تشير التقديرات الأولية إلى أن 50 ألف لاجئ يرغبون في الدراسة في إحدى الجامعات الألمانية. ولهذا الغرض تم إطلاق دورات تحضيرية في هذا الشأن، غير أن بعض اللاجئين ينتقدون وجود بطء في طريق تحقيق هذا الهدف.
إعلان
جاؤوا من دول مختلفة واختلفت أسباب هجرتهم: 30 لاجئاً يدرسون في كلية تمهيدية تابعة لجامعة برلين الحرة ويحضرون دورات اللغة الألمانية ثلاث مرات أسبوعيا على أمل الحصول على مكان للدراسة في الجامعة. وهناك حوالي 70 طالبا يستفيدون من مبادرة جامعة برلين الحرة وغالبيتهم من اللاجئين السوريين وأعمارهم أقل من 25 سنة.
عبد الحميد قوقا هو أحد هؤلاء، جاء إلى ألمانيا قبل ثمانية شهور ووصل برلين بعد ثلاثة شهور من فراره من مدينة حلب. "تسجلت للدراسة في شهر تشرين الأول، لكن لا يمكن البدء بالدراسة بدون هذه الوثائق"، يقول الشاب الذي يرغب في دراسة الماجستير في شعبة تكنولوجيا المعلومات أو البرمجة. عبد الحميد فر من حلب بدون وثائق تثبت أنه خريج جامعي، لذا عليه التقدم لامتحانات خاصة بالطلبة الأجانب. ويغضبه أيضا أنه رغم تعلمه اللغة الألمانية فإنه لم يجد مكاناً في إحدى دورات الاندماج حتى الآن. السبب في ذلك هو أن لغته الألمانية جيدة، لذا يتم تفضيل آخرين عليه ممن لازالت لغتهم ضعيفة.
لكن بدون حصوله على شهادة تثبت مشاركته في دورة اندماج، فلا يمكن قبوله في الجامعة ولا يمكنه العمل أيضا. لذا فهو يعمل كمتطوع مع الصليب الأحمر "أريد أن أعمل وبسرعة"، يقول عبد الحميد.
آلاف التخصصات بجامعات ألمانيا
تقدم جامعة برلين الحرة هذه الدورات منذ أكتوبر الماضي، وحاليا هناك أربع دورات في نفس الوقت. وهناك 180 جامعة في كل ألمانيا تقدم برامج شبيهة، ويحظى البرنامج بدعم من وزارة التربية حتى عام 2019 قدره 100 مليون يورو. ومن المقرر أن تنفق الحكومة 27 مليون يورو هذه السنة لدورات يشارك فيها 2400 لاجئ. وتقول وزيرة التربية يوهانا فانكا: "من لديه الكفاءة المناسبة، يمكنه الدراسة في جامعاتنا".
تشير التقديرات إلى أن حوالي 50 ألف لاجئ يرغبون في الالتحاق بالجامعات الألمانية، وبما أن الجامعات الألمانية تقدم 17 ألف تخصص للدراسة، فقد تقرر توسيع الإرشاد وتقديم المعلومات للطلبة كي يختاروا التخصص الأنسب لهم. وهو أمر رحبت به رئيسة الهيئة الألمانية للتبادل العلمي "DAAD" مارغريت فنترمانتل، التي ترى أن الطلاب الألمان أيضايجدون صعوبة في اختيار التخصص المناسب لهم.
"تعملت الألمانية كثيرا واشتغلت قليلا"
لذا تقدم جامعة برلين الحرة استشارات ونصائح للطلبة من بين اللاجئين باللغات الألمانية والإنجليزية والعربية والفارسية. معظم الاجئين يرغبون في دراسة تخصصات علمية مثل برمجة الحاسوب وهندسة الكهرباء والميكانيكا أو الطب والرياضيات والصيدلة.
عبد الحميد قوقا اقترب من حلمه بكسب بعض المال وتم قبوله كمتدرب في شركة سيمنس ببرلين. "لقد استعدت الثقة بنفسي، لأنني أعرف الآن كيف تسير الأمور". وهو يرى أن برامج الاندماج يجب أن تكون عملية ويقول "لماذا يتعين عليّ الالتحاق بدورات اندماج اذا كنت قادرا على جمع خبراتي بشكل عملي؟". وهو سعيد أيضا بأنه أصبح قادراً على إعالة نفسه من عمله، ويقول: "هذا جيد أيضا لدافعي الضرائب الألمان".
