عرضت المستشارة ميركل المساعدة في تطوير اللقاح الروسي وحتى إنتاجه في ألمانيا رغم الخلافات السياسية بين البلدين، بيد أنها وضعت شروطا لتحقيق ذلك. في الوقت نفسه دافعت عن تشديد إجراءات الإغلاق التي اتفقت عليها مع الولايات.
إعلان
عرضت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على روسيا تقديم الدعم في الخطوات اللاحقة في اللقاح الروسي المضاد لكورونا "سبوتنيك في Sputnik V". وقالت ميركل اليوم الخميس (21 يناير/كانون الثاني 2021) إن شرط التعاون مع روسيا في هذا المجال هو حصول المستحضر الروسي أولا على تصريح بالتداول داخل الاتحاد الأوروبي.
إمكانية للانتاج المشترك
وأضافت ميركل أنه في حال صدور تصريح من الهيئة الأوروبية للقاح الروسي، فإن من الممكن الحديث عن إنتاج أو استخدام مشترك له، وأكدت على إمكانية التعاون في المجال الإنساني مع روسيا في ظل الجائحة وذلك على الرغم من كل الخلافات السياسية الكبيرة الموجودة حاليا مع حكومتها.
وخلال مؤتمر عبر الإنترنت، قال كيريل دميترييف رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي المملوك للحكومة الروسية إنه يجري النقاش بشأن إنتاج محتمل للقاح الروسي في ألمانيا، مشيراُ إلى أن هناك العديد من دول الاتحاد الأوروبي أبدت "اهتماماً جاداً" به.
وكانت روسيا قد أطلقت لقاحها المضاد لكورونا منتصف آب/أغسطس الماضي ليكون أول لقاح ضد كوفيد ـ 19 في العالم، وذلك قبل الانتهاء من إجراء اختبارات مهمة، وهو ما أثار انتقادات على الصعيد الدولي.
ولم يتم الإعلان بعد عن إجراء دراسات مستقلة للعقار، فيما يؤكد الباحثون الروس أن فعاليته تصل إلى 95 بالمائة مع حديث مستمر عن مزاياه في محاولة لترويجه داخل الاتحاد الأوروبي. وبحسب دميترييف، فإن من المنتظر نشر نتائج المرحلة الثالثة من الاختبارات في مجلة "ذا لانسيت" في الأسبوع المقبل، وكانت المجلة نشرت بيانات أولية في مطلع ايلول/سبتمبر الماضي، وقد أعقب ذلك توجيه العديد من العلماء انتقادات للعقار.
وبدأت موسكو تطعيم سكانها منذ بداية ديسمببر/كانون الأول 2020. وحتى الآن، تلقى أكثر من مليون ونصف شخص في روسيا اللقاح.
"الموتى ليسوا أرقاماً"
من ناحية أخرى، دافعت ميركل عن استمرار عملية الإغلاق بسبب فيروس كورونا في ألمانيا. وقالت إن الوضع الحالي أسفر عن صورة شديدة الانقسام، وأوضحت أن هذه الصورة توضح من جانب حدوث تراجع في أعداد الإصابات الجديدة أخيرا، مشيرة إلى أن القيود الصارمة "بدأت تؤتي ثمارها، كما يظهر بشكل أساسي أن هذا الجهد كان مجديا".
في الوقت نفسه، أشارت ميركل إلى أن الصورة توضح من جانب آخر ارتفاعاً مخيفاً في الحصيلة اليومية لوفيات كورونا وقالت: "هذه ليست مجرد أعداد بل هم بشر، ماتوا في عزلة وهذه مصائر وهذه عائلات تحزن عليهم". وأعربت عن اعتقادها بأن طفرة فيروس كورونا تنطوي على خطر كبير، قائلة إن كل الأمور تشير إلى أن الفيروس المتحور أقوى في العدوى بكثير من الشكل المعروف، وطالبت بإبطاء انتشار هذه الطفرة بقدر المستطاع.
وحذرت من أنه في حال التمهل الآن فإنه لن يكون من الممكن منع حدوث موجة ثالثة للجائحة ربما كانت أكثر حدة، وأكدت: "لا نزال قادرين على منع هذا الأمر، لا يزال هناك بعض الوقت لتفادي الخطر الكامن في هذا الفيروس المتحور".
وشددت ميركل على أن كل القيود الإضافية تخدم الوقاية من أجل البلاد ومن أجل صحة المواطنين ومن أجل الاقتصاد والعمل والثقافة "وكل شيء يخدم الهدف الخاص بالسيطرة على الجائحة في هذا العام والتغلب عليها أيضا في نهاية المطاف".
ع.ح./أ.ح (د ب أ)
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".