ما هي الملفات التي قد تفرط عقد الحكومة الألمانية؟
٤ نوفمبر ٢٠٢٤اعترف نائب المستشار الألماني روبرت هابيك اليوم الاثنين (الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2024 ) بأن الحكومة تعاني اضطراباً، حيث اهتزت الحكومة بسبب الصراع الداخلي بين الاشتراكيين الديموقراطيين بزعامة المستشار أولاف شولتس، وحزب الخضر بزعامة هابيك، والديموقراطيين الأحرار الليبراليين بقيادة وزير المالية كريستيان ليندنر. لكنه حذر من أن "هذا هو أسوأ وقت يمكن أن تفشل فيه الحكومة ... بالنظر إلى ما يحدث في أوكرانيا، فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي في ألمانيا، فيما يتعلق بالانتخابات الأميركية".
وتحدث هابيك، الذي يشغل منصب وزير الاقتصاد والمناخ، بعد محادثات أزمة للائتلاف في المستشارية مع شولتس ووزير المالية كريستيان ليندنر .
وكان زعماء الائتلاف المكون من ثلاثة أحزاب، والذي شهد تراجعاً في استطلاعات الرأي، يتجادلون منذ أسابيع حول كيفية إحياء الاقتصاد الألمانيالمتعثر. ويصر الاشتراكيون الديموقراطيون بزعامة شولتس على عدم التراجع عن القضايا الاجتماعية، بينما يحاول حزب الخضر بزعامة نائب المستشار روبرت هابيك إنقاذ أجندته البيئية، في حين يطالب الليبراليون بسياسات مؤيدة للشركات وتخفيف القوانين والإجراءات الإدارية.
وقد يصل التوتر إلى ذروته هذا الشهر، اذ يتعين على الشركاء الثلاثة في الحكومة الاتفاق على إقرار ميزانية الدولة للعام 2025، بعدما كادت محادثات مماثلة في تموز/ يوليو الماضي أن تطيح بالائتلاف. كما حذر ليندنر مراراً وتكراراً من خيارات صعبة في الميزانية.
واقترح هابيك مؤخرا خطة بمليارات اليورو لدعم الأعمال التجارية الألمانية، بينما أصر ليندنر على الأحزاب الأخرى على ضرورة كبح الإنفاق العام. وأعرب هابيك عن تفاؤله، قائلاً إن حل الخلافات بشأن الميزانية "ليس تحدياً بسيطاً، لكنه تحد يمكن مواجهته".
ودعا ليندنر إلى إنهاء "ضريبة التضامن" التي أقرت عام 1991 في البداية لتمويل تكلفة إعادة توحيد ألمانيا، وتقليص الأهداف المناخية الطموحة.
وطلب أولاف شولتس من شركائه في الحكومة أن يكونوا مستعدين للتوصل إلى تسوية، مع التركيز على مساعدة "الاقتصاد والوظائف". وكتب على موقع اكس: "الأمر يتعلق بالبراغماتية، وليس الإيديولوجية"، موضحاً أن "الحكومات الائتلافية تشكل تحدياً في بعض الأحيان. لكن الحكومة انتُخبت وهناك مهام تحتاج إلى حل". وأكد "نحن بحاجة إلى العمل بجدية لتحقيق ذلك".
الحزب المسيحي الديمقراطي يجدد مطالبه بإجراء انتخابات مبكرة
ومن جهته، جدد الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض مطالبته بتسريع إنهاء الائتلاف الحاكم. وعقب اجتماعات الهيئات القيادية، قال الأمين العام للحزب المسيحي كارستن لينيمان في برلين اليوم الاثنين: "يجب على ائتلاف إشارة المرور الآن تحمل المسؤولية السياسية تجاه الدولة وإنهاء هذه المسألة". وأكد أن ألمانيا تحتاج إلى انطلاقة جديدة، لافتاً إلى أن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال حكومة جديدة،
وقال إنه يجب لهذا السبب إجراء انتخابات جديدة بأسرع ما يمكن.
وأعرب لينيمان عن رفضه فكرة تشكيل حكومة أقلية من الحزب الاشتراكي وحزب الخضر في حال انسحاب الحزب الديمقراطي الحر من الائتلاف، وأكد أن ألمانيا بحاجة إلى الاستقرار، وهو ما لا يمكن ضمانه إلا من خلال حكومة تتمتع بأغلبية. وقال: "في هذا الموقف، لا أعول إطلاقاً على تشكيل حكومة أقلية إلى حين حلول موعد الانتخابات". ورأى أنه في هذه الحالة، يجب على المستشار شولتس أن يطرح مسألة الثقة في حكومته على البرلمان. كما رفض لينيمان أيضاً فكرة دخول حزبه في الحكومة.
يذكر أن الحزب الديمقراطي المسيحي يشكل مع شقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري ما يعرف بالاتحاد المسيحي الذي يتزعم المعارضة في ألمانيا.
خ.س/ع.ج (أ ف ب، د ب أ)