طفلة سورية تجسد برسوماتها معاناة وآلام اللاجئين
رحلات اللاجئين قصص عذاب وألم لا نهاية لها. البالغون يكبتون مشاعرهم بالتكيف مع الحياة في أماكن اللجوء، أما الأطفال فتمسي أحلامهم كوابيس عن الحرب والأحبة الغائبين ومن ابتلعهم البحر. طفلة سورية وثّقت كل ذلك في رسومها.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
عبرت طفلة سورية عمرها نحو 10 سنوات، خلال تواجدها في مخيم للاجئين في اليونان، عن قصص الخوف والحزن التي عاشتها. بالرسم وبكلمات بسيطة عكست الأوضاع المأساوية للسوريين. رسمت قبرا لوالديها ولسوريين آخرين، ودبابات وطائرات تدك منازل سطعت فوقها "شمس الموت" حسب تعبيرها.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
قبور على شكل جبال تعلوها شواهد على شكل صلبان، يرقد فيها سوريون. ورغم أن والدي الطفلة يعيشان معها في المخيم اليوناني إلا أنها كثيرا ما عاشت لحظات بكى فيها أطفال وهم يودعون أهلهم في قبور منفردة حفرت على عجل أثناء رحلة الهروب بحثا عن الحياة والأمن.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
رسمت صورة لجسد الطفل السوري أيلان كردي، الذي جرفته الأمواج إلى سواحل تركيا على بحر إيجة، فهو باق في كوابيس الطفلة الصغيرة. لقد انتشرت صورة أيلان منبهة إلى مأساة اللاجئين، وأصبح رمزا لمعاناة الأطفال الذين يعبرون البحر أملا في حياة جديدة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
الأزرق هو مياه البحر. ومن معاني البحر في لغة الرموز: رحلة إلى مستقبل أفضل، وإلى عالم مجهول. لكنه عند الطفلة الصغيرة مقبرة للسورين الهاربين من جحيم الحرب والحرمان. الصورة تروي قصة أسرة لم يبق منها سوى طفل صغير يمسك بذراع أمه الغريقة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
داخل خيام اللاجئين توقفت أحلام الأطفال. كثيرون منهم كانوا يحلمون بلقاء أبائهم، الذين عبروا البحر قبلهم، أملا في الوصول إلى أوروبا ثم استقدام عائلاتهم. الطفلة الصغيرة لم يبق في ذاكرتها سوى الخيام وبوابة المخيم التي يحرسها عسكري لا يتحدث لغتها غالبا، أما الأحلام فكان مصيرها سلة المهملات.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
في هذه الصورة تتحدث الطفلة عن ضياع الحلم. الأطفال في المخيم اليوناني يحلمون في العيش بسلام في أوروبا. بعضهم قال لـ DW إنهم يريدون أن يصبحوا أطباء أو مهندسين. لكن اللاجئين يقضون أحيانا سنوات في المخيمات ولا يصلون إلى أوروبا، وكل ما على الأطفال الآن هو الانتظار.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
هنا مجتمع المخيمات، الذي يكبر الأطفال فيه وتتشكل شخصياتهم وسط "ظروف صعبه" كما كتبت الطفلة السورية في هذه الصورة، التي رسمتها تسجل فيها اجتماعا لبعض اللاجئين داخل المخيم، وهم يلتقون بين الخيام ويشكون لبعضهم هموما متشابهة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
كومة عالية من أجساد بشرية، تتربع فوقها علامة الموت، ومعسكرات إيواء وأسلاك شائكة. هذه المشاهد رسمتها الطفلة الصغيرة هنا لتقول لنا إنها شاهدة على ذلك كله. وكتبت في أعلى الصورة إنها "حقيقة في تاريخ أوربا".
صورة من: DW/M.Karakoulaki
كثير من اللاجئين باعوا متعلقاتهم الشخصية من أجل عبور الحدود إلى أوروبا. امرأة تبكي وسط أطفالها، ورجل يخرج جيوب سرواله الفارغة، وعلى الأرض تزحف أفعى ويسير فأر، للدلالة على غياب النظافة عن مخيمات اللاجئين. صورة الحارس خلف القضبان حاضرة دائما في رسومات الطفلة الصغيرة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
الطفلة السورية، هي واحدة من أطفال كثيرين يعيشون في مخيمات اللاجئين. ينظرون للمستقبل بحيرة وبلا يقين ولا ضمانات. لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث بعد ساعة. وأسرة الطفلة لم تعد تملك فلسا واحدا، وما زالت تنتظر نتيجة طلب اللجوء. فأي مستقبل ينتظر هذه الطفولة؟