ما هي نظرية "الاستبدال العظيم" الرائجة في صفوف حزب البديل؟
٣١ يوليو ٢٠٢٣
حذر "مكتب حماية الدستور" الاستخبارات الداخلية من تزايد تأثير التيارات المناهضة للدستور داخل "حزب البديل من أجل ألمانيا"، مشيراً إلى تراجع نفوذ المعسكر المعتدل الذي تجلى في قائمة مرشحي الحزب للانتخابات الأوروبية المقبلة.
إعلان
أشارت تقديرات المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات الداخلية) إلى انتشار "نظريات مؤامرة يمينية متطرفة" في الاجتماع الذي عقده حزب البديل من أجل ألمانيا في مدينة ماغديبورغ للإعداد لانتخابات البرلمان الأوروبي.
وفي تصريحات صحفية، قال رئيس المكتب توماس هالدنفانغ نشرها موقع "تاغسشاو" (Tagesschau) على صفحته الإلكترونية صباح الاثنين (31 تموز/يوليو 2023): "صحيح أنه لم يتم التصويت بشكل نهائي بعد على البرنامج الانتخابي لانتخابات البرلمان الأوروبي، لكنه اتضح الآن بالفعل أن أشخاصاً ممن لفتوا الأنظار في الماضي بمواقف لا تتوافق مع نظامنا الأساسي الحر الديمقراطي، سوف يكونون جزءاً من كتلة الحزب في البرلمان الأوروبي القادم".
نظرية "الاستبدال العظيم"
وأعرب هالدنفانغ عن اعتقاده بأن ممثلي المعسكر السابق الأكثر اعتدالاً في الحزب لم يلعبوا دوراً تقريباً في الانتخابات التحضيرية التي جرت في العطلة الأسبوعية الحالية لانتخابات البرلمان الأوروبي المزمع إجراؤها في حزيران/ يونيو 2024، وأضاف "الأدهى من ذلك أن مرشحين عدة عبروا عن نظريات مؤامرة يمينية متطرفة، من خلال الحديث على سبيل المثال عن نظرية: الاستبدال العظيم".
يذكر أن هذه النظرية تقول إن أغلبية السكان الأوروبيين المسيحيين البيض، قد أصبحت معرضة للخطر بسبب تنامي قدوم المهاجرين من المسلمين وأصحاب البشرة السمراء إلى أوروبا.
الاتحاد الأوروبي والهجرة
يذكر أن حزب البديل اختار خلال الاجتماع الذي عقده أول أمس السبت وأمس الأحد أول 15 مرشحاً في قائمة المرشحين التي سيخوض بها انتخابات البرلمان الأوروبي، وتم قطع الاجتماع مساء الأحد على أن يتم استئنافه يوم الجمعة المقبل لاختيار المرشحين الـ 15 المتبقين.
وسيتم تحديد البرنامج الذي سيخوض الحزب بموجبه الانتخابات بعد اكتمال قائمة المرشحين. وقد يتطلب مناقشة البرنامج وإقراراه اجتماعاً إضافياً، من المقرر عقده في شهر كانون الثاني/ يناير على أبعد تقدير.
ويطالب حزب البديل بإصلاح جذري في الاتحاد الأوروبي بحيث تعطى للدول الأعضاء المزيد من الصلاحيات في اتخاذ القرارات وسن القوانين على حساب مؤسسات التكتل. ومن الممكن أن يسود معسكر "ديكسيت" (على وزنبريكست)، الذي يدعو إلى خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي.
في خطاب ترشيحها كررت عضوة الحزب إيرمهيلد بوسدورف، التي احتلت المركز التاسع في قائمة المرشحين، مواقفها ضد المهاجرين مدعية أن الخوف لا يتعين أن يكون من "التغير المناخي الناتج عن البشر" بل من "التغير السكاني بفعل البشر"، كما أورد موقع "تاغسشاو" (Tagesschau).
معركة قضائية
وأشار رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات الداخلية) توماس هالدنفانغ، إلى أن "اجتماع انتخابات أوروبا التابع لحزب البديل والذي نراجعه بوصفه حالة اشتباه (في كونه اجتماعاً يمينياً متطرفاً) يثبت مرة أخرى تقديراتنا التي تشير إلى وجود تيارات قوية معادية للدستور داخل الحزب، وأن تأثير هذه التيارات آخذ في الزيادة".
وكان المكتب الاتحادي لحماية الدستور صنف الحزب في آذار/مارس 2021 كحالة اشتباه يمينية متطرفة، وأيدت المحكمة الإدارية في كولونيا في آذار/مارس 2022 هذا التصنيف الذي يجيز استخدام وسائل استخباراتية في تتبع حزب البديل، واستأنف الحزب قرار محكمة كولونيا أمام المحكمة الإدارية العليا في مدينة مونستر ولم يكتمل هذا الإجراء بعد.
خالد سلامة
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)