من حين إلى آخر، تظهر دراسات علمية تتحدث عن أوجه الشبه بين البشر وبعض أنواع الحيوانات. إلا أن ما كشفه باحثون هذه المرة هو وجه شبه غير متوقع على مستوى العلاقات الاجتماعية بين البشر والضباع. فما هو؟
سجل الباحثون تحركات الضباع وعلاقاتهم على مدار ثلاثين عاماصورة من: picture-alliance/blickwinkel/McPhoto/H. Brehm
إعلان
يمكن للعلاقات العائلية ومكانة أي أسرة وما تتمتع به من مستوى اجتماعي أن تؤثر على الأفراد المنتمين إليها، خاصة عندما يتعلق الأمر بما يمكن الحصول عليه من امتيازات بسبب تلك الروابط. هذا بين البشر، فماذا بشأن الضباع؟
ربما ما لا يتخيله الكثيرون منا هو أن الحياة بين الضباع تشبه إلى حد كبير حياة البشر في هذا الأمر، وفقا لموقع مجلة العلوم. فمن خلال متابعة سلوك عشيرة من الضباع المرقطة في كينيا وتسجيل كافة حركاتهم وتفاعلاتهم على مدار 30 عاما، استطاع فريق بحثي تابع لجامعة ميتشغان الأمريكية عمل تصور كامل للروابط الاجتماعية التي تربط تلك الكائنات ببعضها البعض.
ووجد الباحثون أن صغير الضبع يبني علاقات مع أسر الضباع الأخرى التي تربطها صداقة أو علاقة بأمه. وكلما زادت قدرة الصغير على نسخ أو تكرار نفس علاقات أمه، طالت المدة التي يبقى خلالها على قيد الحياة. أما صغار الضباع التي لا تتمتع أمهاتها بنفس العلاقات القوية، فتزيد من احتمالات نجاتها من خلال اختيار حلفاء أفضل أو أقوى لنفسها ممن اختارته الأمهات سابقا.
ليخلص الباحثون إلى أن العلاقات بين الضباع تتسم بطابع تدرجي يسمح لصفوة الضباع بالتمتع بعلاقات الصداقة بين أمهاتها والضباع الأخرى، وهو ما يعني توفر الطعام والحماية لتلك الضباع طوال الوقت على مدار حياتهم.
وسيادة هذا النمط في العلاقات بين الحيوانات يعني حصول من يقع على قمة الهرم على الغذاء أولا، فضلا عن الحماية ضد أي حيوان من نفس الفصيلة يحاول تحدي ذلك الوضع.
قرود البونوبو الأقرب إلى الإنسان تكافح من أجل البقاء!
رغم أن قرود البونوبو هي الأقرب والأشبه بالإنسان جينيا، فإنه هو عدوها الأكبر! إذ أن هذا النوع من القرود بات مهددا بالانقراض. لذلك أطلقت جمهورية الكونغو الديمقراطية مبادرة لحمايتها، فهل ستنجح في منع انقراضها؟
صورة من: DW/S. Fröhlich
انشر الحب لا الحرب
شعار البونوبو غير المعلن هو "انشر الحب وليس الحرب". كلما كان ذلك ممكنا، تتجنب هذه القرود أي نوع من القتال. وإذا نشأ خلاف قد يؤدي إلى عراك، فإن البونوبو سيسعى إلى تخفيض وتيرته من خلال العناق بدلاً من القتال وغالبًا من خلال الجنس. كما أن نسبة الإناث بين البونوبو أعلى من الذكور، مما يساهم في بيئة أكثر سلما.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
أقرب الكائنات إلى الإنسان
البونوبو في جمهورية الكونغو على وشك الانقراض. قبل 40 عاما بلغ عددها حوالي 100 ألف. لكن هذا العدد تقلص اليوم بفعل عوامل بشرية ليتبقى 20 ألف قرد فقط. يتم صيد القردة الصغيرة لبيعها كحيوانات أليفة، كما يتم بيع لحمها بأسعار مرتفعة في الأسواق. وعلاوة على ذلك يقوم الإنسان بتدمير بيئتها والملاذ الآمن الوحيد لها المتمثل بالغابات.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
لا يستطيع السباحة
لا يعيش البونوبو حاليا سوى في جمهورية الكونغو الديمقراطية - وتحديدا في حوض الكونغو، وهي منطقة شاسعة تساوي ثلاثة أضعاف حجم فرنسا. العديد من الأنهار بما فيها نهر الكونغو تصب في هذه المنطقة. ولأن البونوبو لا يستطيع السباحة، لم يتمكن من مغادرة الحوض.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
تطابق جيني كبير
ما يصل إلى 98 بالمائة من الحمض النووي للبونوبو مطابق للحمض النووي للإنسان. فقرود بونوبو هي أقرب إلى الإنسان منها إلى الغوريلا. لكن ثمة بعض الاختلافات أيضا، على سبيل المثال يمكن أن يعاني البونوبو من أمراض مثل فيروس نقص المناعة الإيدز، لكنه محصن ضد الملاريا.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/I. Kuzmin
جنة البونوبو
"لولا يا بونوبو" تقع في منطقة كيموينزا وتعتبر المحمية الطبيعية الوحيدة في العالم التي تحتضن قرود البونوبو اليتيمة بعد أن تشردت بسبب الاتجار غير المشروع، وهي تعتبر بمثابة جنة لهذه القرود. أسسها الناشط البيئي البلجيكي كلودي أندريه، بهدف توفير الرعاية للقرود قبل إرجاعها إلى الحياة البرية من جديد.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/D. Heuclin
الحاجة إلى الطمأنينة والحنان
الرعاية النفسية لا تقل أهمية عن الرعاية الصحية. أحيانا، يتعرض صغار البونوبو لصدمات نفسية بسبب فقدان أمهاتهم، يمكن أن تودي بحياتهم. ولتجنب هذا، تعمل نساء على رعاية رضع البونوبو بهدف توفير الحنان والطمأنينة لها. ويحتاج طفل البونوبو لهذه الرعاية الخاصة حتى يبلغ سن الرابعة.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
أرض البونوبو
تبلغ مساحة المحمية الطبيعية في مقاطعة إكواتور في جمهورية كونغو الديمقراطية 20 ألف هكتار كم من الغابات. و المعروفة محليا باسم "إيكولو يا بونوبو" ، وهو ما يعني "أرض البونوبو". وتسعى الحكومة إلى توسيع هذه المحمية لتصل إلى نحو 100 ألف هكتار، لحماية البونوبو من الانقراض على المدى الطويل.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
الاستعداد للعودة إلى البرية
يعيش أكثر من 60 قردا على مساحة 75 هكتارا من الغابات الاستوائية حيث توجد محمية لولا يا بونوبو. هنا يتم تربية ورعاية القرود المريضة قبل إعادتها إلى حياتها الطبيعية والحرية في البرية. وأعادت لولا يا بونوبو مجموعتين من أيتام البونوبو بعد رعابتها وتأهيلها إلى البرية منذ عام 2009.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
التحول من عدو إلى صديق
أكثر من 30 ألف شخص يزورون المحمية كل عام. معظم الزوار من أطفال المدارس الكونغولية، فهم صناع القرار في المستقبل. فإذا كان هناك أحد سينقذ البونوبو، ربما سيكون منهم! إعداد: شيليا فروليش/ ح.ش