروري زيادة الجرعة إلى 3 أو 5 غرامات يوميا. في الصورة بهارات متنوعة.
صورة من: Holger Casselmann
زهرة العطاس: الجدات يستخدمن مرهم زهرة العطاس أو صبغتها في معالجة الإصابات الناتجة عن ممارسة الرياضة كآلام العضلات والمفاصل. فرك المرهم على سطح الجلد يسرع من الشفاء ويخفف الألم.
صورة من: Fotolia/Fel1ks
البخور: يوجد داخل أشجار البخور، وبالإمكان أيضا دهن زيوت البخور على الجلد لتخفيف الألم والحد من تفاقم الالتهابات. ويمنع البخور رد فعل الجهاز المناعي المبالغ فيه الذي الناجم عن التهاب المفاصل والذي يعتبر من أمراض المناعة الذاتية، ويحسن البخور هنا القدرة على الحركة. وباستخدام عشبة الكركم بالإضافة إلى البخور تزداد القدرة على الشفاء.
صورة من: Anne Allmeling
الإنزيميات البروتينية: تقوم بتحليل البروتينات إلى أجزاء أصغر، وهي موجودة بشكل طبيعي في الجسم البشري. ومن المعروف أن الإنزيمات المحللة للبروتين تقلل من مستوى الالتهاب في الدم وتعمل ضد التورمات والألم والانتفاخات الممتلئة بالماء. ويتم تناولها على شكل كبسولات تنفتح في الأمعاء ثم تذهب إلى مجرى الدم. الصورة رمزية لجزيء بروتين.
صورة من: M. Rief
الزنجبيل: يعتبر من مسكنات الألم الطبيعية، ويستخدم الزنجبيل ضد آلام العضلات والمفاصل وكذلك لتخفيف الصداع النصفي والغثيان.
صورة من: Fotolia/kostrez
أحماض أوميغا 3 الدهنية: لا يمكن للجسم البشري إنتاجها بنفسه، ولكنها مهمة للعديد من العمليات والمهام الجسدية. ولذلك على الإنسان معرفة الأغذية المتوفرة فيها هذه الأحماض، مثل سمك السلمون والتونة والسردين وفي بذور اللفت والكتان وزيت الجوز، ويمكن تناولها أيضا على شكل مكملات غذائية من الصيدلية. وهي مضادات قوية للأكسدة وتخفف من الالتهابات والألم وتستخدم في علاج هشاشة العظام.
صورة من: picture-alliance/chromorange
المغنيسيوم موجود مثلا في اللوز والجوز: ويفيد ضد اضطرابات الدورة الدموية وتشنجات العضلات وانخفاض إيصال المواد المغذية إلى خلايا الجسم. فكل هذا يمكنه أن يسبب الألم، وذلك نتيجة لنقص المغنيسيوم. المعادن مثل المغنيسيوم تريح الجسم والنفس، وإراحة كليهما مهم للحد من الألم، كما نقل موقع "تسينتروم دير غيزوندهايت " الإلكتروني. إعداد: علي المخلافي
صورة من: margo555/Fotolia
8 صورة1 | 8
وساقت نيبر كمثال عقار "زولبيدم" الذي يستخدم في علاج الأرق ويباع في الأسواق بأسماء تجارية مختلفة من بينها "أمبين". وتبين أن عملية الأيض أو التمثيل الغذائي لهذا الدواء تحدث ببطء لدى النساء أكثر من الرجال مما يعني أنه يبقى في مجرى الدم للنساء فترة أطول وهو ما يعرضهن لضعف رد الفعل في الصباح التالي. لذلك تقول البروفيسور نيبر: ينصح أن تقلل النساء عندئذ الجرعة بنسبة 50 في المائة"، مضيفة أن الشركات الموردة نادرا ما تذكر مثل هذه النصيحة.
من جهته يقول رولف هويمكه المتحدث باسم الاتحاد الألماني لشركات بحوث الدواء إن العقاقير التي توصف للرجال والنساء على حد سواء يتعين إجراء تجارب بشأنها على كليهما. وأوضح هويمكه أن في المرحلة الأولى من التجارب يشكل الرجال الأصحاء الغالبية الكبرى من أولئك الذين يتم إخضاعهم للتجارب. لكن نيبر تقول إن السبب الوحيد لذلك هو التكلفة، حيث أن مستويات الهورمونات تتغير باستمرار أثناء الدورة الشهرية، الأمر الذي يجعل تحديد الآثار ذات العلاقة لأي دواء يستغرق وقتا أطول. وهذا معناه أن اختيار النساء كموضوع للبحث الدوائي أكثر تكلفة.
وأشار هويمكه إلى وجود سبب آخر لانخفاض أعداد النساء، وهو قلة الراغبات في ذلك ولاسيما في سن الحمل. وتقول نيبر إنه في ظل هذه الأسباب، يجب الحد من التحيز للذكور في إجراء تجارب على الأدوية وذلك بالبدء في إشراك إناث الفئران في التجارب الأولية على الحيوانات وخاصة في المرحلة الأولى من التجارب وذلك في الظروف التي تؤثر فيها هذه التجارب بشكل رئيسي على النساء.